انعكاسات لقاء الملك وبايدن على الأوضاع الداخلية والإقليمية

22 يوليو 2021
انعكاسات لقاء الملك وبايدن على الأوضاع الداخلية والإقليمية

الطاهات: الملف الداخلي الأردني سيحظى بتفهم عالي المستوى لدى الإدارة الأمريكية

العبيدات: استغلال الحكومة لنتائج زيارة الملك تتماهى مع رؤيته في الاصلاح الذي يُعتبر تحدياً أمام لجنة الإصلاح السياسي .

النمري: اللقاء بالنسبة لبايدن كان عنوان التغيير وإنهاء سياسة ترامب وبالنسبة للأردن نهاية زمن الحصار السياسي

النوايسة: الأردن من أبرز حلفاء الولايات المتحدة، والملك سيعود حاملاً بشائر الأمل بالانفراج على صعيد الملفات الإقليمية .

خوري: زيارة الملك كشفت المعارضة الخارجية بصورة قليلة العدد من “الدبيكة” الذين يسعون إلى تفريغ طاقات سلبية .

المومني: صوت الإقليم وخزان تفكير إستراتيجي مُعتدل هذا ما مثله جلالته في حديثه للإدارة الأمريكية .

أبو زيد: الاردن يريد اللّعب على متناقضات عديده منها المتغير الروسي في سوريا والمتغير الامريكي في العراق واسرائيل غرباً

السبايلة: الكره في ملعب الأردنيين وصانع القرار الأردني، في كيفية ترتيب الملفات الداخلية والإنطلاق إلى الملفات الخارجية .

الزواهرة: المنظار الإقتصادي سيبقى عامل تكبيل لأي دور أردني إقليمي مؤثر .

بدر: زيارة الملك ولادة نهضّة جديدة وإزدهار بعد الدمار .

المصاروه: أُطالب بإصلاح تربوي كأولوية لكل إصلاح

وطنا اليوم _ نسيبة المقابلة

جدّدت زيارة الملك للرئيس الأمريكي بايدن في إبراز دور الأردن القيادي لتعزيز السلام والاستقرار، التي تشير إلى أن الولايات المتحدة تريد إعادة ‎الأردن إلى دوره التقليدي كصانع سلام إقليمي وتؤكد عمق العلاقه الثنائية الراسخة بين البلدين؛ زيارة استراتيجية وخطوات تاريخية مفصلية سياسياً واقتصادياً .

وقد تناولت الزيارة أبرز الأوضاع في المنطقة وعلى رأسها عملية السلام في القدس . . وفي الوقت الحالي ‏أن أنظار الشعوب والحكومات العربية متجهة إلى نتائج زيارة جلالة الملك إلى الولايات المتحدة الأمريكيه وهذا بحد ذاته مُدعاة للفخر والإعتزاز .

تمت مناقشة العديد من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط مثل ‏سوريا التي تعد بند اساسي في زيارة الملك لواشنطن، والهدف من مناقشة الملك بهذا الخصوص هو إعادة سوريا إلى الإطار العربي وفتح أبواب العلاقات الاقتصادية بين العرب عامة والاردن خاصة مع سوريا، والبداية وقف تأثير العقوبات الأمريكية على سوريا، العالم ليس معنياً بحل الأزمة السورية، واستمرار الوضع الحالي لا يخدم الأردن أو سوريا؛ وفي القريب العاجل نتطلع لقطف ثمار مخرجات زيارة الملك لأميركا .

