وطنا اليوم:بإيقاع متسارع تطورت الأوضاع في فرنسا،وسارعت حكومة ماكرون إلى إجراءات اعتبرها البعض إعلان حرب على الوجود الإسلامي بها، وحذر آخرون من التداعيات الخطيرة والنتائج الوبيلة جراء الإجراءات التي أقدمت عليها فرنسا بعد حادثة مقتل أحد المدرسين الفرنسيين على يد شاب من أصل شيشاني جزاء وفاقا على عرضه صورا كاريكاتورية للنبي محمد مسيئة لنبي الإسلام.
الأجواء المرعبة التي تعيشها فرنسا كان من إحدى نتائجها حادثة إهانة وطعن فتاتين محجبتين في قلب باريس.
الإعلام الفرنسى يتحدث عن خناقة بين فتاتين محجبتين وفتاتين غير محجبتين كانتا تتجولان بصحبة كلبين ،فاعترضت الفتاتان المحجبتان على ترك الكلاب بدون رباط ” كما ينص القانون .. خاصة بعد عدة هجمات لكلاب أدت الى موت البعض اخيرا . مما أثار صاحبتي الكلاب فقامتا بطعن المحجبتين
بعد سبهما وقذفهما وقالتا لهما: عربيات قذرات.
موقف الصحف الفرنسية
من جهتها أفردت الصحف الفرنسية الكبرى عناوينها للجريمة البشعة فكتبت اللوموند: «قطع رقبة معلم، الإرهاب الإسلامى يضرب المدارس فى القلب»، أما الفيجارو فكتبت: «قطع رقبة أستاذ، الإرهاب الإسلامى على أبواب باريس».
نشرات الأخبار وكل البرامج الإخبارية الفرنسية كررت الحديث عن الفاشية الإسلامية والإرهاب الإسلامى، وحتى أهالى بعض الطلاب الذين اعترضوا بالوسائل القانونية على ما قام به المدرس بتقديم شكاوى ضده، اعتبرهم البعض بكل أسف شركاء فى الجريمة.
جريمة لا يمكن تبريرها
برأي الكاتب والمحلل السياسي عمرو الشوبكي فإنه لا يمكن تبرير هذه الجريمة حتى لو اختلف معظمنا مع المنطق الفرنسى فى التعامل مع قضية حرية الرأى والتعبير، والذى يبيح الإساءة للأديان والرسل، وهذا ما فعله المدرس حين عرض صورا مسيئة للرسول محمد أثناء حصته، لتعريف الطلاب بمعنى حرية الرأى والتعبير.
وأضاف الشوبكي أن الحديث عن أنه «إرهاب إسلامى» أو إسلاموى لا يفسر أغلب الظاهرة، مشيرا الى أن ما كُتب عن مشاكل الضواحى فى فرنسا يدعو الرئيس الفرنسى إلى الحديث عن الانفصالية الاجتماعية والثقافية والسياسية فى المناطق المهمشة قبل الحديث عن الانفصالية الإسلامية.
حد يفهمه!!
المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق علق على أحداث فرنسا قائلا: “ماكرون .! يغلق مسجدا بالقرب من باريس ، فى إطار ما يسميه محاربة “الإسلام المتطرف” .؟!
( يا أيها الماكرون: ليس هناك ” إسلام متطرف ” وإنما قد يكون هناك ” مسلم متطرف ” يستحق المساءلة ..!! ).
وأردف حسين: “حد يفهّمُه ..؟!”
الأخطر !!
برأي المسرحي المصري هشام جاد الذي يقيم في ريف فرنسا فإن الأخطر هو قرار الحكومة الفرنسية بطبع كتاب يحتوى على الرسوم الكاريكاتورية وتوزيعها على الطلبه ببلاش فى جميع المدارس .
وأضاف جاد أن هذا سوف يسكب الزيت على النار للأسف، لان الإسلام هو الديانه الثانية فى فرنسا بعد المسيحية .
وتابع قائلا: “حتى لو تم طرد بعد المسلمين وترحيلهم إلى بلدهم الأم ” كما أعلن وزير الداخليه اخيرا “. ماذا سوف يفعل مع الفرنسيين المسلمين “سوف يرحلهم إلى أين” .
وأضاف جاد: “أعتقد أن الحكومة الحالية فى أزمة اقتصادية حقيقية بسبب ارتفاع معدلات البطالة والتهميش والفقر .
متظاهو الجيليهات الصفر مازالوا يخرجون كل يوم سبت مما يزيد حرج رئيس الجمهورية فكان لابد أن يجد حدثا كبيرا لالهاء ملايين المحتجين . وطبعا لا يوجد أسهل من إشعال الحروب الدينية والعرقية.”.
وتابع جاد: “جدير بالذكر أن حريةالتعبير فى أوروبا وأمريكا تسمح بسب الأنبياء وربنا . ولا تسمح بمناقشة حقيقة وجود أفران حرق اليهود المزعومة ” وهنا لابد أن نتذكر ماحدث للفيلسوف الفرنسى ” روجى جارودى ” .
وخلص جاد إلى أننا مقلبلون على حروب دينية وعرقية لالهاء الشعوب ،مؤكدا أن السلام لن يحل فى العالم بدون تحرير فلسطين 1948 وتحرير المسجد الأقصى وبيت لحم والقدس وعودة ملايين الفلسطينيين إلى بلدهم الأم .
وقال جاد إن السلام الاجتماعى فى أوروبا مهدد فعلا و لابد من عقد اجتماعى جديد يفرض احترام الأديان وعدم السخرية من الأنبياء وإلا فالقادم سيكون سيئا جدا وسوف ندفع جميعا ثمنه غاليا ،لافتا إلى أن السيسى قال من عدة سنوات ” يجب التصدى للإرهاب الاسلامى”. وهو نفس التعبير الذى يستخدمه ماكرون الآن.
واختتم جاد بقوله: “سنويا يقتل بعض المسيحيين مسلمين فى اوروبا وأمريكا داخل الجوامع وخارجها … لماذا لا نسمى هذا إرهابا مسيحيا ؟ يوميا يخطف ويسجن ويعذب ويقتل اليهود المسلمين فى فلسطين 48 المحتلة … لماذا لا نقول إرهابا يهوديا ؟ لماذا يقال فى الغرب وأمريكا ومصر والعالم العربى ان الإرهاب إسلامى، فقط إسلامى !”.