كتب الدكتور حسن محاسنه
في عالم الافتراض الرقمي وثورة المعلومات التي نعيشها بات يظهر على السطح فيها باستمرار مفاهيم متعدده منها موضوع مقالتنا وهو التلاعب الإعلامي في صناعة التضليل الاقتصادي وهو خطر محدق بالجميع وياتي التصدي لهذه الظاهرة ليس من باب الترف الفكري بل هو ضرورة جماعية تصب في مصلحة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية بشكل عام .
وهنا نقف قليلا : هل أصبح التلاعب الإعلامي ظاهرة تكتسب زخماً متزايداً في الساحتين السياسية والاقتصادية. كيف يتم التلاعب بالإعلام في سياق السياسات الاقتصادية؟ ما هي الآثار المترتبة على القرارات الاقتصادية بسبب التلاعب الإعلامي؟ كيف يمكن للجهات المعنية تحسين شفافية وسائل الإعلام لتقليل تأثير التلاعب؟
أسئلة واستفسارات وقد يتعدى ذلك لتساولات بحثية يجيب عليها الباحثان الدكتور منذر جرادات والدكتور محمد جرادات في دراستهما البحثية المنشوره في مجلة تكنولوجيا التعليم والتعليم الرقمي في العدد السادس الصادر في ٢٠٢٥
هذا التلاعب يكمن خطورته في ان الاعلام سلاح ذو حدين ويمكن أن يتمثل في استخدام المعلومات بشكل متحيز، أو تقديم رؤى مغلوطة، تهدف إلى توجيه الرأي العام نحو مصالح معينة حسب هوا الكاتب .
وياتي هذا البحث لاطلاع القارئ على توضيح كيفية استخدام وسائل الإعلام كأداة سياسية للترويج لسياسات اقتصادية تخدم أجندات خاصة، ويعكس ذلك الأهمية الثمينة لهذا الموضوع في زمن تتجلى فيه التحولات السياسية والاقتصادية بوضوح.
وتبرز أهمية هذا التلاعب في تأثيره العميق على الرأي العام، حيث تلعب وسائل الإعلام اليوم دوراً مركزياً في تشكيل الآراء والسلوكيات. إن الفهم اللبِق لآليات العمل الإعلامي وكيفية التأثير فيه يمكن أن يساعد على كشف طرق التلاعب وتفادي تأثيراته السلبية. وبما أن السياسات الاقتصادية والاجتماعية غالباً ما تعتمد على دعم الجمهور، فإن التلاعب الإعلامي يصبح وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف السياسية.
والمتصفح للبحث يجد دلالات متعددة لاستكشاف كيفية استخدام وسائل الإعلام كأداة لتشكيل السياسات الاقتصادية من خلال تحليل علاقة التلاعب الإعلامي بالسياسات الاقتصادية ،و تقييم تأثير التلاعب الإعلامي على الرأي العام،و استكشاف الأساليب المستخدمة في التلاعب الإعلامي ، إضافة الى تقديم توصيات للتقليل من آثار التلاعب الإعلامي.
ان القارئ للبحث يجد بين ثناياه مراجعة شاملة للدراسات السابقة ذات الصلة بالتلاعب الإعلامي، حيث أظهرت العديد من الدراسات تأثير التحيز الإعلامي على الاتجاهات الاقتصادية. على سبيل المثال، أفادت دراسة أجريت في عام 2020 بأن التلاعب الإعلامي قد يزيد من مستويات عدم الثقة في المؤسسات الاقتصادية، مما يؤدي إلى آثار سلبية على الاستقرار الاقتصادي. كما تناولت دراسات أخرى العلاقة بين التلاعب الإعلامي والتحيز في المعلومات أثناء الأزمات الاقتصادية.
وتاتي مخرجات الدراسة البحثية في تلخيص عدد من التوصيات ومنها المهمة والمطلوبة
: زيادة الوعي الإعلامي، تحسين الشفافية، تطوير التشريعات، تعزيز دور المجتمع المدني.
وختاما فان مفهوم التلاعب الإعلامي يمثل تحدياً كبيراً في السياقات السياسية والاقتصادية الحديثة. تؤكد النتائج المتوقعة أهمية التصدي لتلك الظاهرة من خلال الاستثمار في التعليم والتشريعات، وتعزيز الشفافية في وسائل الإعلام. ذلك إن حماية المجتمع من التأثيرات السلبية للتلاعب الإعلامي هي مسؤولية جماعية تتطلب تعاون جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأفراد، وسائل الإعلام، والمؤسسات الحكومية وهي مطلب جماعي وانني انصح الباحثين للاستزادة مراجعة الدراسة في العدد واسم المجلة المذكور بين ثنايا هذا المقال.