جماعة عمان لحوارات المستقبل تعقد ثالث ندواتها ضمن المسار الأول من المبادرة لتعزيز رمزية الملك

21 أغسطس 2021
جماعة عمان لحوارات المستقبل تعقد ثالث ندواتها ضمن المسار الأول من المبادرة لتعزيز رمزية الملك

وطنا اليوم –   عقدت جماعة عمان لحوارات المستقبل ثالث ندواتها الحوارية ضمن المسار الأول من المبادرة التي أطلقتها الجماعة لتعزيز رمزية جلالة الملك عبدالله الثاني وتتضمن المبادرة عدة مسارات يسعى كل منها إلى إبراز جانب من جوانب جهود جلالته في حماية الأردن وخدمة الأردنيين وأهم الإنجازات التي جرت في عهد جلالته وقد عقدت الندوة تحت عنوان “عبدالله الثاني ابن الحسين ودوره في الدفاع عن الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني ” واشتملت الندوة التي أقيمت في المركز الثقافي الملكي، اليوم السبت، على ستة اوراق علمية .

رئيس جماعة عمان الحوارات المستقبل بلال التل قال ان الندوة التي خصصتها الجماعة للحديث عن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني جاءت بعد أيام من لقاء جلالته مع ممثلي المخيمات الفلسطينية للإطلاع على أحوال أهلها، وتكليفه لرئيس ديوانه بمتابعة طلبات واحتياجات أهلها كجزء من إهتمام جلالته المتواصل بكل ما يتعلق بفلسطين وأهلها أينما كانوا وعلى كل المستويات وفي كل المحافل ترجمة للقاعدة الأردنية كلنا اردنيون من أجل الاردن وكلنا فلسطينيون من أجل فلسطين

واضاف أن الهدف من هذه الندوات لا يهدف الى القيام بعمل دعائي لكنها تتصدى لحمل أمانة ثقيلة، تخلت عن حملها الجهات المناط بها هذا العمل رسمياً.

واضاف أن الندوات تتصدى لهذه المهمة فقد وضعت الجماعة نصب أعينها التأسيس لمشروع معرفي حول قائد ظلمه قومه ومايزالون، لأنهم لم يكتشفوا بعد أي ربان يقود سفينة هذا الوطن، لذلك اخترت الجماعة الطريق الصعب وهو طريق البحث العلمي والطرح الفكري الذي يتولاه علماء ومفكرون أجلاء يستطلعون جوانب الثراء في شخصية جلالته، وقد اخترت هذا الطريق الصعب، لأنها تعلم علم اليقين أن جلالته يمقت الكلام الإنشائي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ويوماً بعد يوم ونتيجة للبحث والتمحيص، نكتشف المزيد من جوانب ثراء شخصية جلالته وصلابته لافتا إلى موقفين أولهما، أنه قبل نصف قرن اجتمع قادة الأمة على أثر هزيمتهم في الخامس من حزيران وأعلنوا لاءاتهم الثلاث “لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات” لكنهم صالحو واعترفوا وفاوضوا بل إن الكثيرين منهم تتازلوا، وبالمقابل أعلن عبدالله الثاني ابن الحسين من الزرقاء مدينة العسكر والعمال والفقراء لاءاته الثلاث لا للتوطين لا للوطن البديل لا للتفريط بالقدس، وكان جلالته يومها يغامر بنفسه وعرشه في مواجهة أعتى قوة ظالمة على وجه الأرض، قادها ترامب رئيس الدولة الأقوى في العالم، وحليفة الأقرب نيتنياهو ومعهما المتصهبين من العرب، وقد صمد جلالته معلناً انه لن يبدل موقفه من القدس على امتداد عمره فصمد وقاوم كل الضغوط، وكل الإغراءات مبرهناً أن المواقف المبدئية لا تقايض بالمال، فانهزم ترامب وانتصر عبدالله الثاني ابن الحسين، وسقط نيتنياهو وارتفعت راية عبدالله الثاني، ودخل المتصيهنيون إلى جحورهم واعترف العالم بعبدالله الثاني رقماً صعباً في المنطقة والعالم، فدلوني على قائد آخر غامر بنفسه وعرشه في سبيل فلسطين والقدس غير عبدالله الثاني.

