ديمة الفواعير
بتنا اقرب الى يوم الاستحقاق الدستوري باجراء الانتخابات النيابية من اي وقت مضى، ويدور جدل عميق في الشارع الاردني، فهناك من يطالب بتأجيل هذا الاستحقاق بعد الزيادة المضطردة في اصابات الكورونا، وهناك من يرى ان الانتخابات لا تحتاج لتأجيل لأن الرهان ليس على الفيروس بقدر ما هو على وعي المزاطن الاردني بمواجهة هذا الفيروس اللعين.
خيّبت الأجواء المحيطة بالانتخابات، آمال المترشحين، في إمكانية تحركهم وفتح مقارهم الانتخابية، حيث تطغى تداعيات جائحة فيروس كورونا الجديد، بشكل غير مسبوق، على كل ما هو مرتبط بالانتخابات.
وتكاد تختفي مشاهد الفعاليات الانتخابية التي كانت محركا للمرشح حتى يتواصل مع قواعده الانتخابية، فضلا عن تسبب هذا الفيروس في خلق حالة من الفتور الشعبي إزاء الانتخابات، وكذلك بسبب السخط من البرلمان الذي لم يكن، بحسب البعض، له دور خلال السنوات الأخيرة في تقليص الأعباء التي واجهها المواطنون بسبب الضرائب وزيادات الأسعار.
ولكن السؤال اليوم هو، هل يلتزم المواطن الاردني الراغب بالذهاب الى صندوق الاقتراع بتعليمات الصحة العامة؟، انا شخصياً اجد انه وفي خضم الحالة الوبائية التي يشهدها الاردن، الا انه يمكن اجراء الانتخابات شريطة الالتزام بقواعد الصحة والسلامة العامة، فما الذي يضير الناخب من الذهاب الى الصندوق مرتدياً كمامته وقفازه، وان يدلي بصوته ويعود الى بيته دون الاحكتكاك بالاخرين؟، الامر الاخر هو كيف يمكن ان نجير وعينا لصالح محاربة هذه الآفة اللعينة.
كلنا يعلم ان هذا الوباء قد يطول،وكلنا يعرف ان الفيروس قد يشتد،وكلنا ندرك مدى خطورته، ولكن ما هو الحل في ابقاء الحياة العامة تسير في اطارها الصحيح؟، اناارى ان علينا ان نكون واعيين تماماً لمخاطر هذا الفيروس وان نعمل بجهد جماعي لجعل المجتمع يتغير باساليب تعاملنا واساليب وطرق العيش السليم، وهذا لا يأتي الا اذا كنا مدركين انالوعي المجتمعي هو الفيصا وهو الاهم في حربنا ضد كورونا.
بالتأكيد سوف يتردد البعض بالمشاركة للتخوفات الصحية سواء كانت مبررة أو غير مبررة ولكن المهم هنا هو الانطباعات او التصورات حول مستوى المخاطرة الصحية نتيجة هذه المشاركة، قد تكون الفئة الاكثر تضررا هي فئة المرشحين الذين يعتمدون برامجهم الانتخابية أو أفكارهم، وهنا قد يكون مطلوبا من الهيئة المستقلة للانتخاب أن تضاعف من حملاتها التوعوية حول الاجراءات المتبعة يوم الاقتراع.
واعود مرة اخرى واقول انني وغيري الكثيرين نراهن على وعي المواطن الاردني بالرغم من الآثار السلبية العديدة لجائحة كورونا على الانتخابات البرلمانية القادمة إلا أن هناك فرصة أكبر هذا العام للتواصل مع الشباب وحثهم على المشاركة بالانتخابات وهذا تحد على الجميع التصدي له ومحاولة التغلب عليه.
كل ماعلينا عمله هو ارتداء أقنعة الوجه والقفازات إضافة إلى التباعد الجسدي وهذه باتت جزءاً من حياة الأردنيين، كما هو العالم بأسره، لذلك فانهذا الامر مرتبط بمدى وعي الانسان الاردني بخطورة الفيروس من جهة والسير في حياته الطبيعية من جهة اخرى، واختم مناشدة كل الاردنيين واقول لهم اننا نراهن على وعيكم، عيشوا حياتكم الطبيعية ولكن ضمن سلسلة المفردات الصحية والتعليمات واستخدموا الادوات الي تقيكم شر هذا الفيروس.
حمى الله الوطن وحمى الاردنيين ولتكن انتخابات عابرة لكورونا اللعين.