افتتاح مطعم فاخر في غزة: خطأ ساذج أم عمالة؟

8 ثواني ago
افتتاح مطعم فاخر في غزة: خطأ ساذج أم عمالة؟

وطنا اليوم:ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بتداول منصات إخبارية لمقطع فيديو يُظهر إفتتاح مطعم «فاخر» في مدينة غزة. فبينما يموت الفلسطينيين جوعاً في القطاع المحاصر، وتهبّ الشعوب في العواصم الغربية أمام هول الكارثة، يأتي افتتاح «كافيه نوتيلا» ليتوافق بشكل كامل مع سرديات الاحتلال حول عدم وجود مجاعة في القطاع.
ونشر المقهى فيديو عبر صفحته على تطبيق “إنستغرام”، التي يتابعها نحو 20 ألف شخص، وتضمن لقطات ترويجية للمكان وتعليقات تسويقية من بينها: “من قلب الحصار، تولد اليوم مساحة ذوق وأمل.. نوتيلا ليس مجرد كافيه، بل رسالة أن غزة، رغم الألم، تصنع الحياة بطريقتها الخاصة.”
وأثار افتتاح المقهى، الذي يقدم منتجات يُفترض أنها مفقودة بسبب الحصار الإسرائيلي، تساؤلات حول مصدر المواد المستخدمة، في ظل صعوبة الحصول على الغذاء الأساسي.
وتظهر المشاهد افتتاح رفاهي لمطعم Crêpe في قلب مدينة غزة، يوحي أنّ الحياة طبيعية جدّاً. وبينما اعتبر بعض الناشطون أنّ الفيديو قديم ويعود إلى ما قبل بدء الحرب على القطاع، إلا أنّ الموقع الرسمي للمطعم على «إنستغرام» يستعرض مقاطع مصوّرة بشكل دوري منذ الافتتاحية في الأول من أيلول (سبتمبر) المنصرم.
واعتبر عدد من النشطاء أن الفيديو ينقل صورة غير واقعية عن الحياة في غزة، وقد يُستخدم لترويج روايات تنفي وجود أزمة إنسانية خانقة. وكتب مروان الخالدي على منصة “إكس”: “نوتيلا تفتتح مقهى في غزة؟ شو اللي قاعد بصير فهمونا!”، فيما تساءلت نينا: “هل توجد غزة أخرى غير تلك التي نراها تحت القصف؟”
وعلّقت أم محسن على “فيسبوك”: “أشك أن هذا المشهد حقيقي، فالدمار والجوع لا يتركان مجالًا لوجود أماكن مثل هذه”، بينما عبّرت ميرة سيام، المقيمة في غزة، عن صدمتها قائلة: “أنا عايشة في غزة وانصدمت، كيف؟ وليش؟ ومن وين؟!!”
أما عمر محمد، فكتب: “أنتم بتنقلون صورة غير واقعية عن شعب يتعرض للإبادة، وتظهرون رفاهية غير موجودة، وهذا يضر بقضيتنا.”
من جهتها ساهمت المنصات الإخبارية العربية في انتشار الفيديو بشكل واسع، ممّا ترافق مع ردات فعل مستهجنة على وسائل التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر المشاركين عملاء لإسرائيل، وآخرين رأوا في الحدث خيانة لدماء الشهداء غزة. علماً أنّ صفحة «الكافيه» على انستغرام تعمل على إبراز أنّ الافتتاحية هي رسالة أنّ «غزة تصنع الحياة بطريقتها الخاصة.. نوتيلا». وهو ما تبعه استهزاء المعلّقين على استخدام اسم منتج داعم لإسرائيل على المطعم.
غير أنّ بعض التعليقات قاربت الافتتاحية بـ«موضوعية»، إذ أشارت إلى الحروب دائماً ما يحاول استغلالها «تجّار الأزمات»، إلا أنّ هكذا عمل قد يحمل تداعيات كارثية على أطفال غزة. فبينما استعرض صاحب المطعم مشهد الشوكولاتة الفاخرة في أطباقه، أبحر «أسطول الصمود العالمي» لكسر الحصار المفروض على غزة، وسط تحركات شعبية مؤيدة واسعة في الشوارع الأوروبية، لا سيّما مدينة جنوى الإيطالية التي شهدت مظاهرة حاشدة لعمّال الموانئ، حيث رفعوا تهديداً لإسرائيل بإغلاق ميناء المدينة في حال منع إسرائيل الأسطول من إيصال المساعدات إلى غزة.
الجدير بالذكر أنّ المطعم فتح أبوابه في حي الرمال في مدينة غزة، بالتزامن مع حملات التهجير الواسعة التي تشهدها المدينة، حيث نزح عشرات الآلاف منها في الأسابيع الأخير بعيد إعلان قوات الاحتلال نيّتها اجتياحها.