بقلم هاله ابو رصاع الحويطات
نعم حريتنا هي الحل،ليست الجمعة وحظرها ما ينفع أو يساعد في كبح جماح هذا الوباء اللعين،وليست الساعة السابعة من كل يوم هي المنفذ الوحيد للنجاة.
الشعب سيدي ضاق ذرعاً من هكذا قرارات ليس لها فائدة ولا جدوى منها.
نعم بكل صراحة ليست مجدية،فمن لم يزر والديه والأحباء في يوم الجمعه سيفعلها السبت،أو أي يوم خلال أيام الاسبوع الأُخرى.
الحرص يا سيدي بات صفة تلازمنا،نخشى على أنفسنا وعلى الغير،نذهب لأعمالنا ونعود للمنازل نغسل الأيدي ونُعقمها قبل أن نُلقي التحية على أهل البيت.
نحن نخشى على أهلينا ووالدينا،ولن نسمح لنسمة هواء أن تمسهم بسوء،وهذا مربط الفرس،نحن الحل،ارتداء الكمامات والتعقيم والتباعد الجسدي هو ما نتبعه ونحرص عليه،نحن يا دولة الرئيس شعب يدرك تماماً كيف يتعامل مع هذا الوباء بل كيف يهزمه بعون الله،باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة،وسبل الوقاية المطلوبة،إلا من رحم ربي.
لقد عممتم على الدوائر والمؤسسات العامة بتدوير عمل الموظفين وتوزيعهم وفق جداول وبرامج للدوام بما يضمن أقل عدد ممكن من الموظفين،مع الحرص الشديد على عدم إغلاق المؤسسات العامة والخدماتية واستمرار تقديم الخدمات المطلوبة للمواطنين حسب الاصول،وهذا القرار منكم كان مع التنبيه الشديد على اتباع البروتوكول الصحي المتعارف عليه وهذا ما يدل على أن الجمعة والسابعة ليستا الحل الامثل،بل التقيد بالتعليمات الخاصة بالتباعد الجسدي وغيره هو الحل السحري،وهذا إجراء سليم والكل يشهد له،أما أن تُلزموا الشعب بالتزام البيوت يوم الجمعة،وعدم الخروج بعد السابعة مساءً كل يوم فهو إجراء تضيقون به الخناق على الشعب المخنوق أساساً والذي بات على حافة بركان،وتُميتون به بلدٌ أحياها الله،ألا ترَوْن الشوارع الحزينة مساءً،أيُعجبكم مدن الأشباح التي تنتشر بعد السابعة؟
نحن مقبلون على فصل الصيف الذي يتنفس به الشعب الاردني بعد برد الشتاء حتى لو جلس البعض منهم أمام عتبة منزله نراه يبتسم للمارة ويتنفس الهواء الطلق ويمضي بعضاً من وقته الطويل،وخاصة من لا يملك المال للترفيه عن نفسه في المتنزهات والأماكن الترفيهية،فهل هذا كثير عليه؟
الشعب يسأل دولتكم هل الفايروس بعد السابعة مساءً ينشط؟هل هذا الكوفيد19 يوم الجمعة يثور ويتسارع في الانتشار؟وكيف بقدرة قادر يهدأ بعد السادسة فجراً وباقي ايام الأسبوع؟بالطبع كلام غير منطقي ولا يوجد تحليل علمي له…….لذلك يا حكومتنا أطلقي لنا حريتنا،ونحن نتولى زمام أمورنا،نحن شعب لم نعْتد على كبت الحريات والحبس في البيوت.
وإن كانت الحجة للتقصي الوبائي وإتاحة الفرصة للفرق الطبية لعمل فحوصات عشوائية فوالله لم نرها في حيِّنا ولم نسمع بفحوصات تمت خلال الحظر فيه ومثلنا الكثير من الاحياء.
انتم ترون دولتكم اليوم الاحتقان في الشارع العام،وما آلت إليه الامور،وكله بفعل الكبت والضغط الذي يجدونه بسبب منعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية،هل تعتقدون أن المتواجدون في الشوارع ليلاً منذ السبت الأسود فقط بسبب السلط وما حل بها؟لا يا سيدي،فهناك من خرج لانه وجد المتنفس له من حبسة المنزل والحريات،هناك من تعلو هتافاتهم وطالت القامات يا سيدي،فهل من متفكر؟الحل بيدك وبايدينا أيها الرئيس،نعم فلْتعد الحياة إلى طبيعتها،ونحن الشعب من سيساعدكم بالنيل من اللاأباليين والمستهترين،وأنتم تستطيعون النيل منهم،لأنهم الوباء بعينه.
حريتنا بأيديكم والحنكة السياسية تفرض عليكم اليوم التصرف السريع والحل الامثل،لا تضيقوا الخناق،ولا تحرموا الناس من حريتهم (وبالعامية لا تزيد الطين بلّة) أتركونا بلا قيود،ونحن من سيحافظ على التباعد و…..و…..و…..لن تُحبوا أهلينا كَحُبنا لهم،ولن تخشَوْا على والدينا كخشيتنا عليهم،ولن تخافوا على أرواحنا كخوفنا عليها.
أعطِنا الحرية نُعْطيك الالتزام التام بالبروتوكول الصحي وكل ما يتعلق به.
أعطِنا الوقت
أطلق لنا العنان
نعطيك الالتزام والاحترام
