عن أي عيدٍ تتحدثون

26 يوليو 2021
عن أي عيدٍ تتحدثون

وطنا اليوم _ صلاح عجاوي

بات من النادر ان يمر عيد دون الويلات والازمات والتفرقة بين الشعوب، فالفساد والاستبداد من قبل الطبقات السياسية تتفاقم شيئاً فشيء، لعلنا نتذكر بيت المتنبي :عيد بأية حال عدت يا عيد/ بما مضى أم بأمر فيك تجديد، الشعوب العربية تنقسم الى جزيئات، والحروب تتصدر المشهد على المناصب والكراسي، لا جَرَمَ أن أنظمتنا العربية تستعين بالقوى الغربية لسفك دماء شعوبها للحصول على المناصب المرموقة، ولإطالة جلوسها على كراسيها هذا ما نعانيه في عالمنا العربي، الازمة اللبنانية الى الجحيم، هكذا رد الجنرال ميشيل عون رداً على سؤال صحفي، وكلما نقول أن الازمة اللبنانية وصلت الى اقصى حد من الانحدار نجد انها وصلت الى قاع أعمق انحدرت اليه وهكذا، فالمسؤليين جعبتهم دائماً جوعى ليلَ نهار، وكيف لا وسرقوا الدواء والغذاء والكهرباء والوقود، سرقوا أحلام الشباب، وجعلوا همهم الاوحد الهروب من اوطانهم، واودعوا المتفجرات في المرفأ وراح ضحايا وجرحى، لا عيد في جمهورية الأرز .
في العراق وقد أُبدل حرف القاف بالكاف، وأصبح العراك الدائم، قبل العيد بأيام وفي وسط بغداد وقع انفجاراً راح ضحيته 3 شهداء وعشرات الاصابات، الحرب لا تتوقف والاقتتال العراقي والمليشيات والتدخلات الخارجية تفتك بالمواطن العراقي البسيط الذي يعاني من الفقر والبطالة وشح الوقود والانقطاع الشبه الدائم للكهرباء والمياه وانتشار الامراض، لا عيد في بلاد الرافدين .
في غزة المكبلة والمصفدة بسلاسل حصار اسرائيل وسلاسل مصر، اضافة الى الحرب الاخيرة التي استمرت على القطاع 11 يوما، راح ضحيتها 243 شهيدا والبطالة التي تكاد أن تهلك الشباب وازمة الدواء والكهرباء التي مازالت تطارد القطاع، ناهيك عن التنكيلات والانتهاكات بباحات المسجد الاقصى، والاستيطانات العشوائية، وضم ونهب اجزاء واسعة من مناطق سي التابعة للسلطة الفلسطينية، والاجراءات المشددة بحق المواطن الفلسطيني في الضفة والداخل، لا عيد دون زوال اسرائيل . وأما في سوريا فالويلات والمصائب والصواريخ والقذائف تنهمر كالامطار الغزيرة على رؤوس مواطنيها، بحجة القضاء على داعش، مؤخراً سقطت القذائف الصاروخية في ريف حلب، والتي خلفت اصابة امرأة وطفلة، ناهيك عن الطامة الكبرى ومسرحية فوز بشار الاسد بولاية رئاسية رابعة، لا عيد دون سقوط النظام وانهيار مشتقاته وخروج التدخلات الخارجية من سوريانا . أما اليمن السعيد الذي أصبح الحزين والكظيم، فأصابه المجاعات والكوليرا والكورونا والحرب المتواصلة، هذه أبرز الكوارث على الانسانية اليمنية، المواجهات بين الحوثيين والحكومة تتوالى كما يتوالى اللليل والنهار وآخرها في مأرب، لا عيد في اليمن حتى يكفوا عن دعم المرتزقات وخلق الإنشطارات الايدولوجية بين اليمنيين. أما عن فتح الملف الجديد هذا الاضحى هو التوتر المصري الاثيوبي السوداني وحالات اللُبس حول اتفاقية اعلان طوارئ والتراشق اللساني الحاصل، فهناك مخاوف من مآلات وصرعات حول سد النهضة، فهل تلجأ مصر لتحركات عسكرية تضرب اثيوبيا؟؟؟ الملف يتسع افتتاحاً والاحداث تتفاقم أكثر .
كورونا في هذا الاضحى يعصَف بالعالم العربي، بعدة سُلالات متحورة جديدة، كدلتا، وألفا، ويحصد العديد من الارواح خاصة تونس، حيث تخوض الآن حربا قاسية شرسة تفرض عليهم حظراً شاملاً نهاية كل اسبوع لاسيما ان منظومتها الصحية انهارت بالكامل، وهناك عدة دول فرض الوباء عليها قيود قوية منعتهم من اداء صلاة العيد والزيارات والطقوس المتعارف عليها، فهذا الكابوس ما زال يسرق الكثير من أحبائنا ويزج بنا بإجراءات صارمة .