نضال ابوزيد
في الوقت الذي يعيش فيه الشارع الأردني تزاحم تحليلي ارتبط بالزيارة الملكية لواشنطن ولقاء الملك بالرئيس الأمريكي بايدن، يبدو أن ثمة تزاحم من نوع آخر خرج عشية عيد الأضحى، طالعتنا به لُمع الاخبار حيث عبارة وزير الإعلام صخر دودين” تفاقيد الله رحمة” برزت بعدها عبارة الدكتور بسام حجاوي عضو لجنة الاوبئة “الله يستر علينا” وهو يحاول التعليق على ما شهده شخصياً من عدم إلتزام بانماط الوقاية الصحية خلال موسم العيد، فيما جاء منشور للدكتورة وفاء الخضرا عضو اللجنة الملكية للإصلاح السياسي الذي انتقدت فيه شعيرة دينية ارتبطت بالاضحيه أحدثت من خلاله موجة تعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سبقها حالة جدلية حول السياحة الدينية الشيعية إلى الأردن افرزها أيضا احد اعضاء لجنة الاصلاح المحامي زيد النابلسي.
بعيد عن حالة الاشتباك التواصلي التي انتقدت منشور الخضرا، و بعيداً أيضا عن تصريحات ارتبطت بالحالة الوبائية، ثمة حالة “إلهائية” يجري العمل على إنتاجها في المشهد الأردني، والغريب انها تصدر بين الحين والآخر عن أعضاء في لجنة تحديث المنظومة السياسية المفترض أن يكونوا على تناغم تام مع الحالة الأردنية، بدات بتصريحات عريب الرنتاوي ومرت بمنشور اخر لعضو اللجنة النابلسي وانتهت بمنشور الخضرا، وثمة أمر اخر يوحي من خلال تصريحات فريق الاشتباك الكوروني دودين والحجاوي وسبقهم وزير الصحة الهواري بأن لغة تشاؤمية تطفوا على سطح الحالة الوبائية الأردنية.
معلبات التعليقات التي كانت تبرز بعد كل تصريح او منشور، تُبعد او / و بشكل أدق تُلهي الحالة الشعبية عن سؤال عميق يتردد في اروقة الصالونات ويتكرر بين المراقبين مفاده، اين وصلت مخرجات لجنة الاصلاح؟، فيما يبدو أن حالة التفكيك والتركيب التي تحاول التعليقات التواصلية جر لجنة الاصلاح لها بعد إقالة او إستقالة الكاتب عريب الرنتاوي والمطالبة باقالة عضو اللجنة الدكتورة وفاء الخطرا بعد منشورها الجدلي الذي أثار الشارع الأردني غداة أيام عيد الاضحى، مشهد مركب لايمكن فصل اجزائه التي توحي التراتبية فيه، بأن ثمة اصابع تعبث في هندسة الحالة باثارة جدلية تتعلق بالمواطنة او الدين او كلاهما معاً، وثمة محاولات لرسم مخرجات تتعلق بلجنة الاصلاح بعيداً عن رقابة الشارع على المواقع التواصلية.
فيما تدرك أدوات هندسة المشهد ان عطلة عيد الأضحى بيئة خصبة لتواتر وتداول أسهم الشأن الأردني، وعلى رأسها خطوط سير لجنة الاصلاح، ومخرجات الزيارة الملكية الى واشنطن، لذلك كان التوقيت مهم وكان الحدث اهم، مشهد يجري الاعداد له خلف الستارة ، يصعب انكاره ويحتاج إلى تدقيق، ويوحي بأن ثمة تطور يتعلق بمخرجات الزيارة الملكية الى واشنطن ويرتبط بشكل مباشر بلجنة الاصلاح السياسي، قد يفضي إلى تغيرات قادمة بعد عيد الأضحى تتعلق بشكل الإدارة البيروقراطية وشخوص إدارة أدوات الدولة.