وقال انه لا غرابة في مواقف عبدالله الثاني فلا شيء يستغرب من معدنه فجلالته في هذه وفياً لنسبه ولتاريخ أمته فإلى فلسطين جاء جده هاشم، وإلى فلسطين اُسرى بجده الأعظم، وفي رحاب الأقصى يرقد جده الحسين بن علي، الذي ضحى بعرشه مقابل أن لا يفرط بحبة من تراب فلسطين، أما جده وسميه عبدالله الأول فقد صعد إلى بارئه شهيداً من رحاب الأقصى، أما أباه فقد حمى مقدسات القدس عندما تخلوا عنها في أوسلو، وأصر هو على استثنائها من قرار فك الإرتباط، وفي موقفه من قضية فلسطين فإن جلالته وفياً أيضاً لتاريخ وتراث وتضحيات شعبه الأردني، فقد كان الأردنيون أول من اشتبك مع العصابات الصهيوينة في فلسطين، وكان أول شهدائهم مفلح الكايد العبيدات، ومازال تراب فلسطين يكشف حتى يوم الناس هذا عن أجساد الشهداء الأردنيين الذين ضحوا بدمائهم من أجل فلسطين، ليس على أسوار القدس وفي شوارعها الضيقة فقط، ولا في باب الواد واللطرون فحسب، بل على كل ثرى فلسطين، بعد أن تحولت مضافاتهم ودواوينهم إلى مستودعات لأسلحة ثوار فلسطين أو مأوى لهم وهو تراث يؤمن عبدالله الثاني أنه أساس متين لمواقفه في الدفاع عن قضية فلسطين لذلك قال في الزرقاء أننا في الأردن صفاً واحداً دفاعاً عن القدس.

وقال مندوب الأردن الدائم في الأمم المتحدة الاسبق الدكتور حسن ابو نعمه في ورقته التي حملت عنوان “دور جلالة الملك في الدفاع عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني” ان جلالة الملك عبد الله الثاني ورث عن والده المغفور له الملك الحسين مكانة عالمية مهمة حيث كان الراحل الكبير يمتلك مكانة كبيرة بين قادة دول العالم رغم انه حكم بلد صغيرا في المساحة و قليل الموارد حيث استطاع جلالة الملك عبد الله ان يكون قائدا قويا بفضل دراسته العالمية و العسكرية و شخصيته القوية وطاقته الشبابية الكبيرة للعمل و الانجاز كما انه تتلمذ على يد والده المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه .

واضاف انه و من خحلال عمله في الامم المتحدة كمندوب دائم لديها فقد رافق جلالته في الكثير من الاجتماعات اثناء زيارة جلالته للولايات المتحدة الامريكية في تلك المرحلة حيث كان جلالته صاحب قدرة عالية على التحاور و شرح الصورة الصحيحة عن الاردن و الاقليم و الدفاع عن القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الاولى محليا في ذهن القيادة وضرورة حلها حلا عادلا و شمالا يعطي الفلسطينيين حقهم في الارض و اقامة دولة مستقلة عليها .

واكد ان جلالة الملك عبد الله الثاني ابدع في ادارة الملفات التي تولاها منذ بداية فترة حكمه والتي مرت بالكثير من الازمات الاقليمية و الخارجية و كان للاردن و الهاشميين دور مهم ومحوري في حلها و المشاركة في صنع السلام حتى انه تحمل عبئ كبيرا في استقبال اللاجئين و رعايتهم في سبيل رسالته الانسانية حيث استطاع الاردن ان يجذف الى شط الامان في كل ازمة يمر بها بحمد الله.

واضاف ان الاردن ظل صاحب خطاب ثابت و مبدئي لم تغيره اي ظروف سياسية او ازمات عصفت بالمنطقة و هو ما اعطى الاردن دور محوري و مهم في المنطقة و العالم وعزز من مصداقية جلالة الملك في كل المنابر وجعله صوتا يمثل الحكمة و الموضوعية و التجرد و الاثرة والصدق و الوضوح وجعلت الاردن صاحب الدور الايجابي في حل كل القضايا التي مرت في المنطقة رغم التكلفة السياسية و الاقتصادية التي تحملها الاردن في الكثير من الاوقات نتيجة هذه المواقف .

