بقلم ماجد ابورمان
في الأردن، الوفاء السياسي يشبه تصريحًا حكوميًا عن “تحسين الوضع الاقتصادي”: دائمًا على الطريق، لكنه لا يصل. نحن في بلدٍ يُتلى فيه قسم اليمين تحت القبة، ويُنسى في الطريق إلى الرئاسة.أو الوزاره
منذ أيام إمارة شرق الأردن، والسياسي الأردني يُجيد فنون البقاء: يتقلّب كما يتقلّب الجو في عمّان. ساعة يساري، ساعة وسطي، ساعة يحمل شعار “الإصلاح”، وساعة يحمل دفتر شيكات المشروع التنموي الغامض.
الناخب المسكين، يعلّق صورة مرشحه فوق المدفأة، وعندما تنقطع الكهرباء ويشتد البرد، لا يجد نارًا إلا في وعد “المشاريع الريادية” و”التعيينات العادلة”. لكنه لا يُدفأ، فقط يتحمص.
أما “المصلحة الوطنية”، فهي مصطلح مرن… يتّسع للمحسوبية ويضيق عند الحديث عن الكفاءة. السياسي الأردني يُحب الوطن… لكن بشرط أن يكون منصب الأمين العام شاغرًا، أو أن تظهر فجأة لجنة جديدة تحتاج رئيسًا.
وفي كل انتخابات، نسمع نفس الأغاني: “أنا ابن العشيرة، ابن المخيم، ابن الشمال “ابن الجنوب”ابن الطبقة الوسطى التي لم تعد موجودة”. لكن لا أحد يسأل: إذا كان كل هذا النسب الرفيع في الشعب، من الذي أوصلنا إلى هذا الحال؟
الوفاء عند بعضهم ينتهي بعد رفع الأيادي في الثقة، ثم تبدأ مرحلة “الانشغال في الملفات الكبرى”، تلك التي لا تُفتح أبدًا. أما صوته في قضايا الناس، فهو منخفض، لا يُسمع إلا عندما يكون التلفزيون الرسمي حاضرًا جلسة المجلس .أو ندوه و مبادره لوظائف تغطيها صفحات ومواقع
“إم الخمسين نيره”
وإذا سألته بعد أن يترجّل من منصبه: أين الوعود؟ سيقول لك وهو يعدل ربطة عنقه:
“يا زلمة، الوضع تغيّر… كانت ظروف المرحلة تتطلب هيك، وبعدين إحنا كلّنا في قارب واحد!”
لكنك لا تدري… هل هو في القارب، أم على الشاطئ… أم في منتجع خمس نجوم على حساب الضرائب؟