وطنا اليوم:بدأ الأمريكيون الإدلاء بأصواتهم، الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في انتخابات غير مسبوقة، ليواجهوا خطر عدوى كوفيد-19 واحتمالات العنف والترويع، بعد واحدة من أكثر السباقات الانتخابية استقطاباً في تاريخ الولايات المتحدة.
في الأماكن المخصصة للاقتراع على مستوى البلاد، ستُجرى الانتخابات في عام خيّمت عليه جائحة كورونا والقلاقل والولاءات الحزبية الشديدة، رغم إدلاء أكثر من 90 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل، في ظل إقبال على التصويت المبكر لم يسبق له مثيل.
سيضع كثير من الناخبين الكمامات عند ذهابهم للتصويت، سواء طواعية أو التزاماً بالقيود الرسمية، حيث لا تزال عدوى فيروس كورونا تنتشر بكثرة في أنحاء البلاد.
وفيما تثار مخاوف بشأن طوابير المصوتين، يقلل الخبير الصحي الأميركي، تيموتي ليرد، من شأن “المخاطر”، قائلا إن المطلوب من الناخبين هو أن يراعوا مبدأ التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، على غرار ما يفعلون في أماكن أخرى.
وحث الخبير المصوتين على ترك مسافة فاصلة بينهم من 1.8 متر، كما حذر من المجيء إلى مركز الاقتراع دون ارتداء الكمامة.
أما في حال جاء الناخب إلى مركز الاقتراع ووجد طابورا طويلا أمامه، فيما لا يلزم البعض بارتداء الكمامة، فالمطلوب حسب الخبير، هو المغادرة ثم العودة في وقت لاحق لأجل التصويت.
ولا يوصي الخبير بارتداء القفازات لأنها لا تفيد في الوقاية من كورونا، إلا في حالة موظفي الصحة، والأكثر من ذلك، هذا دون الحديث عن صعوبة تعقيمها.
وأضاف أنه عندما يقوم الشخص الذي يرتدي القفازات بإزالتها، فإنه يصبح معرضا بشكل كبير لأن تنتقل إليه عدوى كورونا التي تسبب مرض “كوفيد 19”.
وعند ملامسة قلم التصويت، يوصي الخبير بتعقيم اليدين، لكن المرض لا ينتقل عبر الأسطح فقط، بحسب قوله، لأن تطاير الرذاذ عند التنفس هو الذي يشكل مصدر العدوى الأكبر بين الناس.
احترازات المحال التجارية: كما حرصت بعض المتاجر في مدن أمريكية رئيسية على تغطية نوافذها كإجراء احترازي، تحسباً لأعمال تخريب ذات دوافع سياسية، وهو مشهد استثنائي في يوم الانتخابات بالولايات المتحدة التي تُجرى فيها عملية التصويت في أجواء سلمية عادة.
أجواء متوترة من تايمز سكوير إلى تكساس: يقول الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وجماعات حقوقية أخرى، إنها تراقب الموقف عن كثب لرصد أي مؤشرات على ترويع الناخبين.
فرع الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في ولاية جورجيا نشر حوالي 300 محام في نحو 50 “نقطة ساخنة” محتملة على مستوى الولاية، لرصد أي مشاكل في عملية التصويت اليوم.
أندريا يانج، المديرة التنفيذية للاتحاد في جورجيا، قالت “لدينا مراقبو انتخابات لرصد أي ترويع للناخبين”. وأضافت “لا ندري ماذا سيحدث بالتحديد لكننا نود أن نكون مستعدين قدر الإمكان”.
كما أرسل قسم الحريات المدنية بوزارة العدل الأمريكية أفراداً من العاملين فيه إلى 18 ولاية، خشية أي ترويع أو قمع للناخبين، بما في ذلك بعض المقاطعات المتأرجحة، وفي المدن التي شهدت اضطرابات أهلية هذا العام.
الشرطة وأصحاب متاجر قالوا إنهم يتخذون إجراءات احترازية لحماية الممتلكات، بينما لا تزال ذكريات المظاهرات التي خرجت هذا الصيف للمطالبة بالمساواة بين الأعراق وشابها العنف أحياناً عالقة في الأذهان.
احترازات في مدينة نيويورك: كان متجر ميسيز الكبير وناطحة السحاب التي يقع فيها مقر قناة فوكس نيوز في نيويورك من بين المباني التي غطت نوافذها. وفي شارع روديو درايف، أحد أرقى شوارع التسوق في منطقة بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا، أزال الباعة المجوهرات من نوافذ العرض في متجري تيفاني آند كو وفان كليف آند آربلز.
كما ألقى مخطط مزعوم كُشف عنه الشهر الماضي، لخطف حاكمة ولاية ميشيغان الديمقراطية من قبل جماعة مسلحة مناهضة للحكومة، الضوءَ على احتمالات وقوع أعمال عنف سياسية يوم الانتخابات. وكانت شرطة مدينة جراهام بولاية نورث كارولاينا قد رشت مجموعة من النشطاء ضد العنصرية برذاذ الفلفل، أثناء مسيرة لهم إلى أحد مراكز الاقتراع يوم السبت.
حتى بعد انتهاء التصويت، يعبر معظم الأمريكيين، بما في ذلك ترامب، عن قلقهم إزاء احتمالات امتداد عملية فرز الأصوات لفترة قد تطول.
في ظل معاناة الولايات المتحدة من إحدى أسوأ موجات تفشي كورونا على مستوى العالم، قررت ولايات كثيرة تمديد فترة التصويت المبكر للحد من انتقال العدوى وسط حشود الناخبين.
عدد قياسي من الناخبين تجاوز 100 مليون ناخب أدلو بأصواتهم إما بأنفسهم أو عبر البريد، وذلك حتى مساء الإثنين، ما يمثل حوالي 40% ممن يحق لهم التصويت في الولايات المتحدة.