من جهته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور نظام بركات في ورقة حملت عنوان “دور جلالة الملك في الدفاع عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني” ان حلالة الملك حرص منذ توليه الحكم على ايلاء القضية الفلسطينية الاهتمام الأكبر وحاول باستمرار التأكيد على موقف الأردن الثابت من القضية، وأن القدس الشرقية أرض محتلة حسب قرارات الأمم المتحدة ، وهي تخضع للقانون الدولي الخاص بالمناطق المحتلة استناداً لقرارات الشرعية الدولية التي ترفض قرار اسرائيل ضم القدس الشرقية واعلانها عاصمة موحدة لاسرائيل. كما ترفض عمليات الاستيطان في المناطق المحتلة سنة 1967 والاصرار على حقوق اللاجئيين الفلسطينين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وقال انه وفي متابعة وتحليل لدور الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن القضية الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية على القدس من خلال المواقف والتصريحات الرسمية أو من خلال الاجراءات والسياسات العملية في هذا المجال بالرغم من التحديات الجمة التي تواجه جهود الملك والأردن في هذا المجال مع إعطاء أهمية لدور الملك والأردن في رعاية وصيانة الأماكن المقدسة وتأكيد الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة هناك عوامل مؤثرة على سياسات الملك تجاه القضية الفلسطينية والقدس اولا البيئة النفسية والاجتماعية للملك عبدالله الثاني فجلالته ينتمي للجيل الثالث والاربعين من النسب الهاشمي الذي يعود ألى آل البيت ونسب النبي محمد ( ص)، وترتبط العائلة الهاشمية في التاريخ المعاصر بفكر الثورة العربية الكبرى وقد تتلمذ الملك عبدالله الثاني على يد أبيه الذي اكسبه القيم العامة والمبادئ وعلاقات واسعة مع زعماء العالم مما اكسبه صفات معينة وخبرة واسعة في مجال العلاقات الدولية، كما تلقى الملك العلوم العسكرية في أرقى الكليات العسكرية في العالم وهي كلية ساند هيرتس البريطانية، وعمل في القوات الأردنية، ودرس في جامعة اكسفورد في برنامج شؤون الشرق الأوسط، والتحق بجامعة جورج تاون في واشنطن للاطلاع على الشؤون السياسية وقد منحت هذه المعارف العلمية الأكاديمية والخبرات العملية والميدانية للملك عبدالله الثاني القدرات الشخصية والانتماءات الفكرية المرتبطة بالعروبة والاسلام والانفتاح على العالم و موقع الملك داخل النظام السياسي الأردني فهو صاحب صلاحيات حسب الدستور الأردني في صنع السياسة الخارجية وهو يمثل رأس النظام السياسي ورمز الدولة والمسؤول عن رسم السياسات العامة.

وحول التحديات التي واجهت لالاردت في عهد جلالة الملك عبد الله قال ان موقع الأردن الجغرافي وقربه من ساحة الصراع العربي الاسرائيلي ووقوفه على أطول حدود مع اسرائيل يشكل تحدياً استراتيجياً للأردن، كذلك ان انتماء الأردن العربي منذ وجوده وانغماسه في القضية الفلسطينية جعله ركناً أساسياً في ساحة الصراع العربي الاسرائيلي وهذا جعل السياسة الأردنية دائماً مشتبكة ومتفاعلة مع مشاكل المنطقة(1)، فالأردن يعيش في بيئة مضطربة على الصعيد الاقليمي وكذلك يواجه الأردن تحديات في مجال مكافحة الارهاب والقوى المتطرفة في المنطقة، وانتشار موجات اللاجئين في المنطقة التي اعقبت احداث الربيع العربي والتي جعل الأردن يتحمل عبئاً كبيراً على اقتصاده في عملية استيعاب اللاجئيين والعناية بهم.

ويمثل قيام اسرائيل على الأرض الفلسطينية تحدياً وجودياً للأردن ، فإسرائيل تشكل تهديداً للدولة الأردنية وتطرح مشاريع توسعية على حساب الأردن من خلال الادعاء بأن لاسرائيل حقوق تاريخية ودينية في الأردن باعتباره جزءاً من أرض اسرائيل التاريخية خاصة لدى الاحزاب الدينية واليمينة في اسرائيل.

