وطنا اليوم – وجه النائب السابق الدكتور مصلح الطراونه ، الجمعة ، رسالة الى رفيق دربه في مركز الحسين للسرطان استاذ الاجيال وهيب الطراونه عبر فيها عن اشتياقه ومحبته الكبيرة له .
وفيما يلي نص الرسالة :
سلام لك أيها البطل…. سلام لك أيها الهارب بين غابات الاقدار ، سلام للمحارب فيك، وللصابر فيك، سلام لك ايها الأسمر الممشوق و العملاق كجلمود صخر لكن لم يحطه السيل يوما من عد، سلام لمن بقي بقي شامخا عاليا،
سلام لك يا رفيق مسافات لا تختزل، و اعمار لا تخبئها دفاتر الذكريات، سلام لك أيها الواقف في وجه العدو، كل الأعداء دون هذا العدو الغادر هراء في هراء، و كل المواجهات دون مواجهتك ألعاب أطفال، له الحق أن يختارك، فمثلك لا تختاره إلا الشدائد أو الغادرون، مثلك أكبر من أن يرتمي متدثرا من زكام.
قبل أيام فقط، كنتَ متسلحا بتشبثك بهذه الحياة ، عندما كنا نعمل ابريق الشاي على النار، ترتق بابتسامتك ما تمزقه فيك الأوجاع، تقف على حافة حقل الحياة و تنظر إلى ماضينا و ذكرياتنا، نضحك في مواضع كان يصلح لها البكاء أكثر، اختلطت فينا كل مشاعرنا فاصبحنا مثل طفلين سرقا كسرة خبز فأعجبهما أنجازهما، و نحن هناك ابتسمنا لأننا نسرق من هذه الحياة لحظات، ورغم كل وجعك تصر على كرمك فترفض الا أن أكون ضيفك وانا الأخ لك لنحتسي منسفا في آخر الليل ، مصلح ضيف عزيز ، وأنا اخوك!!!!!
لك الله ايها البطل، و لك عزيمة أعلم يقينا أنها لم تغادرك بعد، انهض و قف في وجه هذه الحياة، انهض لعل سخريتك من الحياة هي التي قادت إليك سهام الانتقام، قف و اجعل سخريتك دستورا يا وهيب و انثر ضحكاتك بين محبيك بذورا للأمل، انهض و اترك الفراش لمن لم تعلكهم الحياة، و لم تستهلك منهم المسافات، انهض فمثلك رحيله حقل شاسع من الغياب، حقل سيبتلع الكثيرين، أصدقاء.. و أهلاً وطلاب محبين.. ، اترك تلك الأردية و اخرج معنا منتصرا، و إن لم تخرج فاعلم أنك أوجعتنا بما لا يمكن للزمن انت يمحو ندوبه، و بما لا يستطيع الأخرون سد ما ترك بعده من فراغ. أخوك المحب مصلح من تحب ان تناديه ابو محمد، ابو محمد وين ؟ آخ يا وجعي