وطنا اليوم – نبيل عماري: عمان المدينة الخالدة التي تستلقي على سرير الفل والورد والياسمين، تناغي الحياة بجمالها هي فيلادافيا ربة عمون ملتقى الحضارات ومعبر الشعوب وملهمة الشعراء تقف على حافة الصحراء وتنادي جبالها الهوى الغربي هي منابت الشيح والدحنون ورائحة الطيون فصول المحبة تكمن بقلبها الكبير، هي تستحق أن يكتب بها الشعر ويغنى لها لطبيعتها الغناء وظلالها الوارفة، عمان مسرح للثقافات المتعاقبة، حافظت على عروبتها ومشرقيتها، لم تتغرب الصورة التي ترسمها هذه الأشعار لعمان صورة متعددة الأبعاد. فيها الشوق والمحبة والتاريخ والجغرافيا والحنين للماضي ومكان وكرامة الأصل، وطيب المنبت، والشجاعة، وحسن الملاذ، وطيب العيش، والرزق، والذاكرة والذكريات وهي مهوى الأفئدة، وروح المكان والتي تعطي للشاعر مساحة واسعة ليعطي لعمان حقها في الوفاء كيف لا وهي نبع المحبة جمعت أطيافا من الناس وزرعتهم بقلبها الكبير مثلما فعلوا الأخوان رحباني بعمان عندما وضعوها بالقلب بلحن جميل وبصوت فيروز الملائكي وكلمات سعيد عقل
«عـمان في القلب أنتِ الجمرُ والجاهُ ببالي عودي مُرّي مثلما الآهُ
لو تعرفينَ وهل إلّاك عارفةٌ هموم قلبي بمن برّوا وما باهوا
من السيوفِ أنا أهوى بنفسجة خفيفة الطول يوم الشعر تيّاهُ
سكنتُ عينيك يا عمان فالتفتتْ إليّ من عطش الصحراء أمواهُ
وكأس ماء أوان الحرّ ما فتئتْ ألّذُ من قُبلٍ تاهتْ بمن تاهوا « .
وكذلك لم يبخل علينا حيدر محمود فقدم رائعته أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين وهو الذي عاش بها وبين منازلها وحاراتها أحبها وأحبته وأرخت له جدائلها وتراكضت الكلمات تطلب اللحن من جميل العاص والذي أعطاها أجمل لحن كيف لا وهي الحبيبة وبصوت المطربة نجاة غنت وأدخلت بشجو صوتها عمان بقلوب من أحبوها بغير أستئذان وصارت تغنى على كل لسان
«أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين
فاهتز المجد وقبّلها بين العينين
بارك يا مجد منازلها والأحبابا
وازرع بالورد مداخلها باباً بابا
عمان اختالي بجمالك وازدادي تيهاً بدلالك
يا فرساً لا تثنيه الريح سلمتِ لعيني خيالك
يا رمحاً عربي القامة قرشي الحدّ
زهّر إيمانا وشهامة واكبر وأشتد
وانشر يا مجد براءتها فوق الأطفال
لبست عمان عباءتها وزهت بالشال
عمان اختالي بجمالك وتباهي بصمود رجالك
وامتدي امتدي فوق الغيم وطولي النجم بآمالك
بارك يا مجد منازلها والأحبابا
وازرع بالورد مداخلها باباً بابا
ومن قلب الصحراء الأردنية تأتي كلمات فيها حنو منقطع النظير من شاعر عشق عمان وهو القادم من البادية يراها يفتخر بها يعانقها بكلماته وهو الشاعر الأردني علي عبيد الساعي ومن لحن الدكتور أميل حداد والتي لحنها بحب وقربها بلحنه من قلوب الكثير من الناس وغناها صوت مأدبي فيه بحه جميلة إلا وهو الراحل فارس عوض أدخل جمال عمان بكياننا بصوته العذب وصرنا نردد معه عمان عمان
عمان يا دار المعزة والفخر
يا حرةٍ ما دّنست أثوابها
دار الكرامة والكرم وأهل الكرم
مفتوح للضيفان دوم أبوابها
يا ديرةٍ عشنا بها عمر هني
يا عز من كثرت عليها اتعابها
قومي افتحي لي حضنك اللي ضمني
من كنت طفلٍ في ثراة اعشابها
عمان يا حلمٍ يجي بساعة هنا محروس بين عيوننا واهدابها
يا طاهره ما عمر دّنس عرضها
دون سباع الموت عام تهابها
يا سيد الاوطان يا كبدي أنا
إن كان كبدي لي فانت أولا بها
نحميك في حد السيوف المرهفة
يوم المعارك دايرٍ دولابها
عمّان أنا عاشق جديد ومنوتي
أفوز بللي عاليات إنسابها».
وعمان كيف لا نصبح عليها وهي الصبح الباهي الجميل بكلمات حبيب الزيودي بصوت أنغام الدافئ والذي يفوح منه عبق الخزامى وأصبحت لغة صباحنا الجميل ولغة صباح الشاعر
صباح الخيرْ يَا عمان
يَا حنّة على حنّة
يَا فوح الخُزامى والندى…
ويَا ريحة الجنّة
ويا دار بناها العزّ …
لا هانتْ ولا هنّا
أهِلْها جبال فوق جبال ..
بيها المجد يتغنى
وإذا تتْبدّل الأيام ..
حنّا ما تبدّلنا
يَالما تعرف النكران
ويَالتعطي بلا منّه
ويا دار الكرام اللي هلِكْ..
سنّوا الهوى سنّه «
ولم ولن ننسى أغنية بلدي عمان حيوها والصوت الجميل إسماعيل خضر اذ ان حيدر محمود كتب له عدة اغنيات ما زالت في القلب وفي الوجدان وهي ايضا من تلحين الملحن الشهير جميل العاص مثل: بلدي عمان بلدي عمان حيوها وطن الشجعان غنوها بلدي يا بلدي عمان ملقى الفرسان ساحاتك تروي العطشان مياتك يا دار العرب يا كبيرة يحميك الرب من ديرة قلبي مشتاق لترابك كلي اشواق لاحبابك بلدي يا بلدي.
وكذلك غنى لعمان الفنان محمد وهيب أغنية من عمان هالمحبوب ورائعة سبعينيات القرن الماضي عمان هلالك طالع فوق الجبال يا جبال السبع معدلها مايل العقال يا هبوب الريح لا تهزي حاميكِ رجال والتي غناها الراحل صبري محمود وزوجتة غادة محمود وكذلك المطربة سماهر ثلث غزلان بعيني وبعيني نزلن على عمان وغيرها الكثير من الأغاني والتي كنا نرددها ولا زلنا وهي التي دخلت حنايا القلب مثل عمان كيف لا وهي معشوقتنا ومعشوقة الشعراء والمطربين وباعثة اللحن ومعطية وفاء لمن أحبها.