وطنا اليوم – لم ينجح شبح البطالة في كسر إرادة مجموعة من النساء الأردنيات، اللواتي اتخذن من صناعة الشوكولاتة وسيلة لاقتحام سوق العمل.
100 سيدة رفعن التحدي، فخضعن لبرنامج تدريبي يساعدهنّ على إنشاء مشاريع خاصة بهنّ، ومن بينهن 12 سيدة قررن اتخاذ صناعة الشوكولاتة الفاخرة مهنة لهن.
قصص نجاح
لقاء جمع عددا منهن بمدربتهن الشيف نسرين صبيح، في إحدى القاعات بمحافظة إربد (شمال)، للوقوف على مستوى أدائهن، بعد أن قررت كل واحدة منهن العمل على حدة في مشاريع منزلية لصناعة الشوكولاتة.
أسماء جرادات، حاصلة على شهادة ماجستير في اللغة الإنكليزية، استعرضت تجربتها قائلة: “التحقت بهذه الدورة وأحببت فتح مشروعي الخاص، وأعمل على صناعة أنظف أنواع الشوكولاتة الطبيعية غير المهدرجة”.
و”الهدرجة” عملية يتم فيها تحويل الدهون السائلة غير المشبعة إلى دهون صلبة عن طريق إضافة الهيدروجين، وعادةً لا ينصح الأطباء باستهلاك المواد المهدرجة لخطورتها على صحة الإنسان.
أما سجى خويلة أشارت إلى أنها تقوم أيضا بصناعة الشوكولاتة عبر مشروعها الخاص. فيما قالت عصماء البون، تخصص العلاقات العامة بجامعة اليرموك: “حصلت على هذه الدورة لأنني أحب عمل الحلويات والشكولاتة، رغم أني لم أبدأ حتى اللحظة بمشروعي الخاص لانشغالي بالدراسة، إلا إنه سيكون قريبا”.
بينما أشارت سماح شدوح، إلى أنها اختارت تعلم عمل الشوكولاتة لتعزيز مشروعها القائم على صناعة الحلويات بمختلف أشكالها.
رزان الخضرة، التي درست التربية الخاصة في جامعة البلقاء، لفتت إلى أنها علمت عن دورة تعليم الشوكولاتة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتحقت بها في جمعية تحفيز للريادة والتطوير.
وتابعت: “استفدت الكثير من التحاقي بها وبدأت بإنتاج أنواع مميزة، وبدأ الكثيرون من الناس يطلبون منتجاتي”.
أما رزان الزعبي، خريجة الشريعة الإسلامية، أوضحت أنها أنشأت صفحة خاصة لها على موقع “فيسبوك”؛ لترويج أفخر أنواع الشوكولاتة التي تصنعها بنفسها.
وإيمانا منها بأهمية الأشكال في عملية التسويق، اختارت الزعبي صناعة الشوكولاتة بأشكال مميزة، بحيث تلقى رواجا كبيرا لمحبيها.
غفران حوراني، خريجة دبلوم التربية الخاصة، ذكرت أنها لجأت لمشروع الشوكولاتة الخاص “بسبب قلة فرص العمل”.
أما هديل القاسم، التي تحمل درجة البكالوريوس في علم حاسوب، فقالت إن سبب دخولها دورة تدريبية هو عدم تمكنها من الحصول على فرصة عمل بتخصصها، واختارت أن تخلق تلك الفرصة من تلقاء نفسها وبمهارة اكتسبتها.
وأضافت أن “فكرة الشوكولاتة كانت نادرة قليلا، وكانت صناعتها حكرا على بعض الأشخاص”.
تحديات
مشاريع صغيرة تحاول هؤلاء السيدات بناءها اعتمادا على مكتسباتهن من التدريب، في محاولة لتجاوز الصعوبات التي تلغم طريقهن.
هديل تطرقت إلى ذلك بالقول: “بدأت برأسمال صغير، وواجهتني الكثير من الصعوبات، خاصة أن الناس لم تتعود على هذه الأنواع من الشوكولاتة غالية الثمن”.
واستطردت: “بعد أن جرب البعض منتوجاتي، زاد الطلب بشكل كبير، وأنشأت صفحة على فيسبوك لهذه الغاية”.
بينما قالت سجود جلايلة: “درست تصميم أزياء على أمل أن أصبح مصممة في المستقبل، لكنّي شعرت بميل كبير لصناعة الشوكولاتة، واخترت العمل بها بدلا من الملابس”.
تهاني فريوان، رغم دراستها للمحاسبة، إلا أنها اعتبرت أن صناعة الشوكولاتة أتاحت لها تأمين دخل لها ولأسرتها، مؤكدة بأنها تسعى دائما لتطوير نفسها في إعدادها.
فيما أشارت صبا أبو جويد، تخصص علم وتكنولوجيا الغذاء في الجامعة الأردنية، إلى مرور المتدربات بالكثير من الصعوبات في مشاريعهن، “أبرزها الأسعار المرتفعة ومحاولة التبخيس”، على حد تعبيرها.
وأشارت إلى أن “عمل الشوكولاتة متعب وصعب، إضافة إلى أننا نواجه عادة عائق توصيل الطلبات”.
وفي عام 2020، بلغت نسبة البطالة في الأردن 23.9 في المئة، حيث سجلت لدى الذكور 21.2 في المئة، مقابل 33.6 في المئة للإناث.