بقلم: المحامي حسين أحمد عطاالله الضمور
في يومٍ من الأيام، وقفنا بملء الصوت، بصدق الانتماء، وهتَفنا: “توقّف… الأردن بيتُنا!”
هكذا، دون تردّد، وبثقة لا تزعزعها الرياح، أعلناها في وجه كل من حاول العبث بترتيب هذا البيت الكبير، الذي لا نملك غيره وطنًا، ولا نعرف غيره ملاذًا، ولا نقبل له بديلاً.
الأردن ليس مجرد مساحة جغرافية، ولا سلعة تُشترى وتُباع، بل هو بيتُنا المشترك، بمكوناته المتنوعة، وعشائره العريقة، وأطيافه السياسية والاجتماعية والثقافية، وتاريخه الذي كُتب بدماء الشهداء وبعرق المزارعين والعسكر والعلماء.
وإذا كان البعض يظن أن له الحق في فرض رأيه أو وصايته أو محاولته إعادة “فرز البيت الأردني” بما يتوافق مع مصالحه أو أهوائه، فنحن نقول له: توقّف!
نحن شركاء في هذا البيت، لا ضيوفاً فيه، ولا توابع لأحد.
الوطن لا يُدار بالعُقَد، ولا تُبنى وحدته بالتحريض أو الشك أو الإقصاء، بل بالحكمة، وبالعدالة، وبالإيمان بأن مَن يجلس في الطرف الآخر من الطاولة هو أخٌ وشريك، لا خصم.
الأردن بيتنا، وأساسه الانتماء الصادق، لا المزيف.
نحن نُحب هذا الوطن، ونتشارك همه، ونذود عنه بألسنتنا وأقلامنا وسواعدنا، ونعرف أن وحدته هي القلعة، وأن أمنه هو السقف، وأن احترام تنوّعه هو الباب المفتوح للجميع.
وفي الوقت الذي يظن فيه البعض أن بإمكانه استغلال لحظات الضعف أو تشتيت الأنظار لإعادة ترتيب الأوراق بما يشتهي، نذكّره:
كلّنا هنا… نقف على حراسة هذا البيت.
لسنا غافلين، ولسنا محايدين، ولسنا ممن يصمتون حين يُهدَّد الوطن…
نحن شركاء، ولسنا أدوات.
فلنحفظ بيتنا، ولنحسن ترتيب أركانه بالعدل، لا بالمحاباة.
بالكفاءة، لا بالمصالح.
وبالعقل، لا بالثأر الاجتماعي والسياسي.
ولْيعلم الجميع أن العبث في البيت الأردني ليس مجرد خطأ، بل جريمةٌ بحق المستقبل.