واضاف ان هناك تحديات داخلية تتمثل في الضغوط الاقتصادية والديمغرافية على الدولة الأردنية بسبب ضعف الامكانات والموارد و تحديات اقليمية تتمثل في الصراعات العربية وانقسام الوطن العربي إلى محاور وفشل محاولات الاصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية في الدول العربية وتحديات دولية حيث يواجه الأردن تحديات دولية واسعة تتمثل في انتشار العولمة وظهور قوى دولية جديدة بعد نهاية الحرب الباردة ولكن التحدي الرئيسي الذي ظهر مؤخراً يتمثل في الموقف الأمريكي المنحاز لصالح اسرائيل خاصة من قبل حكومة رونالد ترامب حيث ظهر الحديث لدى كثير من المسؤولين الامريكان عن الوطن البديل وضرورة توطين اللاجئين الفلسطينين في اماكن تواجدهم خاصة في الأردن، وان مكان الدولة الفلسطينية هي شرق الأردن ، ويمثل هذا الموقف الامريكي ضغطاً مباشراً على سياسات الأردن بخصوص القضية الفلسطينية خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الرئيسي للاقتصاد الأردني والحريصه على استقرار .

واكد ان الملك عبدالله الثاني كرس نشاطاته واتصالاته في خدمة القضية الفلسطينية في الاجتماعات والمؤسسات الدولية وذلك لاقتناع الملك بأن الهم الفلسطيني هو هم أردني ، وان القضية الفلسطينية هي قضية أردنية وأن الأولوية في السياسة الخارجية الأردنية ستبقى في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقة وعاصمتها القدس حيث اتخذ اجراءات في دعم القضية منها انه شارك في كل مؤتمرات القمة العربية والتي كانت القضية الفلسطينية على رأس اولويتها، وقد كان خلال فترة حكم الملك عبدالله مؤتمرين للقمة العربية في الأردن الأول في عمان سنة والثاني في منطقة البحر الأحمر 2017، وقد حرص الأردن خلال هذه المؤتمرات على تفعيل العمل العربي المشترك وتحقيق التضامن العربي وحل الخلافات وفي كل مؤتمرات القمة العربية لعب الأردن دوراً في مجال تعريب القضية الفلسطينية وجعلها مرتكزاً لمعظم مجال السياسة الخارجية العربية، والحث على التضامن العربي التام مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة.

كما حرص الأردن من خلال مشاركته في اجتماعات مجلس الجامعة العربية على تشكيل مجالس لدعم القدس من قبل جامعة الدول العربية وتقديم الدعم المادي والعون للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة من خلال الهيئة الهاشمية للاغاثة، ودعم اللاجئيين الفلسطينين في الأردن وهي اعلى نسب من اللاجئين الفلسطينين في الدول المضيفة وتقديم الخدمات للمخيمات وتقديم المساعدات و الدعم للطلبة من أبناء المخيمات و تقديم المساعدات الطبية من خلال المستشفى الميداني في قطاع غزة وتزويده بالأطباء والمعدات الطبية ودوره الفعال في معالجة المصابين من الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

وحول رعاية الملك عبدالله الثاني وولاية الهاشمين على الأماكن المقدسة في القدس قال ان القدس تحظى بأهمية خاصة لدى العرب والمسلمين عبر الازمات المختلفة، وذلك لانها تمثل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومنها عرج النبي محمد الى السماء في حادثة الاسراء والمعراج حيث استمرت مساهمة الأردن في رعاية الأماكن المقدسة في القدس وشكل لذلك لجنة اعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة بموجب قانون، وقد أشرف الملك عبدالله على اعادة صنع منبر صلاح الدين سنة 1993 واعادة تركيبه في مكانه الطبيعي سنة 1999 وقد بدأ الاعمار الهاشمي الرابع في عهد الملك عبدالله الثاني بعد ذلك ، وتم تشكيل الصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الأقصى بموجب قانون سنة 2007 والذي باشر مجموعة من المشاريع في رعاية وتعمير عدد من المعالم الحضارية في القدس وتقديم بعض المواد الداعمة للحفاظ على الأماكن القدس مثل اعمال الصيانة وتركيب الاجهزة والسماعات داخل الحرم القدسي .

من جهته قال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المباركتين الدكتور وصفي الكيلاني في ورقة حملت عنوان “دور جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس” ان المقدسات الاسلامية و المسيحية في مدينة القدس حظيت باهتمام بالغ في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني واصبحت جزءا لا يتجزأ من برامج عمل الحكومات في عهد جلالته وشكل استمرارية للنهج الهاشمي في رعاية المقدسات منذ امد بعيد حيث استمر بالدفاع عن الهوية الاسلامية الصحيحة للمسجد الاقصى المبارك وهو اول من اطلق من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة عام 2011 ان المسجد الاقصى ليث ثالث مقدسات الامسلمين بل احد اقدس ثلاثة اماكن في الاسلام وان اهمية المسجد الاقصى بالنسبة للمسلمين هي مثل اهمية الكعبة المشرفة وواجب الدفاع عنه منوط بكل المسلمين.

