تصريحات نائب الرئيس الأمريكي حول ديانة زوجته تثير جدلاً واسعاً

36 ثانية ago
تصريحات نائب الرئيس الأمريكي حول ديانة زوجته تثير جدلاً واسعاً

وطنا اليوم:أثار نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، موجة جدل واسعة بعد تصريحات قال فيها أمام آلاف الحاضرين في ملعب رياضي إنه يأمل أن تتأثر زوجته “بالإنجيل المسيحي” كما تأثر هو، في سياق حديثه عن الاختلاف الديني داخل أسرته، بحسب ما نقلت شبكة “سي إن إن”، وأعاد ذلك فتح نقاشات حساسة في الهند وبين الجاليات من أصل هندي حول حرية المعتقد والتبشير الديني.
وينحدر فانس من خلفية إنجيلية قبل أن يعتنق الكاثوليكية عام 2019، بينما نشأت زوجته، أوشا فانس، لأبوين من أصل هندي في جنوب كاليفورنيا داخل أسرة هندوسية غير متدينة بشكل صارم.
وذكرت شبكة “سي إن إن” أنه، وخلال فعالية أقيمت الشهر الماضي، نظمتها منظمة “نقطة تحول الولايات المتحدة الأمريكية” في جامعة ميسيسيبي، طرح أحد الحضور سؤالًا حول العلاقة بين المسيحية والوطنية. وفي معرض إجابته، تحدث فانس عن زواجه بين ديانتين مختلفتين، قائلاً: “لم تنشأ زوجتي مسيحية.. أعتقد أنه من الإنصاف القول إنها نشأت في عائلة هندوسية، ولكن ليس في عائلة متدينة للغاية”.
وأضاف: “هل آمل أن تتأثر في النهاية بما تأثرتُ به داخل الكنيسة؟ نعم، لأنني أؤمن بالإنجيل المسيحي، وآمل أن ترى زوجتي الأمر بالطريقة نفسها يوماً ما”.
ومع انتشار تصريحاته على الإنترنت، ولا سيما بين الهنود والشتات الهندي، انتقد كثيرون ما اعتبروه تلميحًا إلى التبشير أو الضغط الديني. وردّ فانس لاحقًا، في تعليق على منصة إكس- قبل أن يُحذف- قائلًا إنه “مثل كثيرين يعيشون في زواج مختلط دينياً”، يأمل أن تشاركه زوجته معتقداته يومًا ما، لكنه سيظل يدعمها أياً كان خيارها.

وأشارت “سي إن إن” إلى فعالية أخرى بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول مخصصة لتأبين الناشط المحافظ تشارلي كيرك، أوضح فانس أن كليهما كانا “لا أدريين أو ملحدين” عندما التقيا قبل اعتناقه الكاثوليكية.
وكانت أوشا فانس قد تحدثت سابقًا، في مقابلة مع ميغان ماكين، في يونيو/حزيران، عن تربية الأطفال داخل أسرة بدينَين مختلفين، مؤكدة: “أنا لست كاثوليكية، ولا أنوي اعتناق الكاثوليكية”.
وأضافت أن الأطفال يرتادون مدرسة كاثوليكية، لكن “لهم الحق في اختيار ما إذا كانوا يرغبون في التعميد”، مشيرة إلى أنهم أيضاً يتعرفون على الديانة الهندوسية من خلال عائلتها.
وخلال الفعالية في ميسيسيبي، شدد فانس على مبدأ “الإرادة الحرة” في المسيحية، قائلاً: “عليكم كعائلة أن تدركوا هذه الأمور، وأن تثقوا بالله، وأن تضعوا خطة وتحاولوا اتباعها قدر الإمكان”.
إلا أن تأكيده على حرية الاختيار لم يمنع الانتقادات، إذ رأى البعض في تصريحاته نبرة استعلاء ديني.
وقال كوش ميهتا (25 عاماً) من نيودلهي لشبكة “سي إن إن”: “هذا أمر سخيف وخاطئ تمامًا… لكل شخص هوية وقيم ومسار روحي خاص، ولا ينبغي الضغط على أحد لاعتناق دين ما”.
وقال النائب في الكونغرس الأمريكي من أصول هندية راجا كريشنا مورثي إن ما قاله نائب الرئيس “يأتي في وقت يواجه فيه الهندوس والهنود-الأمريكيون مناخًا متزايدًا من التحيّز”، مضيفًا أن “المؤسف حقًا هو صدور تصريحات تسهم في تغذية هذا المناخ بدل تهدئته”.
كما علّقت مؤسسة هندوس أمريكا (HAF) بلهجة مباشرة قائلة: “إذا كانت زوجتك قد شجّعتك على العودة إلى إيمانك المسيحي، فلماذا لا تبادلها قدراً مماثلاً من الانفتاح تجاه الهندوسية؟ فهي ديانة تعددية بطبيعتها ولا تقوم على الإقصاء”.
وفي السياق ذاته، اعتبر الصحافي السياسي المعروف مهدي حسن أن الجدل يكشف “أن القومية المسيحية داخل التيار المحافظ في الولايات المتحدة ليست صديقة حقيقية للهنود أو لأتباع الديانات غير المسيحية”، مشيرًا إلى أن تصريحات فانس “تلامس حساسيات دينية واجتماعية معقدة في لحظة تتصاعد فيها العداوات تجاه المهاجرين”.
وبهذا تضاعفت موجة الانتقادات الموجهة لنائب الرئيس، وسط دعوات لواشنطن إلى مراعاة حساسية الخطاب الديني، خصوصًا في القضايا التي تمس الجاليات المتعددة الهويات في الداخل الأمريكي وخارجه.