يَحِقُّ لحماس ما لا يَحِقُّ لغيرها!!

7 سبتمبر 2025
يَحِقُّ لحماس ما لا يَحِقُّ لغيرها!!
د. عادل يعقوب الشمايلة
منطق عربي غريب
من غرائب المنطق، الذي لا يتواجد إلا في بلاد العرب، أنْ تحظى حركةُ حماس بتأييدِ جماعاتٍ من الدهماء المغرَّر بهم، أو المتأثرين بدوافع أيديولوجية أو قومية عفوية غير مدروسة.
حشدُ المؤيدين خليطٌ من الأميين، وبعضٌ ممن يحملون شهادة دكتوراه، وما بينهما من مختلف التخصصات.
تجاهل التحالف مع إيران
المؤيدون لحماس يتجاهلون ويتغاضون عن تحالف الحركة مع إيران التي:
-تعاونت مع الغزو الأمريكي للعراق، وورثتهُ لتخرب العراق أكثر مما خربه الاحتلال الأمريكي، وتنهبَ من خيراته  أكثر مما نهبه الأمريكان.
-تنهبُ ايران حقوقَ العراق المائية، وتُعطش العراقيين، وتجوعهم، وتُصحر بلادهم بوقفها تدفق مياه الأنهار المتجهة من أراضيها إلى العراق منذ فجر التاريخ.
-تحتلُ ايران  ثلاثَ جزرٍ إماراتية منحتها لها بريطانيا بغية زرع الفتنة، وترفضُ ايران إعادتها إلى دولة الإمارات.
-دعمت ايرانُ بتدخلٍ سافرٍ بشؤونِ دولةٍ مستقلةٍ ذات سيادة انتفاضة الشيعة في البحرين.
-دعمت ايرانُ الأقلية الحوثية في اليمن، مما مكنها من السيطرة على اليمن رغم أن أكثرية السكان هم من العرب السنة.
-دعمت ايرانُ شيعةَ لبنان، وأسست لهم جيشًا وسلحته حتى أصبحوا أقوى طائفة في لبنان، بما في ذلك الأكثرية السنية. وبواسطة حزب الله، نهبت إيرانُ لبنانَ وأفلسَتْهُ وأرجعتهُ قرنًا إلى الوراء؛ فبعد أن كان سويسرا الشرق تحوَّل إلى دولة فاشلة.
-دعمت ايرانُ بشار الأسد، وشاركت بفاعلية وإجرام، بشكل مباشر وبالتعاون مع حزب الله والحشد الشعبي ومرتزقةٍ شيعةٍ من أفغانستان وباكستان. وقد تسببَ تدخلُ إيران وحلفائها في مقتل مئات الآلاف من المسلمين السوريين السنةِ وتشريدِ عشرة ملايين آخرين.
ازدواجية المعايير
رغم كل تلك الجرائم والفظائع والتآمر واحتلال الأراضي العربية في عدة دول، تتحالفُ حماسُ مع إيران، ثم تتوقع بصلافة من دول الإمارات والبحرين والسعودية أن تقفَ إلى جانبها وتدعمها.
هذا يعني أن حماس ومن يؤيدها يعتبرون أن احتلال إيران للأراضي العربية بركةً و “حلال جدًا” لأنهُ احتلالٌ بعمامة ولحية، بينما من يعارض الاحتلال الإيراني فمصيرهُ النار.
أما احتلالُ إسرائيل لفلسطين فهو “حرام”، وعلى الدول العربية أن تدوس على كرامتها ومصالحها، وتنسى أراضيها المحتلة، إكرامًا لإيران وحماس وسخفاء العربان.
الإعلام والازدواجية
وسائلُ الإعلامِ التابعة للإخوان وذبابها الإلكتروني لا تتوقف ليل نهار عن السبّ والقدح والذم وتشويه سمعة دول الإمارات والبحرين والسعودية وقادتها.
ومع ذلك تُعيبُ حركةُ حماسَ على هذهِ الدول عدم قيامها بدعم رعونة حماس ومغامراتها وتخبطها وتنفيذها لأجنداتٍ أجنبية أدت إلى ضياع قطاع غزة وقتل وجرح وتشريد معظم سكانه.
حجة حماس!