واضاف ان جلالته يعتبر الزعيم العربي و الاسلامي المبادر في التريح الدائم بان المسجد الاقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف مكان عبادة للمسلمين وحدهم لا يقبل الشراكة و لا التفاوض كما امر بتشكيل الصندوق الهاشمي لاعمار الاقصى المبارك و قبة الصخرة والذي يهدف الى توفير التمويل اللازم لرعاية المسجد و المقدسات الاسلامية في القدس لضمان استمرارية اعمارها و صيانتها وتجهيزها كما قام جلالته بتمويل مشاريع الترميم عدة مرات على نفقته الخاصة وبناء منبر صلاح الدين و التاكيد الدائم على مفهوم الوصاية الهاشمية وتوقيع اتفاقيات مع رئيس دولة فلسطين و منظمة التحرير عام 2013.

واضاف ان المسجد الاقصى المبارك شهد خمس اعمارات هاشمية تضمنت الاعمار و الترميم و الصيانة وتوقيع الاتفاقيات مع الدولة الفلسطينية وقيادة المبادرات لضمان حماية المسجد الاقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف في مدينة القدس .

ولفت الى الدور المهم الذي تقوم به دائرة اوقاف القدس التي تتبع لوزارة الاوقاف و الشؤون و المقدسات الاسلامية الاردنية والتي تعنى بتنفيذ الوصاية الهاشمية في القدس الشريف من خلال ادارة شؤون المسجد الاقصى و حراسته و ترميمه و الاشراف على الممتلكات الوقفية التي تشكل ما نسبته 60% من مدينة القدس اضافة الى الدور التوعوي و الاعمال الخيرية و تدريس الطلبة من خلال مدارس شرعية ومهنية موجودة في مدينة القدس و توثيق اعتداءات سلطات الاحتلال.

وقال ان هناك دور مهم ايضا للمحكمة الشرعية ودائرة قاضي القضاة و محكمة الاستئناف الشرعية في القدس في الحفاظ على الوقفيات و ارشفتها و اضافة الى حفظ العقود الشرعية من زواج و طلاق و معاملات شريعة لاكثر 600 الف وثيقة من العهد العثماني و تعزيز دور أوقاف القدس بالحفاظ على الملكيات الوقفية ودور متولي الوقف الذري الذين يتم تعيينهم من قبل المحاكم الشرعية وأوقاف القدس وبمرجعية أردنية تجنب المقدسيين الوقوع تحت رحمة الاطار القانوني لمحاكم شرعية تتبع للاحتلال الاسرائيلي.

ولفت الى الرعاية الهاشمية للكنائس والمقدسات المسيحيةحيث قال ان الرعاية الهاشمية تواصلت منذ عهد الشريف الحسين بن علي و امتدت الى عهد جلالة الملك عبد الله الثاني في رعاية الارث المسيحي في القدس و حمايتها و تقديم المساعدة لها اثناء تعرضها للاعتداءات من قبل الاحتلال الاسرائيلي

 وقال المدير العام الاسبق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون جرير مرقة في ورقة حملت عنوان “دور جلالة الملك عبدالله الثاني في إفشال صفقة القرن حماية للأردن وفلسطين”