تحدّث عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك د.خلف الطاهات عن زيارة جلالة الملك للرئيس بايدن التي تُشكل نقطة تحول في العلاقات العربية الأمريكية إثر سياسات الإدارة الامريكية السابقة في عهد ترامب التي أدت إلى تأزيم جميع الملفات في الشرق الأوسط وكادت أن تدخل المنطقة إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار كما لوحظ في كافة الملفات في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن والعراق …

وقال كان اللقاء بمثابة بارقة للأمل في إعادة تصحيح المسار في العلاقات العربية الأمريكية وبشكل خاص نقطة قوة جديدة في العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين الأردن وأميركا

وأشار أن الادارة الأميركية وصلّت من خلال الصور التي شاهدناها والتي تشي بأن هناك صداقة وثيقة وعلاقات قوية ومتينه تتجاوز الأمور الرسمية إلى الشخصية حجم الثقة التي يحظى بها الحكم الهاشمي ممثلة بجلالة الملك؛ وهذه رساله للداخل بإن الإدارة الأمريكية تقف قلباً وقالباً مع الأردن في كل الظروف وتحديداً هذه المرحلة، وحجم الدعم كان واضحاً قبل أيام من وصول جلالة الملك إلى واشنطن عبر مساعدات اميريكيه تتجاوز ال700 مليون دولار .

وأكد أن الملف الداخلي الأردني سيحظى بتفهم عالي المستوى لدى الإدارة الأمريكية كما شرحها جلالة الملك سواء كان الوضع السياسي أم الإقتصادي والعسكري والأمني وملف الحريات وكل ما يتعلق بالملف الداخلي الأردني، وهذا يعكس اللقاءات الماراثونية .

ولفّت أن جدول الأعمال المزدحم للزيارة الملكية مُتمثله في عدد اللقاءات ونوعية الشخصيات السياسية والأمنية والبرلمانية؛ تعكس حجم المتابعة الكثيفة للقاء جلالة الملك مع بايدن من خلال سلسلة متابعات لجان مختصة في الكونغرس والبيت الابيض ومختلف المجالات ليتم متابعة ما تم مناقشتة خلال القمة الأردنية الأمريكية .

وصرّح العين هايل عبيدات عن مكتسبات زيارة جلالة الملك إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس الأمريكي بايدن بحضور ولي العهد التي تعكس دلالات هامه في ظل التحديات الاقليميه بالغة التعقيد والازمات الاقتصادية وجائحة كورونا والظروف التي مرت بها المنطقة والأردن كذلك؛ خاصة بعد فترة اربع سنوات من التضييق على الاردن اقتصاديا وسياسيًا وممارسات اخرى قامت بها الادارة الامريكيه السابقه وتحالفها مع النتينياهو لغاية تمرير صفقة القرن وتصفية القضيه الفلسطينة.

وقال قدّ جاءت الزيارة والاستقبال الدافىء ودعم الإدارة الأمريكية بكافة مستوياتها لأستقرار كيان الأردن ومؤسساته؛ ليعكس الثقة في رؤية جلالة الملك للوضع الإقليمي والعربي خاصة .

ولفتّ أن جلالة الملك عبدالله الثاني هو أول زعيم عربي يتم اللقاء به مع الرئيس الأمريكي بايدن وقدّ حمل رشح من المعلومات فيها رسائل عديده ورؤيا ثاقبة للأوضاع في فلسطين وسوريا والعراق الشقيق.

وأستذكر العبيدات حالة الضعف العربي وإختلاف موازين القوى والتحالفات الجديده التي تمر بها المنطقه إضافة إلى صعود اليمين المتطرف وإنتهاء حقبة النتنياهو بكل ما تمثله من تطرف في التعامل مع الملفات الفلسطينية وغيرها …

وشدّد العبيدات أنه على الحكومة ومؤسساتها أن تستفيد وتستغل نتائج زيارة جلالة الملك التي تتماهى مع رؤيته في الاصلاح وهذا يُعتبر تحدياً أمام لجنة الإصلاح السياسي؛ لتستطيع انجاز الرؤيا الملكيه في الاصلاح حيث يعتبر هذا التوقيت بمثابة الفرصة الذهبية ونحن لا نملك الا ترف من الوقت للأستمرار في تشكيل اللجان حتى نستطيع مواكبة التقدم الحضاري والاقتصادي وتأمين حياة أفضل للمواطن الاردني الذي عانى مؤخراً بسبب غياب إستراتيجيات حكومية لحل مشاكل الفقر والبطالة في ظل زيادة المديونية وقانون انتخاب عصري يلبي طموح المواطن .

