بِحسٍ وَطنيٍ هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع.

8 نوفمبر 2020
بِحسٍ وَطنيٍ هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع.

بقلم: حنا ميخائيل سلامة نُعمان
بِحسٍ وَطنيٍ وَبخُطىً مُسيَّرة من ضمائر حيَّة، هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع لننتخب المُرشَّح المُلتزم المُتزن المُدرك، الذي قلبه على هذا الحِمى، يبَتغي رفعته وازدهاره، ولديه العزم والقُدرة على حمل المسؤولية بأمانةٍ وانتماءٍ وتفانٍ ونزاهةٍ لأربع سنوات قادمة.
هيا بنا إلى صناديق الاقتراع، فعملية الإنتخابات تشكل جزءاً لا يتجزأ من النظام الديمقراطي. وما مشاركتنا في هذا العرس الوطني إلاَّ أقل واجب يمكن أن نؤديه تُجاه بلدنا العزيز. فلا نستغِلَّنَ يوم العطلة المقرر للإنتخابات في غير هدفه الشريف، بل للتفاعل والمشاركة لنُفرِز برلماناً واعياً قوياً قادراً على مواجهة التحديات، وتذليل الصعوبات، وتلمُّس حاجات الناس، وعَيشِ همومهم، والانتصار لطلباتهم العادلة حيثما تطلب الأمر.
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع لننتخب المُرشح الذي يَعي دقَّة المرحلة وجَسامة المسؤولية. البرلمان الذي يستطيع أن يَقِفَ نفسه وجهوده ووقته بالكامل لخدمة قضايا وطنه خدمةً خالصةً دون مآرب مُسْتتِرة ونيات مُبيَّتةً!
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع لننتخب من نثق بقدرته على زيادة الْلُحْمَة، وشدِّ أواصر الروابط والتآلف بين نسيج مجتمعنا بكافة أطيافه، مُستبعِدين مِن حِساباتنا هُواة التفرقة والفُرْقَة والتقسيم.
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع لننتخب مَن ليس غايته الوصول إلى القبة من أجل البريق والظهور والجاه والوجاهة، أو تحقيق منافع ومكاسبَ، أو بِنيَّة الاحتماءِ بطريقة أو أخرى لسنوات أربع تحت مظلة الحصانة!
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع نمنحُ أصواتنا، لا لِمُرشحين محدَّدين إستحياءً منهم وذلك لارتباطنا معهم بأواصر القرابة أو الصداقة أو بحُكم الجِّيرَة، بل إذا كانت قناعتنا فيهم كاملة ومرتكزة على خبراتٍ وافية، ومقرونة بنزاهتهم ومصداقيتهم ونظافة أيديهم وقدرتهم على خدمة الوطن وتطويره وتحسينه ورفع رسالتهِ النبيلة عالياً.
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع ننتخب مَن نحن على قناعةٍ منهم وَمِن برامجهم الإنتخابية الواعية المسؤولة التي تخدم الوطن والناس والقابلة للتفعيل على أرض الواقع، وليس من جنح َبهم الخيال فأسهبوا في تصريحاتهم وفي لافِتاتِهم ويافِطاتهم بعبارات وشعارات جاءت لتُدغدغ مشاعر الناس وعواطفهم وتَعِدُ بتحقيق إنجازات فلكية!
هيَّا بنا ننتخب النائب المعروف باتضاعه وإنسانيته وسجاياه الحميدة، وليس مَن حالَ جُلوسه تحت القبة سينقلب إلى مُتعالٍ مُتَرفِّعٍ فلا يرُدُّ على استغاثة مُستغيثٍ أو لهفةِ مُتلهِّفٍ!
هيَّا بنا ننتخب مَن غايته الوطن بأجمعه وليس من يُركِّز على منطقةٍ ولا يأبهُ لغيرها، أو أناسٍ دون غيرهم.. متناسياً أنه نائب وطن ونائب أمةٍ.
حريٌ بكم أيها الناخبون الكرام أن تُشيحوا بوجوهكم عن أيِّ مُرشحٍ تأكد لديكم أنَّه استغل في حملته فقرَ الفقراءِ وأصحاب الحاجات فابتاع أصواتهم بالمال، أو جعلهم ينتظرون وعوداً يتعذر تحقيقها أو طموحات بما لا يُمكن أن تُفَعَّل.. فانقادوا له مِن باب عَوَزِهم وحاجاتهم!
ومع الاعتزاز بكل مُرشحٍ يضع مخافة الله في فكره وقوله وعمله، ثمة تساؤلٌ: لمَّا كان الحماس على أوْجِه بين مَن رشَّحوا أنفسهم والذين يُصرِّحون أن همَّهُم الوحيد خدمة بلدهم وإجراء التحسين والتطوير إن وصلوا للبرلمان.. فإنني أتساءل هل يا ترى مجال الخدمة لا يكون إلاّ من تحت القبة البرلمانية؟ وهل سيضع مَن لم يحالفهم الحظ أيديهم في جيوبهم قائلين القول الدارج “مَا لَنَا والبلد لم تَعُد الأمور تعنينا مِن بعد! ” ويبدأ الأخذ والرد والأحاديث والتشويش مِن قِبَلِهم.. وفوق هذا تصبح وجوههم عابسة حيثما حلوا ويتوقف السخاء الذي أبْدُوه إبَّانَ الحملة على الفقراء والمحتاجين للغنيمة بأصواتهم. أقولُ هنا: إن التعالي عن الآفاق الضيقة يُشكِّلُ نجاحاً بحد ذاته، فمجال الخدمة والعطاء والارتقاء برسالة الوطن النبيلة ليس مقتصراً ومحصوراً بالجالس تحت القبة البرلمانية، أقولها لمن ليس له نصيب في الوصول إلى المجلس النيابي.. مع أمنيات الخير للجميع.
Hanna_salameh@yahoo.com