ان الوصاية الهاشمية لها دور ديني هو أبعد من القتال المسلح بين جيشين إنه بالنسبة لنا معارك موصولة بمعركة بدر وكل ما تلاها ، وفي ذلك من يجلي معاني تسمية الجيش العربي من قبل الملك عبدالله الأول بالجيش المصطفوي ، نسبة إلى المصطفى النبي العربي الهاشمي محمد صلوات الله وسلامه عليه ، وتلك التسمية رسخت في وجدان كل من قاتل على أرض القدس وفلسطين متسلحا بالايمان مضحيا بدمه في سبيل الله ورسوله لافتا الى انه و في ثرى الأقصى دفن الشريف الحسين بن علي بناء على وصيته وعلى عتبات المسجد الأقصى ارتقى الملك عبدالله الأول شهيدا ، وقبل أن يذهب في ذلك اليوم ليصلي في الأقصى كانت التحذيرات قد وصلته من أنه معرض للإغتيال حد اليقين ، ولم تثنه كل الضغوط عن قراراه بالصلاة ذات يوم جمعة ، كما جده الحسين بن علي بن أبي طالب لم تمنعه التحذيرات من أن يستشهد في كربلاء ، لتظل تلك الجريمة الآثمة لعنة على الظالمين إلى يوم الدين فالوصاية الهاشمية من هذه الزاوية ليست مجرد رعاية لمكان مقدس بل هي معارك الشهادة يختص الله بها من يشاء ، فتلك هي قبلة النبي الأولى التي أسرى الله به إليها وعرج منها إلى السموات العلا ، وهي ثالث الحرمين الشريفين ، وتلك العقيدة لا يغيرها لا زمان ولا أحوال .

وحول البعد التاريخي قال مرقة ان ان هناك تاريخين مهمين لهما علاقة مباشرة بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ، أولهما فتح القدس على يد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والعهدة العمرية التي رسخت قواعد العلاقة والحقوق الدينية للمسلمين والمسيحيين ، وثانيهما بيعة أعيان القدس للشريف الحسين بن على للولاية والوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية عام 1919 ، ومن بعدها بيعة أهل فلسطين عام 1920 للشريف خليفة للمسلمين مؤكدا انهما مفصلان لهما آثار ملموسة في عهدة قائمة إلى يومنا هذا تقوم عليها جميع المواقف التي يعبر عنها مجلس الكنائس في القدس ، وتعبر عنها المرجعيات الدينية الإسلامية ، وهي الجامع المشترك الذي يوحد المواقف ، ويؤسس للصمود في وجه الاحتلال ومشاريع التهويد ، ومقاومة الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وحول البعد القانوني قال ان ما يفسر القيمة القانونية للوصاية الهاشمية التي يمكن أن تكون أحد أهم المصدات أمام مشاريع الاستيلاء اليهودية على الحرم القدسي الشريف – المسجد الأقصى المبارك ، وقبة الصخرة المشرفة ، سواء للتقاسم الزماني والمكاني ، أو إقامة الهيكل المزعوم ، ذلك أنه بالرغم من تنامي التيار اليهودي العنصري المتزمت والمتطرف إلا أن إسرائيل على مستوى الدولة أو الكيان لا يمكنها تجاوز هذا الحاجز إلا إذا إنزلقت بكاملها نحو الفكرة التلمودية ونبوءات آخر الزمان .

وقال ان البعد السياسي هو الأكثر قربا من الناحية الآنية في التعامل مع الوصاية الهاشمية من وجهات نظر متعددة ، وهو مرتبط بالأحداث اليومية التي تقع في محيط البلدة القديمة ، والحرم القدسي ، وكنيسة القيامة ، وبقية المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية من مدراس وزوايا وممتلكات عامة وخاصة ، حيث تتركز الأخبار على الحفريات والاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية ، وغيرها من مظاهر العنف والقتل وهدم البيوت وترحيل السكان ، وفي هذا الإطار يشتبك الأردن يوميا مع تلك الممارسات التي تشكل عدونا صارخا على الحقوق الأردنية والفلسطينية على حد سواء .

واتضاف انه عندما يتوجه الأردن إلى المنظمات الدولية وإلى المجتمع الدولي فإن المشروعية السياسية ترتكز إلى تلك المشروعية الهاشمية ، إلى جانب مشروعية مكانة الأردن ودوره في الصراع العربي الإسرائيلي ، وفي التوازنات الإقليمية والدولية ، ومن هنا يمكن فهم تمسك جلالة الملك بحل الدولتين الذي يمنح الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس الشريف ، ذلك الموقف الذي وقف سدا منيعا أمام مشروع صفقة القرن ، ويمكن كذلك فهم محاولات العبث بالوصاية الهاشمية وتذويبها في وصاية بديلة على أنها إعتراف ضمني بمدى عمق ومناعة وقوة تلك الوصاية في تحديد مصير القدس ومقدساتها ، على غير ما يريد المحتل الإسرائيلي ويسعى .