ورأى العبيدات أن الفرصة الأن مناسبة لنصافح بعضاً البعض وتغليب المصلحة العامه ومصلحة الوطن والوقوف خلف القيادة الهاشمية الحكيمه لجلالة الملك في من أجل أردن قوي وعزيز بأبناءه وترسيخ قيم سيادة القانون .

وفي هذا السياق تحدّث النائب السابق وعضو لجنة الإصلاح السياسي جميل النمري عن زيارة الملك لبايدن وقال أن الزيارة تأسيسية لمرحلة ما بعد ترامب التي شهدت أسوأ مرحلة في العلاقات مع الولايات المتحدة رغم عدم تأثر المساعدات بسبب موقف الكونغرس الصديق للأردن .

وقال إن ترامب ومنطق الصفقات الفج والعوائد المادية جعل الأردن مهمشاً فهو ليس مفيداً مادياً لكن هام جداً سياسياً من منظور حافظ الأمن والاستقرار وتغليب الإعتدال وهي لم تكن أولويات ترامب بل هناك شكوك بتواطؤ ضد الأردن بسبب موقفه من صفقة القرن؛ ولذلك كان اللقاء مع بايدن احتفالياً من الطرفين وبالنسبة لبايدن كان عنوان التغيير وإنهاء سياسة ترامب وبالنسبة للأردن نهاية زمن الحصار السياسي والقلق أكان بسبب الموقف الإقليمي أم الداخلي.

وأعرب أن جلالة الملك قدّ نال دعماً مفتوحاً وتم إعتماد الأردن كركيزة اساسية في السياسة الشرق اوسطية بعكس ترامب .

كما أن الزيارة تمثل نجاحاً كاملاً كان يحتاجه الأردن بشدة بعد فترة ضغط وتهميش، وسيكون لها ما بعدها من حيث مكانة الأردن في المنطقة وتأمين الأردن بمظلة داعمة وتعزيز الإتفاقية العسكرية التي اعتمدت الأردن القاعدة الآمنة والأهم في الشرق الأوسط وربما المزيد من الدعم المالي والمساعدات .

ووصف الكاتب والمحلل السياسي د.زيد النوايسة
زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني للولايات المتحدة الأمريكية كأول زعيم عربي وإقليمي يلتقي بالرئيس بايدن بإنها إستثنائية، تكتسب أهمية على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية والتحديات التي تواجه المنطقه .

وقال: جلالة الملك عبدالله الثاني يحمل تفويضاً عربياً، وتحديداً من الطرف الفلسطيني وبتوافق مع الأطراف العربية المنخرطة في القضية الفلسطينية في محاولة لإستثمار المقاربة الجديدة التي تملكها الإدارة الأمريكية الجديدة وتحديداً في إعادة الحديث عن حل الدولتين بما يضمن قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967

فيما لفّت النوايسة أن الأردن يعتبر من أهم وأبرز حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وينظر له كعنوان إعتدال وأستقرار في المنطقه؛ وينجح اليوم من خلال الحوار المباشر مع الرئيس بايدن وفريقه في التحلل من حقبة ترامب التي سعت بالتحالف مع حكومة نتنياهو وبعض الأطراف الإقليمية من محاولة التأثير على الدور الاستراتيجي للأردن والمساس بمصالحه وأمنة القومي .

وبيّن النوايسة أن جلالة الملك عبدالله الثاني سيعود بعد زيارته الناجحة وهو يحمل بشائر الأمل بالانفراج على صعيد الملفات الإقليمية في فلسطين والعراق وسوريا وإعطاء مزيد من الدفاع للعلاقات الثنائية إلى الامام .

