برقيه عاجلة لقائد الجيش الاردني

30 أبريل 2021
برقيه عاجلة لقائد الجيش الاردني

د. بسام روبين

تحية وبعد …

يرجى العلم بأن اعتزاز الاردنيون بجيشهم وبكل من حمل شعار الشرف هو أحد الثوابت الوطنية التي نعتز بها فلا دولة ولا حكومة بدون جيش ،ومن لا عنده جيش يدعي أن لديه جيش لذلك نرى الاردنيون يهبون دوما لنصرة جيشهم عندما يحاول أي أحد انتقاده.

ونرى وسائل التواصل الاجتماعي تشتعل والكتاب يتسابقون تحت عناوين جميعها تدندن حول (إلا الجيش) وهذا حس وطني فطري يشكر الوطنيون عليه، لكننا نستغرب ونستنكر ما صدر عن الناطق الإعلامي للحكومة ، ويفسر على انه انتقاد وذم للجيش وانتقاص من قدراته وسمعته وتاريخه وعلى محطة اجنبية مشهورة، وربما أجزم بأن شخصا ما قد كلفه للادلاء بذلك التصريح الرديء، مستفزا أبطال الجيش ومحطماً لمعنويات كل من يحمل سلاحا للذود عن هذا الوطن، ولا اريد مخالفة قانون الجرائم الالكترونيه لكي لا نحمل اكثر مما نتحمل في ظل غياب العدالة وتفشي الظلم ،ولكنني استغرب لماذا لم يصدر بيانا عن التوجيه المعنوي يبرر ما قاله الوزير أو ينفيه ،ويحول ذلك الوزير للقضاء العادل النزيه بتهم تليق بما أزعجنا به وكيف للوزير أن يبرر لنا حجم الموازنة الضخم الذي خصصته حكومته للجيش طالما أن جيشنا كما يدعي.

ولا اريد التوسع بأي نقاش، وسأترك لجيشنا هامش الرد على هذا الوزير، فأي صمت رسمي حيال ما جرى لن يمكننا مستقبلا من تسويق أي رواية تظهر مصادر القوة للجيش وتتغنى به، لذلك نحن نرى أن الوزير قد ارتكب خطأ فادحاً انقص من قيمة الدولة وسيضع الموازنة الحكومية القادمة في حرج فيما يتعلق ببند الجيش الا اذا كان يعتمد على ذاكرتنا القصيرة.

ومهما كانت الدوافع الغير معلنة التي دفعته للتصريح سواءا أكان لها علاقة بالتسول الاقتصادي أو الدبلوماسي أو لتمرير بعض القرارات السياسية التي لا تصب في مصلحة الوطن وتختبيء مؤقتا خلف هذه التصريحات.

ويبقى صيت الغنى أفضل من صيت الفقر منتظرين ردا عسكريا قويا بقوة الجيش وحجمه يصدر عن الجيش ،لرد اعتبار جيش لطالما نال عشق الاردنيين والعرب، وتفضلوا عطوفتكم بقبول فائق احترامي وتقديري.