وقال ان البعد الإعلامي والذي كان برنامج عين على القدس إنموذجا منه يمكن أن يرينا التفاصيل الصغيرة والكبيرة لقضية القدس ، والتي من دونها يظل الحديث قاصرا عن حقيقة ما يجري في تلك المدينة ، إنه برنامج عين على القدس الذي أتشرف بتقديمه على الساعة التاسعة من مساء كل يوم إثنين ، ويعاد بثه في اليوم التالي على الساعة الثانية عشرة ظهرا ، وتنشر وكالة الأنباء الأردنية بعض ما تتضمنه الحلقات من موضوعات أو ملفات يفتحها البرنامج الذي يشرف عليه الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة والذي يرأسه سمو الأمير غازي بن محمد ، وتضم لجنة الإعداد بالإضافة إلى مديره التنفيذي الدكتور وصفي كيلاني ، عددا من أعضاء مجلس أوقاف القدس ، أي أن البرنامج يعد بناء على خطة منتظمة، ورصد دقيق لجميع الخروقات والاعتداءات التي يمارسها الاحتلال ، والمستوطنون على حد سواء ، ويكشف كذلك تواطؤ السلطات القضائية الإسرائيلية ، ويلقي الضوء على صمود المقدسيين وتصديهم للمخطط الإسرائيلي ، وذلك من خلال فريق تلفزيوني يعمل في الميدان .

ولفت إلى أن إعلامنا الوطني والعربي والإسلامي سيواجه من الآن فصاعدا تحديا من نوع جديد ، يتعلق في كيفية بناء خطاب يواجه فيه الخطاب اليهودي المتصاعد بشأن علوم ونبوءات آخر الزمان ، ولا بدمن التأكيد هنا أن بعض من تحدثوا للبرنامج أشاروا إلى أن القوى الدينية اليهودية ، ومنها أمناء جماعة أمناء الهيكل التي تأسست على يد ضابط في الجيش الإسرائيلي يدعى كرشون سلمون لبناء معبد هيكل سلميان مكان المسجد الأقصى يدرسون كذلك ما ورد في سور القرآن الكريم ، وخاصة سورة الإسراء ، والأحاديث النبوية ، إلى جانب النبوءات التلمودية والإنجيلية ، ويسقطونها على الأحداث الراهنة.

وقال إن الوصاية الهاشمية وصمود المقدسيين هو الحصن الأخير في مواجهة تهويد المدينة والاستيلاء على مقدساتها ، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك ، وإن شرح هذه الحقيقة من جانب وسائل الإعلام يحتاج إلى إدراك الأبعاد الدينية والتاريخية والقانونية والسياسية التي أشرت إليها ، وأن هذه معركة حقيقية بل مصيرية .

وزير التربية و التعليم السابق الدكتور ابراهيم بدران في ورقة حملت عنوان ” فشل صفقة القرن و دور الملك عبد الله في حماية الاردن و فلسطين” ان الادارة الامريكية اصرت على العمل بعقلية الرئيس السابق ترامب القائمة على اقتناص الفرص والعمل على صفقات ربحية و الاعتماد على الاسرائيليين في صياغة الخطط ووضع تفاصيلها وتنفيذ ما يريده ترامب لارضاء حليفه نتنياهو لكسل اصواليهود الامريكيين مع اهمال كامل للطرف الفلسطيني وعدم التحاور معه و تطبيق نظرية نتنياهو العقيمة التي مفادها انهاء الصراع العربي الاسرائيلي من خلال الاقتصاد وليس السياسة .

واضاف ان محاور افشال صفقة القرن كانت عميقة حيث اصر الملك عبد الله و الجانب الفلسطيني على الاصرار على ان فلسطين دولة على حدود الرابع من حزيران دون اي تنازل و عاصمتها القدس الشرقية وان الاردن ينطلق من عملية السلام من مفهوم السلام الدائم و الشامل و العادل اضافة الى ان حدود الاردن الغربية هي مع فلسطين و اسرائيل وان صفقة القرن لم تضع للحدود الاسرائيلية حدا مع الاردن او فلسطين ولا سوريا ولا لبنان اضافة الى ان الولاية الهاشمية على الاماكن المقدسة التي اقها الفلسطيون عام 1924 ولا يسمح لاسرائيل بالسيطرة عليها.

