إيران تطلب من ميليشياتها التهدئة إلى حين مغادرة ترامب

25 نوفمبر 2020
إيران تطلب من ميليشياتها التهدئة إلى حين مغادرة ترامب

وطنا اليوم:نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا لمراسلته في العراق سؤدد صالحي قالت فيه إن إيران وجهت أمرا لميليشياتها في العراق بتجنب ضرب أهداف أمريكية لحين مغادرة دونالد ترامب البيت الأبيض. وقالت فيه إن إيران الخائفة من شن ترامب حربا جديدة في الشرق الأوسط أرسلت أهم جنرالاتها إلى بغداد في الأسبوع الماضي بأوامر للميليشيات العراقية الموالية لها بوقف هجماتها ضد الأمريكيين لحين تولي الرئيس المنتخب جوزيف بايدن الإدارة الجديدة.
ونقلت صالحي عن قادة ميليشيات قولهم إن قائد فيلق القدس الجنرال إسماعيل قاآني وصل إلى المنطقة الخضراء بعد 24 ساعة من إطلاق وابل من المقذوفات الصاروخية على السفارة الأمريكية. وقال قائد بارز: “كان قاآني واضحا أن ترامب يريد جر المنطقة إلى حرب مفتوحة قبل مغادرته والانتقام من معارضيه بعد خسارته الانتخابات. وليس من مصلحتنا منحه المبرر لبدء هذه الحرب”.
وفي الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بزيادة حشودها العسكرية بالمنطقة والضغط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل بعد قرار البحرين والإمارات والسودان إقامة علاقات دبلوماسية معها، باتت إيران تشعر بأنها محاصرة نظرا لاقتراب عدوها اللدود من بابها. وتعتقد القيادة الإيرانية أن ترامب المعروف بتقلباته قد يطلق العنان لغضبه بعد خسارته الانتخابات ويضرب إيران قبل نهاية ولايته في 20 كانون الثاني/يناير. وقامت الجماعات الحليفة لإيران في العراق ولأشهر بإطلاق وابل من القنابل والصواريخ ضد أهداف أمريكية في العراق، ومع أنها لم تكن قاتلة إلا أنها كانت استفزازية ومزعزعة للاستقرار.
وقرر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله خامنئي، أن الجبهة العراقية تحتاج لفترة هدوء وأمر الجماعات الموالية له في العراق بوقف إطلاق للنار من جانب واحد، أعلن عنه في 11 تشرين الأول/أكتوبر. وجاء القرار وسط توتر عال هدد فيه ترامب بإغلاق السفارة الأمريكية ببغداد وتوجيه ضربة لإيران. ومع أن وقف إطلاق النار خفف من حدة تلك التهديدات إلا أن المنطقة الخضراء تعرضت يوم الثلاثاء لوابل من المقذوفات الصاروخية. وأدت الضربات لمقتل طفل وجرح خمسة مدنيين وأضرت بمبان حكومية وخاصة، وزادت من التوتر مرة ثانية. وفي اليوم الثاني وصل قائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية والسرية إلى بغداد والتقى مع قادة الميليشيات التي تدعمها إيران و”أشرف شخصيا” على التزامهم بالهدنة، حسبما قال قادة ثلاثة ميلشيات.
وعلق قائد بارز: “لم يخرق ولا فصيل الهدنة المعلنة، وقلنا في السابق إن الهدنة هي لشهرين وقد انتهت مدتها”. وأضاف: “لدى بعض قادة الفصائل وجهة نظر حول كيفية إخراج القوات الأمريكية من العراق ولكنهم لم ينحرفوا عن الإجماع خدمة لمصالح العراق والمنطقة العليا”. وعقد قاآني الذي وصل مباشرة من لبنان بعد مقابلته زعيم حزب الله، حسن نصر الله، عددا من اللقاءات في زيارة استمرت يومين. وكان أهم هذه اللقاءات ذلك الذي نظمه يوم الأربعاء في بيت هادي العامري، أهم شخصية في كتلة الفتح بالبرلمان وقائد منظمة بدر التي تعد من أقدم الفصائل الشيعية المسلحة.
وحضر اللقاء ممثلون عن الجماعات المسلحة الأخرى بما فيها عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء. وكذا أبو فدك المحمداوي، رئيس هيئة الأركان في الحشد الشعبي، وعدد من القادة السياسيين من كتلة الفتح والدولة والقانون في البرلمان. وحذر قائد فيلق القدس من مخاطر توسع النزاع إلى خارج العراق: “لو اندلعت الحرب بين إيران والأمريكيين فتداعياتها لن يتم السيطرة عليها وسيكون العراق وسوريا ولبنان واليمن والسعودية وإيران والكويت ساحات قتال للطرفين”. وعليه “فيجب أخذ المصلحة العليا بالاعتبار. ما قيمة استهداف السفارة مقابل تعريض مصالحنا في كل البلاد؟ ولهذا يجب وقف استهداف المصالح الأمريكية في كامل المنطقة”.
والتقى قاآني رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على الفطور في مكتب الأخير. ووصف قائد في الحشد اللقاء بأنه كان محاولة من قاآني لتأكيد دعم إيران للحكومة العراقية ورغبة طهران بعقد انتخابات حرة ونزيهة واستمرار بغداد التحقيق في مقتل الجنرال قاسم سليماني بداية هذا العام. وعلق مستشار للكاظمي: “يخشى الإيرانيون مما يمكن لترامب عمله في هذه الأسابيع. ويرون أن الحشود الأمريكية قرب مضيق هرمز تستهدفهم وأن ترامب يحاول خلق فوضى وتلفيق حرب قبل مغادرته البيت الأبيض”. ولهذا السبب “يحرص الإيرانيون على تهدئة الوضع مع ترامب لأنه خاسر وقد يكون عنيفا، ولهذا فالجهود الحالية هي تجنب حرب يمكن أن يفتعلها ترامب”.

وتأمل طهران بتغير من الإدارة المقبلة وفتح مرحلة جديدة من الحوار. وبحسب مستشار الكاظمي يحضر الإيرانيون للتفاوض مع بايدن ولهذا فقد يكون الكاظمي جسرا بينهم وواشنطن لو دعمه الطرفان، كما قال.