وطنا اليوم:ما تزال انعكاسات انخفاض منسوب مياه البحر الميت تظهر تباعا، فبعد ظهور بركة مياه حمراء وجدول مياه سوداء، ظهرت تشققات جديدة على طريق البحر الميت، يرى مواطنون انها قد تشكل خطرا على سالكي الطريق، مع بدء فصل الشتاء.
هذه الظواهر، باتت مبعث قلق لأهالي المنطقة الذين عانوا كثيرا خلال السنوات الماضية، من كثرة التشققات وهبوط الخلطات الاسفلتية على طريق يعتبر الشريان الرئيس الرابط بين الأغوار الوسطى والجنوبية وصولا إلى العقبة، مشيرين إلى ان ازدياد الحفر والتشققات، تسبب بحوادث مرورية السنوات الماضية.
وكانت وزارة الأشغال، أنهت بداية العام الحالي، مشروع صيانة وإعادة تأهيل الجسور على طريق البحر الميت بكلفة 13 مليون دينار، ليشمل إعادة إنشاء وصيانة 10 جسور، بالإضافة لإنشاء وتأهيل عبارات صندوقية، وتنفيذ حمايات لمخارج الجسور، وصيانة أجزاء من الطريق بالخلطة الإسفلتية الساخنة، لكن المشروع لم يتضمن صيانة الطريق او الأجزاء المتضررة.
الطريق بين منطقة المنتجعات ولغاية غور الحديثة، هي الاكثر تضررا، نتيجة انهيار طبقات التربة والسيول الجارفة شتاء، والتي ألحقت أضرارا بالغة بالجسور قبل عامين، ولم تجر صيانتها للآن، بل استعيض عنها بتحويلات جديدة وجسور وعبارات انبوبية اقل ارتفاعا وسعة من الجسور القديمة، ما قد يعرضها للانجراف والاغلاق مع بدء الموسم المطري.
يقول الناشط فتحي الهويمل، “ان هذه المنطقة، تشكل خطورة على حياة المواطنين لوجود الحفر الانهدامية والتشققات، وهبوط اجزاء من الطرق التي يرجح انها ناتجة عن ذوبان الكتل الملحية تحت طبقات الارض، بعد مرور المياه العذبة عبرها”.
ولفت إلى ان هذا الأمر، يستدعي تدخل الجهات المعنية، للحد من الخطورة التي تشكلها، بوضع اشارات تحذيرية او ارشادية، تفيد بوجود تشققات وهبوطات في الطريق، لكي يتمكن السائقون من اخذ الحيطة والحذر.
وبين انه وبرغم عمل وزارة الاشغال لتحويلات مرورية، كبديل للجسور التي تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة السيول الجارفة قبل 3 سنوات، لكن هذه التحويلات قد تتعرض عند اول هطل مطري غزير للإغلاق، كونها اقيمت على عبارات انبوبية، بخاصة وان معظم السيول تأتي محملة بالأتربة والصخور من الجبال، مشددا على ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، لمنع وقوع حوادث سير يذهب ضحيتها مواطنون.
ويرى خبراء أن السبب الرئيس لحدوث الحفر والتشققات، هو انهيار الطبقات الترابية والصخرية داخل الارض، نتيجة جفافها من الماء، وقد تزايدت خلال الآونة الاخيرة نتيجة انحسار مياه البحر الميت على نحو ملفت.
ويقول المواطن محمد العشيبات، إن الظواهر التي بدأت تظهر في منطقة البحر الميت بدءا من الحفر الانهدامية إلى التشققات وغيرها، دليل على الآثار السلبية لجفاف البحر الميت.
وأوضح العشيبات، ان خطورة التشققات وهبوط الطريق على طريق البحر، تكمن في التسبب بحوادث مرورية كثيرة، بخاصة لمن يجهل معالم الطريق الذي يعتبر ممرا رئيسا للسياح والمواطنين من والى مناطق الجنوب.
وشدد على ضرورة معالجة الحفر والتشققات التي تظهر على الطريق بشكل مستمر، لتأمين السلامة المرورية ووضع اشارات تحذيرية ومطبات لتقليل السرعة، بخاصة وان الطريق يشهد حركة سير كثيفة على مدار الساعة، ومن ضمنها شاحنات وحمولات ثقيلة.
ويرد الرئيس التنفيذي لجمعية اصدقاء البحر الميت زيد السوالقة، تراجع منسوب مياه البحر الميت، إلى تناقص مياه نهر الأردن التي يستغلها الجانب الاسرائيلي، ما قلل من عملية التزويد المائي، بالإضافة لاستغلال معظم الروافد التي كانت تغذي البحر الميت من الجبال المطلة، كأودية الموجب وزرقاء ماعين، وتراجع نسب الهطل المطري بالتزامن مع زيادة نسبة التبخر والاستغلال الجائر لمياه البحر في الصناعات، بخاصة من الجانب الاسرائيلي.
وأكد ان انخفاض مستوى مياه البحر الميت، يسجل ارقاما مفزعة تزيد على المتر الواحد سنويا، مشيرا إلى ان الحل الامثل، هو رفد البحر الميت بمياه كافية عن طريق ناقل البحرين، للحد من الظواهر التي باتت تشكل خطورة حقيقية على المنطقة برمتها سواء للمواطنين او للمستثمرين.
وقالت وزارة الأشغال العامة والإسكان في هذا النطاق، إنها وعن طريق فرقها الميدانية، تابعت الملاحظات الفنية التي ظهرت على سطح طريق البحر الميت، ابتداءً من جسر الموجب وحتى منطقة غور حديثة على نحو فوري.
وأكدت الوزارة في ردها على استفسار إنه سيجري عمل اللازم على الطريق ومعالجة التشققات، عن طريق مقاول معتمد للوزارة، لضمان سلامة سالكي الطريق وديمومة الحركة المرورية عليه.
وبينت الوزارة أنه ستجرى دراسات للطريق، لبيان أسباب الهبوطات المتكررة والمستمرة، لينفذ بعدها إجراء دائم يضمن عدم تكرار المشكلة، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يكون انخفاض منسوب البحر الميت بمعدل 1 متر سنويا من الأسباب الرئيسة للظاهرة.