بقلمأ. د. خليل الرفوع
” إلى الصديق المفكر خالد الكركي إذ باحَ لي : ثأرنا هناك حيث شهداؤنا يستبشرون.”
شهداؤنا نارٌ على أعدائنا
وجهنمٌ حمراءُ
وهمْ رَوْحٌ وريحانٌ على أبنائهم
أو جنة خضراءُ
هم صبحنا الكونيُّ مُدَّ لجرحنا
إن قيلَ : تنهمر الدماءُ
على النِّصال النازعاتِ إلى الحشى.
يتفتحون غمامةً زهراءَ في أنفاسنا
حمراءَ في نبض الثرى
ريانةً تسقي الشقوق نديّةً
من ضرعها النهريِّ
تروي سَمتَها
كيلا يمسَّ لسانَها :
ظمأ ولا سقَمٌ ولا سَغَب الطَّوى .
زرقاءَ في عليائها
هيَ حيّةٌ مثل النهار نقية
نتلو عليها عهدنا :
قسمًا برب الصاهلات بصبحنا
قسما برب الموريات بزندنا
قسما برب العاديات بسيفنا
وسمائنا وجبالنا وبمائنا
وشَمِيْمِ رائحة الشهيد شهيّةً
بين الثُّريّا والثّرى
ستحطُّ غضبتُنا على بغْي الشقيِّ وما بغَى
سَحَرًا على سجادة التسبيحِ
مرتلينَ لثأرهمْ ومهللينْ بثأرنا:
يا ثأرَهم، كنْ ثأرَنا
إني أراهم فى المدى سيفًا إلاهيَّ اللظى
تكبيرةً مسلولةً في صدر كُهّان الوثنْ
ورأيتُ أبخرةً الظُبا نبويّةً
ورأيت أوسمةً كأجنحة الملائكة الأولي مثْنًى
وألفًا من عَجَاجِ خيولهم
ترقى إلى فردوسها بتهجُّدٍ وتحمحُم
أكفانهم خُضْرٌ من السِّدر المرصَّع بالندى
وعلى سحابة وجههم
وطنٌ بحجم دمائهم فوق الجبينِ قدِ استوى
أردنّ يا هذا المدى والمنتدى
كم أنتَ في أرواحنا
نبض شهيّ المشتهى
يسري رسيسًا أرجوانيَّ النجيعِ
ليُفتدى…
جمر يمُدُّ رياحَنا بالنار كي تصلى العدى.
شهداؤنا…..
همْ رِعشة الوطن المزيَّن بالرصاص
وهم أسياده ، حرّاسه
وسياجهُ
الموغلونَ إلى نهاياتِ الشهادة وحْدَهم
يستبشرون بجنة من ربهمْ
وبِشارة النصر المبينِ
يبشرونَ
بكوثرٍ الساقي البشيرِ
يبشرونَ
يبشرونْ
أستاذ الأدب العربي بجامعة مؤتة