ومن جهته أكد النائب السابق طارق خوري أن زيارة جلالة الملك لها طابع سياسي وطابع اقتصادي جاءت في مرحلة مفصلية هامة لمستقبل الاردن؛ وتظهر أهمية الأردن وجلالة الملك في المرحلة القادمة .

ووضّح أن جلالة الملك خرج من أزمة خيانة وفتنة خطيرة تم تدبيرها على يد كوشنر وعبيده في المنطقة كانوا ينوون الشر للأردن والملك بسبب رفضنا لصفقة القرن.

وأشار إلى أن زيارة الملك كشفت المعارضة الخارجية واظهرتها بصورة مجموعة قليلة العدد من “الدبيكة” الذين يسعون إلى تفريغ طاقات سلبية، التي كانت بعيدة كل البعد عن المعارضة الوطنية البناءة؛ وأن التركيز على الجانب الاقتصادي والعسكري كان واضح من طبيعة الاجتماعات، والذي قد ينعكس لصالح الإقتصاد الأردني في الفترة القادمة .

بدوره تحدّث الأستاذ المحامي بشير المومني عن إعادة التوازن للمنطقة الذي يعتبر العنوان الأبرز الذي يصلح لوصف لقاء _ عبدالله وبايدن _ ولا يمكن تحقيق هذا الهدف دون المرور بمحطة إجبارية اسمها الاردن الذي سيكون له دور فعال ومؤثر واستثنائي في قيادة المشهد الاقليمي للسنوات القادمة ولن تتوقف مفاعيل هذه العلاقة والتحالف العميق على الجوانب الامنية والعسكرية التي تجسدت بإتفاقية القواعد الأخيرة بل ستشمل المياه والطاقة والإقتصاد والسياسة .

وقال استمع بايدن بعناية الحريص لتصورات الملك عن اقليمنا القاسي في ثلاث ملفات محددة هي الأمن والسلام والاقتصاد؛ وصوت الاقليم وخزان تفكيره الاستراتيجي المعتدل هذا ما مثله جلالته في حديثه للإدارة الأمريكية سواء من حيث دعم العراق أمنياً وسوريا ولبنان والضفة الغربية إنسانياً وسياسياً .

وأضاف المومني أن التصدي للأرهاب ولعصابة داعش التي هي وليدة بيئتها وتشكل تحدياً كبيراً لنزع أسباب نشأتها وهذا ما يدركه الملك وما استمع إليه بايدن من قائد دولة صاحبة بالٍ طويل في محاربة التنظيمات المارقة وذراع أطول في اختراق انساق ما دون الدولة .

على الرغم أن لا شيء يبدو منفصلاً في معادلات الأمن والسلام والإقتصاد الا أن جميع الملفات متشابكة إلى حد عميق مما لا يسمح بفصلها كمسارات والتحدي الأكبر في تسكين المنطقة يبدأ وينتهي إلى قيام دولة فلسطينية بحدود 1967 وعاصمتها القدس.

شدّد المومني أن الأماكن المقدسة لا بديل دولي أو إقليمي عن الولاية الأردنية والوصاية الهاشمية عليها وهذا ما أثبتته الأيام والتجربة، وعندما حاولت إدارة ترامب العبث في معادلات الوضع القائم تصاعد العنف فوراً في المنطقة وهو مرتبط طردياً مع هذا الإستحقاق .

أما سوريا والضفة الغربية من ناحية انسانية فلقد كانت حاضرة في مباحثات الملك ومن الواضح أن الأردن كوصفة إستثنائية مفادها الإستقرار يستحق معاملة خاصة ومنح إستثناءات بالخصوص السوري والفلسطيني فهو من ناحية كشريك موثوق وجار مسالم لم يعتدِ تاريخياً على أحد، وقادر على تحقيق معادلات التنمية الإنسانية لدى الجوار المجهد بالنزاعات وبالمقابل فإن ذلك يمنحه المزيد من التنفس الإقتصادي بعد سنوات عجاف من الضغط الممنهج .

