بقلم: الدكتور محمد طالب عبيدات
أطّر قانون اﻹنتخاب طبيعة الدعاية اﻹنتخابية ومدتها وأماكن وضعها، وسمح القانون عرضها بالطريقة المناسبة في وسائل اﻹعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والمواقع اﻹلكترونية ووسائل التواصل اﻹجتماعي، على سبيل عرض البرامج اﻹنتخابية للمرشحين؛ ونحن في زمن كورونا والإنتشار المجتمعي للفايروس والتباعد الجسدي فربما الأنسب الدعاية عن بُعد من خلال التواصل الإجتماعي ولقاءات التواصل المرئي وغيرها:
1. بدأنا نلحظ تزايد الدعاية الإنتخابية من خلال التواصل المرئي والإجتماعي لفعاليتها ووصولها للمجتمعات والأعمار المستهدفة بسهولة وخصوصاً في زمن الحظر والعزل.
2. غالباً المستعرض للمادة الدعائية على الطرقات وفي الشوارع يلمس غياب البرامجية فيها وإقتصارها على عرض صور فردية للمرشحين ولا يخلو اﻷمر من صور للقوائم اﻹنتخابية.
3. غالباً المرشحون يحوّلوا الشوارع داخل المدن لمعارض صور ميدانية، وكأن اﻹنتخاب سيكون للمرشح صاحب الصورة اﻷكثر وسامة! ويكون التباين في عرض صور المرشحين واضح للعيان ويعكس الملاءة المالية لكل مرشح، لدرجة أن البعض يشكك فيمن يصرف هذا المال على الدعاية اﻹنتخابية كيف سنأتمنه على الوطن وماله؟
4. بعض المواد الدعائية أحياناً تحجب الرؤية، وبعضها يغطّي إشارات المرور، وبعضها في اﻷماكن المناسبة، وبعضها في مهب الريح.
5. وأحياناً الحرب الباردة في التنافسية غير الشريفة في بعض المناطق تبدأ من خلال تخريب الدعاية اﻹنتخابية لبعض المرشحين من خلال مناصري مرشحين آخرين منافسين، وهذا لا ينم عن سمو أخلاق.
6. البرامج اﻹنتخابية يجب أن تكون واقعية وقابلة للتطبيق وتحترم ذهنية الناخب، وليس تمثيلاً أو تصريحات لشعارات غير ممكنه، فالكل يعرف واقع الحال والممكن والمستحيل.
7. مطلوب إظهار برامج المرشحين أنفسهم بشكل إيجابي وليس مهاجمة اﻵخرين أو اﻹساءة إليهم، واﻹبتعاد عن الشعارات الصاروخية والبراقة ما أمكن!
8. معظم المرشحين هذه الأيام سيعرض بيانه اﻹنتخابي ويطلق موقعه الخاص باﻹنتخابات من خلال شبكات التواصل اﻹجتماعي كوسيلة سريعة وفعالة وغير مكلفة في زمن كورونا، وهذا عين الصواب.
9. نتطلع أن تعكس الدعاية اﻹنتخابية المادة البرامجية للمرشحين لا إستعراض صورهم لتكون العهد والميثاق القويم بينهم والناخبين ليتم محاسبتهم من خلالها إبان نيابتهم.
10. مطلوب عدم المبالغة بالدعاية اﻹنتخابية ﻷن كُثر الدعاية وتنوعها وتكلفتها ليس مقياساً البتة في ضمان المقعد النيابي في خضم حالة من الوعي اﻹنتخابي لدى المواطنين؛ وخصوصاً أن الإجتماعات في زمن كورونا مؤطّرة ومحدودة.
بصراحة: كُثر أو قلّة الدعاية اﻹنتخابية أنّى كان نوعها ليس مؤشرا على قوة أو ضعف فرصة المرشح بالنجاح ولا تتناسب معها، ولذلك مطلوب اﻹعتدال بالمادة اﻹنتخابية والتنافسية الشريفة وإظهار البرامجية لا الصور الشخصية، فدعاية المرشحين اﻹنتخابية هي تاريخهم وأفعالهم ومسيرتهم وأخلاقهم وبرامجهم وآدابهم وإحترامهم وخدمتهم للناس ومصداقيتهم وتواضعهم وعملهم الدؤوب من القلب وخدمتهم للناس وسمعتهم الطيبة؛ متمنياً التوفيق لكل المرشحين.