رمضان الرواشدة
انتهى العدوان الصهيوني على غزة بهدنة قد تستمر وقد لا تستمر طويلا لأن القضايا التي كانت سببا بالمواجهة لم تحل حتى الآن ولكن ثمة دروس وقضايا فتحتها هذه الحرب على مستويات عدة فلسطينيا واردنيا وعربيا.
فلسطينيا لم يعد ، بعد اليوم ،ممكنا الاستمرار بنفس السياسة التي تتبعها السلطة الفلسطينية ومنها ضرورة مراجعة ووقف عمليات التنسيق الأمني مع الاحتلال . واهمية اعادة ترتيب واصلاح منظمة التحرير الفلسطينية المرجعية الاساس للفلسطينيين وبناء المنظمة على اسس ديمقراطية والتوحد مع حركتي حماس والجهاد لصالح الإتفاق على برنامج وطني يستثمر العمل المقاوم من اجل تحقيق انجازات سياسية والوصول الى بناء الدولة الوطنية وعاصمتها القدس .ان الخطوة المهمة الآن هي الذهاب الى انتخابات تشريعية ورئاسية من اجل افراز قيادات وطنية جديدة تقود المرحلة القادمة بدلا من عواجيز السلطة الذين انتهت صلاحيتهم.
اردنيا هناك اهمية لفتح خطوط اتصال مع القوى الفلسطينية المختلفة ومن بينها حركة حماس وان يبقى الأردن لاعبا رئيسيا في الشأن الفلسطيني وعدم المراهنة فقط مع سلطة عاجزة ليس بيدها مفاتيح كل القرارات . وفي هذا الشأن لا بد من الاشارة الى اتصالات جرت في الأسابيع الأخيرة بين قيادات امنية وسياسية اردنية مع قيادة حركة حماس وهو ما اشار اليه ، بشكل واضح ،وزير الخارجية ايمن الصفدي اول من امس في مؤتمره الصحفي مع نظيره المصري .
ويسجل للاجهزة الرسمية موقفها الإيجابي من احتجاجات الاردنيين من ابناء العشائر والمخيمات والمدن والتي عبرت عن نفسها بحشود كبيرة على الحدود مع فلسطين المحتلة والمسيرات من المسجد الحسيني وفي محيط السفارة في الرابية وفي كل محافظات وقرى المملكة.وهو حراك شعبي يمكن استثماره كورقة ضغط في التحركات السياسية الرسمية من اجل حل القضية الفلسطينية واعادة العلاقة مع دولة الإحتلال .
ومن المفيد ايضا الإنفتاح على دول المنطقة الإقليمية المهمة ، التي تلعب دورا كبيرا في الشأن الفلسطيني والمنطقة ،ضمن اعتبارات المصالح الوطنية والأمنية الأردنية العليا ووفق توازنات سياسية تحفظ العلاقات الإستراتيجية مع الأطراف العربية المهمة وفي مقدمتها دول الخليج ،وعلى راسها السعودية ، وكذلك مصر.
ثمة ابعاد اخرى على المستوى العربية من اهمها ان العدون والمقاومة الفلسطينية له ضربت النشاط التطبيعي الذي تقوم به عدد من الدول العربية واظهرت فوارق كبيرة بين هذه الأنظمة وبين شعوبها المؤيدة للقضية الفلسطينية. ولذا مطلوب من هذه الدول اعادة النظر بنشاطاتها التطبيعية السياسية والاقتصادية والتجارية مع دول الاحتلال ووضع شروط لأي علاقة مستقبلية من بينها دعم الحل المؤدي الى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
ان المعادلة في اطرافها الثلاثة فلسطينيا وعربيا وعالميا بحاجة الى نهج جديد ورؤية متطورة غير متكلسة عند مصالح بعض القيادات الفلسطينية واعادة الإعتبار الى مصالح الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية الحيّة واستثمار العمل المقاوم للضغط على العدو وامريكا والدول الاوروبية المعنية بحل الصراع سلميا . وهذا يتطلب قيادة جديدة في مؤسسات العمل الفلسطيني .