وأشار المومني إلى أنه في الاسابيع الأخيرة وبعد أن جرى إغلاق ملف الفتنة سياسياً واحالته الى القضاء الاردني وما رافق ذلك من حقائق صادمة كشفتها التحقيقات التي اجرتها مؤسسات الدولة الأمنية بدأنا نرصد اعادة تموضع لأهم القوى الأقليمية في المنطقة ومن قبيل ذلك التحولات الجوهرية التي طرأت على القيادة الاسرائيلية كنتيجة طبيعية لمرحلة بائسة مرت بها المنطقة اريد لنا بها ركي ربابتنا وليكتشف الجميع ان مشروع ترامب كاد ان يودي بالمنطقة الى الهاوية

ولفتّ الإنتباه أن الأردن هو الأكثر اتزاناً ورشداً وفهماً لطبيعة المنطقة واحتياجاتها ومتطلبات السير في حقل الغامها لتعود نفس هذه القوى إلى محاباة الأردن ومحاولة نيل رضاه والتكفير عن اخطاء أو أفعال تعمدت معها تهميش الدور الاردني وعندما تساقطت كل هذه الطروحات والافعال من خلال تماسك الدولة الاردنية ودعم الشعب لقيادته بدأنا نشهد تراجعاً مكثفاً بالمواقف، ساهم فيه دعم الإدارة الأمريكية للحليف الأردني التقليدي .

فيما وضّح العقيد الركن المتقاعد والمحلل الإستراتيجي د.نضال ابو زيد أن الطلبات التي حصلت في المنطقه وخصوصاً في المناطق المحيطه في البيئة الداخلية الأردنية كان لا بد لجلالة الملك من محاولة، الجانب الامريكي للمساعده في عملية إستقرار هذه الملفات وخاصتاً الملف السوري نظراً للحاجة الأردنية الماسة لتحريك العجلة الاقتصادية .

وقال أعتقد إن الأردن يحاول الدفع بإتجاه الحصول على الضوء الأخضر الأمريكي على إعادة سوريا على جامعة الدول العربية من جهة، ومن جهةٍ أخرى الأردن يهدف إلى إعادة فتح الحدود مع سوريا لإستقرار الأمن في الجنوب السوري وأنسياب الحركه التجارية لسوريا؛ وذلك ينطبق على الملف العراقي بمحاولة جلالة الملك دفع الأمريكان بإتجاه فرض حاله من الإستقرار على غرب العراق.

وأكد أبو زيد أن الأردن تحاول إعادة اسرائيل خاصةً في ظل الإدارة الإسرائيلية الجديدة من أجل إيجاد تقارب في وجهات النظر الأردنية الإسرائيلية، والأردن نوعاً ما يلتفت إلى الشأن الداخلي بعد إستقرار الأوضاع الخارجية، وبإعتقادي أن هذا يحمل العديد من التهديدات والتحديات وخصوصاً أن الملف السوري هو ليس ملف أمريكي بإمتياز
وبالتالي يجب على الأردن أن يوازن دبلوماسياً بين الامريكان والروس لأن روسيا هي صاحبة الكلمة العليا في الملف السوري .

كما أن الأردن في وضع لا يُحسد عليه حتى وأن كانت زيارة الملك ولقائه مع بايدن حملت مؤشرات إيجابية؛ لأنه يريد اللّعب على متناقضات عديده منها المتغير الروسي في سوريا والمتغير الامريكي في العراق واسرائيل غرباً، وبالتالي الحاله تحتاج إلى عملية دبلوماسية كبيرة وذكاء دبلوماسي من نوع خاص .

فيما لفّت الكاتب والمحلل السياسي عامر السبايلة إلى أن زيارة الملك مهمة لأن الأردن اليوم يعتبر نقطة محورية في عدة ملفات إقليمية عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية أو العراق وسوريا؛ وتختلف عن الفترات الماضيه . . حيثُ لم تكن السياسه الأمريكيه مُنخرطه بصورةً مباشره بكل هذه الملفات بل كانت ترغب بتطبيق وجهة نظر واحدة؛ وأن زيارة الملك للرئيس الامريكي يمكن ترجمتها إلى نوع من أنواع التوازن في جميع هذه الملفات .

