عن اي ديمقراطية يتحدثون ؟ !
بسام الياسين
((( الاقوى من ركب الموجَ الاعلى / وَجَدّفَ ضد التيار / ان لم تكن الاقوى / فانت الأَوطى / والأّوْلى ان تُدفن نفسك حيا / فالديدان مواسمهن قصيرة / والخنفسة الارضية / تتدحرج في كرة من روث / فاختار مكانك / عَلَماً فوق القمة ام منديلاً ورقياً / في قاع السلة / الكاتب ))).
شخصيه الطاغيه وامثالها من الفراعنة الجدد، صورها القران الكريم ابلغ تصوير. رفع غطاءها وفضح اغوارها، في هوسها باستئثارها بالسلطه واستهتارها بالاخرين.شخصية متورمة بالنرجسية ـ حب الذات ـ ،كشف الله ضعفها البشري،عندما اطبق البحر خناقه على فرعون ـ الرمز ـ، فاطلق استغاثة الضعيف طلباً للنجاة وخوفاً لا ايماناً آمن برب موسى، في مسعى لحسن الخاتمة . هكذا الفرعون،تراه رغم هالته المزيفة ، وهيبته المصطنعة. شخصيه مطفأة، يفتقر لادنى الشروط الانسانيه،لكن اللافت فيه، كلما اشتد طغيانه، اتسعت دائرة طاعته ، « فاستخف قومه فاطاعوه» حتى بلغ صلفه الادعاء :ـ ” انا ربكم الاعلى” .
هذه سمة الفراعنة كلهم،اعتقادهم أنهم فوق البشر،يعاملون الناس كالقطيع ،ويعتبرونهم رعايا لا مواطنين.الامر اختلف عندما قامت الثورات الشبابيه،فخرج الجمر من تحت الرماد،وظهرجلياً الشرخ الكبير بين الشعوب وانظمتها،وعرت الهتافات، زيف الادعاءات بالديمقراطية والحرية وباقي منظومة القيم التي لا غنى عنها لاي مجتمع سليم . فثبت بالمطلق، ان من يعلق آماله على الانظمه،كمن يعلق ملابسه على حبل غسيل مهترئ في يوم عاصف، لا تلبث الريح ان تأخذه للبعيد المجهول و يبقى عاريا لا شيء يستره سوى اضمومة اصابعه على عورته.
ما يدعو للغرابه والاستغراب ،أن الزمن العربي تجمد عند الفرعون،فهو لا يُغير ولا يتغير،ولا يدور ولا يستدير ثابت كابي الهول. يسوس شعبه بافكاره القديمة وبطانته اللئيمة.على المقلب الاخر، مواطن مغلوب على امره،يفكر بوعي مقلوب عن سيده. يعاني من مسغبة مستديمة، وعُقد نفسية مركبة وغربة داخل وطنه،وقد ادمن كلمة :ـ آميـــــــن،التي لقنه اياها شيخ الطريقة،منذ ولادته رغم هذه الموبقات،ظل الفرعون في نظر وسائل الاعلام الرسمية ، القائد الخالد ، الزعيم الاوحد ، القائد الضروره ، الوالد الرمز .
النخبويون قاموا بتخريب المؤسسات،وافساد الادارات بتسليمها الى غير اهلها لتعزيز نفوذهم، وتسمين ارصدتهم.فكانت الكوارث الادارية وعواقبها الوخيمة. فجاءت النقمة من حيث لا يحتسبون ـ من بوابة الشباب الساخط ـ،الذين يؤمنون بالتطور ويعملون على التغيير،رافعين شعار « الحرية للامة ولا مكان للصهيونية ولا جود للمتصهينين .”،ثم قاموا بغسل شعارات النخب البالية، واسالوا حبرها في المناهل والمجارير، منطلقين من ايمان عميق ان الفراعنة ،لا يتمرجلون الا على شعوبهم بينما هم جبناء.فما حدث مع ليلى الطرابلسي، اكبر دليل، حين دفعت زوجها زين السافلين بن علي، أمامها لتلكؤه في الصعود على سلم طائرة اللا عودة الى جدة،وهي تصرخ على مسمع الناس :ـ ” إمشِ … طول عمرك متردد وخواف ” .
د. المنصف المرزوقي،الرئيس الرابع للجمهورية التونيسة،و الذي اختارته مجلة فورين بولسي من افضل مائة مفكر في العالم لعام 2012 / 2013 يثول في كتابه :ـ ” عن اي ديمقراطية يتحدثون ؟! ” :ـ ( ان بورقيبة كان مجنونا بالمعنى الطبي للكلمة،وهو ما يفسر مواقفه الهوجاء الكثيرة، ومنها تسمية بن علي خليفة له ،وقد شخص مرضه عدد من الاطباء في فرنسا وامريكا بـ” الجنون الدوري “. في هذا الصدد يقول الكاتب الامريكي الشهير فرانك هربرت:ـ السلطة المطلقة لا تستهوي الا من في نفوسهم مرض عقلي خطير “.لهذا نرى ان الاوطان يجب ان لا تكون تكايا للمعاقين وسلالم للمتسلقين.