واضاف ان موقف الاردن كان ثابتا و علنيا و هو ما عرض الاردن لضغوط مباشرة و شديدة كانت مثل قطع المساعدات و وقف مساعدات الانوروا وكثير من التضييق الان ان الموقف الاردن المشرف ظل ثابتا ولم يتنازل عن مبادئه والذي نبع من ايمان الملك عبد الله بالحق الفلسطينيو الالتزام الاردبي و السياسي و التاريخي و الوطني العروبي بدعم القضية الفلسطينية وحتى يتم تحرير الشعب اللسطيني.

وقال ان ما عزز موقف جلالة الملك هو التفاف الشعب الاردني حول قيادته الهاشمية و الوثوق بها و هشاشة الصفقة وعدم اشتراك الجانب الفلسطيني بها اضافة الى رؤية الملك عبد الله للعلاقات الاردنية الفلسطينية و التشابك الاستراتيجي بين البلدان و التوافق في المواقف وثقة الجانب الفلسطيني الكاملة بالتحدث باسمه

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر حوارات في ورقة حملت عنوان “دور جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في إفشال صفقة القرنو حماية للأردن وفلسطين “الولايات المتحدة الامريكية انحازت لاسرائيل في فترة تولي الرئيس الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب حيث أخذ مبدأً واضحاً الانحياز بدون مواربة لمصلحة إسرائيل وطرح مبادرته التي تعتمد في جوهرها الاساسي على تحويل الصراع الى منطق الصفقات وقام بتسليع كل عناصر الحل، من يملك المال والقوة هو من يستطيع فرض شروطه ولهذا كانت صفقته تحاكي الواقع على الارض وتفرضة وإن بالقوة والتهديد.

واكد ان علاقة الاردن وملوكه الهاشميين بالصراع العربي الاسرائيلي ليست وليدة اللحظة، بل كان الصراع واحد من أهم التحديات التي واجهت الاردن كدولة وهددت بقائه وإستقراره بشكل دائم ، فمنذ نشوء الإمارة قاد الاردن الحملة في مواجهة الوعود بإنشاء وطن لليهود على حساب الشعب الفلسطيني وحاول بكل ما يملك ايقاف هذا المخطط، وكان شريكاً رئيساً في حرب 1948 وأدى تدخله الى انقاذ مدينة القدس والضفة الغربية ووقف في محاولة ضم الضفة من خلال الاتحاد مع الضفة الغربية الى ان خسرها في هزيمة حزيران في العام 1967 وكان جزءاً من قيادة عربية مشتركة، وأوقف المطامع الإسرائيلية في غزو الاردن في العام 1968 في معركة الكرامة ورد الاعداء على اعقابهم خائبين

واضاف انه ورغم كل التحديات نجح الاردن والملك عبدالله الثاني في الوقوف في وجه الصفقة بصمود وثبات رغم المخاطر والتحديات ورفضه للإغراءات مهما كانت و استطاع ان يوقف اي عبث في ولايته الهاشمية على الاماكن المقدسة في مدينة القدس واستطاع ان يسقط فكرة الادارة المتعددة التي ارادته ااسرائيل كبديل عن الوصاية الهاشمية و منع اسقاط القيادة الفلسطينية الشرعية والاتيان بقيادة تتفق وتتساوق مع الخيارات الاسرائيلية وذلك بتعزيز وتمتين التواصل والتنسيق مع القيادة الفلسطينية حيث ساهم الملك عبدالله في اسقاط خصمه اللدود بنيامين نتنياهو من خلال التقارب مع خصومه لتوجيه رسالة للمجتمع الاسرائيلي بأن نتنياهو ليس هو الشخص المناسبة لصنع السلام.

واضاف ان موقف الملك عبدالله الثاني القوي ساهم في سقوط دونالد ترامب لأنه أفشل خطته والتي كان بأمس الحاجة لنجاحها علّها تساعده في حملته الانتخابية كما نجح الملك عبدالله في تحدي الضغوط الاقتصادية على الاردن واستطاع ان يعبر المرحلة رغم ان الخسائر الاقتصادية كانت فرس الرهان في زعزعة اركان الدولة وتجاوز الملك عبدالله الثاني وبنجاح محاولة الانقلاب عليه بل وخرج من الازمة اكثر قوة واستقرار في مؤسسات الحكم لافتا الى ان جلالة الملك عبدالله راهن على الوقت وصمد واستخدم كل وسائله الدبلوماسية على كل المستويات فنجح في خلق رأي عام اقليمي ودولي رافض لمبادرة ترامب، نعم لقد امتلك الحكمة والدراية الصبر والعزيمة فكان النجاح حليفه .