وأما ع الصعيد الداخلي، هي زيارة مُطمأنه بأن الحليف الأكبر للأردن اليوم داعم للاستقرار وللمشهد الداخلي وأن الكره الآن في ملعب الأردنيين وصانع القرار الأردني، في كيفية ترتيب الملفات الداخلية والإنطلاق إلى الملفات الخارجية .

وشدّد أمين عام حزب الأردن بيتنا سهل الزواهرة على أن لقاء الملك وبايدن مهم وقد طغت أسبقيته على التعاطي معه الشكل على حساب المضمون .

ورأى أن الوقت مبكر للحكم على نتائجه و إن كانت الأمور توحي بالتركيز على الأوضاع الداخلية الاردنية على حساب قضايا الإقليم، وحتى التعاطي مع قضايا الإقليم جاء من إنعكاس تلك القضايا على الداخل الأردني؛ ومن ذلك أننا لن نستطيع أن نتعامل مع اي أمر من دون منظار الوضع الاقتصادي المتردي، فهذا المنظار سيبقى عامل تكبيل لأي دور أردني إقليمي مؤثر .

وأشار أننا لا نمتلك في هذه الفترة ترف لعب دور الوسيط، و الخشية الحقيقية من اقتراب منطق دفع الأثمان وإعادة إحياء مشاريع التسوية الصادمة والتي لا زالت تلوح بالأفق معززة بأصوات تستشعر تلك الحالة و تدفع باتجاهها متدثرة بإدارة امريكية لن يحكمها إلا مصلحتها و مصلحة اسرائيل بالدرجة الأولى .

فيما بينّت الكاتبة والمحلّله السياسية د.غادة بدر أن المباحثات السياسية في زيارة الملك تناولت عدداً من الملفات العربية المختلفة التي كانت كفيلة بتجديد بوصلة العلاقات الأمريكية الأردنية الأخيرة، جاءت هذه المباحثات ضمن لقاء دافئ بعد برود دام أربع سنوات خلال فترة حكم ترامب خاصةً بعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو القرار الذي كان كفيلا بأن يصنع “تداعيات خطيرة على استقرار وأمن المنطقة” .

وقالت على ما يبدو إن ثمة جهود أمريكية أردنية مشتركة تلوح في الأفق لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين لمواجهة تحديات شائكة تتصدر المشهد السياسي العربي كالملف الفلسطيني والسوري والعراقي؛ ولعل المتمعن في القمة الأمريكية الاردنية يرى بوضوح تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن بأن المرحلة القائمة هي مرحلة مختلفة تماماً عن سابقتها “كل شيئ تغير تغير تماماً وولد جمال رهيب ” ولادة نهضة جديدة وازدهار بعد الدمار .

وضحّت بدر أن لقاءات الملك عبد الله الثاني مع كل من مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون المناخ ورئيس الأساقفة في واشنطن ومستشار الأمن القومي الأميركي ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة فايز لهي دلالات واضحة على الجهود المبذولة من أجل تعميق إستراتيجيات التعاون والتنسيق الأمريكي الأردني .

ورأت الخبيرة التربوية خالده المصاروه أن زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني ناجحة وقدّ نرى ثمارها في المستقبل القريب، ونحنُ الآن قد نكون على أعتاب مرحلة جديدة تبشر في الخير وتفتح أبواب سياسية واقتصادية على الأردن، ونتمنى أن تكتمل هذه الزيارة الناجحة جهود جلالته بالمضي قدماً في الإصلاح السياسي والإقتصادي، وأنا أنحاز إلى التربية وأطالب بإصلاح تربوي كأولوية لكل إصلاح.