تحتجُ حماس بأنَّ الدول العربية لا تستضيفها ولا تحتضنها ولا تساعدها. وهذا يعني – بحسب منطقها – أنَّ على الدول العربية أن تخضع لها وتفتح أبوابها لنشاطات جماعات  الإخوان المشبوهة العابرة للحدود والمنكرة لشرعيتها، وإلا فستصبح “معذورة” إذا تحالفت مع عدو العرب الأكبر: إيران.
أسئلة مشروعة إلى حماس
1. العلاقة مع نتنياهو
كيفَ تطلبُ حماس من الدول العربية أن تحتضنها، بينما تتحالف مع نتنياهو ضد السلطة الفلسطينية، وتعمل منذ عقدين على تعميق الانقسام الفلسطيني بين حماس وفتح؟
2. التمويل القطري عبر إسرائيل
كيف توفقُ حماس بين تلقيها سنويًا مئات الملايين من الدولارات من قطر، تُمرَّرُ نقدًا في حقائب عبر إسرائيل وبعلمِ نتنياهو وتعليماتهِ، خصوصًا أن هذه المعونة جاءت استجابة لطلب نتنياهو نفسه؟
3. التفاهمات مع إسرائيل
بأي منطق يحقُ لحماس أن تدخلَ في تفاهماتٍ مع إسرائيل عبر مصر وقطر، وتبدي استعدادها لتوقيع هدنة طويلة الأمد معها تستطيع اسرائيل استغلالها لتنفيذ المزيد من مشاريع الاستيطان الجديدة وتسمين المستعمرات القديمة ومحي ما تبقى من معالم فلسطين؟
4. التطبيع العملي
لماذا يكونُ من حقِ حماس أن تطبع عمليًا مع إسرائيل عبر اتفاق يسمح لعشرات الآلاف من الغزاويين بالعمل في المستوطنات والمزارع والمصانع الإسرائيلية، مما يدعمُ اقتصاد إسرائيل ويخفف النقمة الشعبية في غزة، بينما ترفضُ حماس تطبيعَ بعضِ الدول العربية وكأن لها حق الفيتو على قرارات تلك الدول السيادية؟
5. دعم إيران بالمال والسلاح
•المال: لم يثبت أن دولارًا واحدًا من الدعم الإيراني وصل إلى شعب غزة. لم نشهد منذ السابع من أكتوبر مستشفى أو مدرسة أو جامعة أو جسرًا بنته إيران أو موّلت بناءه. بينما شاهد العالم كله ما قدمته دولٌ أُخرى.
•السلاح: ما هي الأسلحة “الفتاكة” التي قدمتها إيران لحماس؟ كل ما رآه العالم هو صواريخ كاتيوشا بدائية وبنادق “الغول” التي تزعم حماس تصنيعها في ورش الحدادة بغزة، وقذائف آر بي جي وياسين القديمة المتاحة في أسواق التهريب بسيناء والعراق.
وبناءا على ذلك اليست ذريعة واهية اصرارُ حماس على عدم تسليم هذه الاسلحة البدائية التي لم تمنع احتلالَ القطاعِ عدة مرات في أي وقتٍ شاءت اسرائيل ولم تحمي الارض ولا من عليها من بشر وشجر ومأوى.
خلاصة
من حق الرأي العام أن يسأل:
•لماذا يُسمح لحماس بما لا يُسمح لغيرها؟
•ولماذا يُعتبر تحالفها مع إيران وتفاهماتها مع إسرائيل “شرعيًا”، بينما يُهاجم أي تقارب عربي – إسرائيلي على أنه خيانة؟
إن ازدواجية المعايير هذه لا تنطلي إلا على البسطاء أو المتعصبين، لكنها لا تخدع العقل الحر الذي يقرأ المشهد كاملًا، بعيدًا عن الشعارات والانفعالات.
لقد اثبتت الوقائع منذ السابع من اكتوبر صحةَ المزاعمِ ان تنظيمات حزب الله وحماس والحوثيين هي مجردُ ادواتٍ من ادوات ايران، وليست اذرعاً من اذرعها لأنها استخدمتها كالسجائر  ولفظتها. اذرعُ ايران  سواءاً القصيرةَ او الممتدةَ ثبت انها بدون عضلات.