وطنا اليوم- خاص -د.قاسم العمرو-في وقت تعيش فيه المملكة تحديات متعددة على المستويات المحلية والإقليمية، تواصل مؤسساتنا الوطنية الكبرى، وعلى رأسها الجامعة الأردنية، تقديم نماذج مشرّفة في الأداء والإنجاز. فقد أحرزت الجامعة الأردنية مؤخرًا إنجازًا غير مسبوق بتقدّمها إلى المرتبة 324 عالميًا ضمن تصنيف QS العالمي المرموق، لتُثبت مجددًا مكانتها كأعرق مؤسسة تعليمية في الأردن، وواحدة من أبرز الجامعات في المنطقة العربية.
هذا التقدّم لم يكن وليد صدفة، بل هو نتيجة جهود مؤسسية ممنهجة، وانخراط جاد لأعضاء هيئة التدريس والطلبة والإداريين في مسار التطوير الأكاديمي والبحثي. وهي جهود حظيت بتقدير ملكي رفيع، تجلّى في الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس الديوان الملكي الهاشمي، معالي يوسف حسن العيسوي، مع رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، ناقلًا خلاله اعتزاز وتقدير جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني بأسرة الجامعة على هذا الإنجاز التاريخي.
هذا الدعم الملكي ليس جديدًا، بل هو امتداد لمسيرة ممتدة من الرعاية والاهتمام بدأت مع الملك الباني الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، الذي أراد الجامعة الأردنية منارة للعلم وموئلًا للشباب العربي الطامح إلى التميز.
في المقابل، وبينما تحتفي الجامعة بهذا التقدير الدولي، تُقابلها محاولات معاكسة على بعض منصات التواصل الاجتماعي تسعى لتشويه صورتها والإساءة إلى إدارتها. ولئن كان النقد البنّاء ضرورة لتطوير الأداء، فإن الافتراء والتسريب والتشويه غير المبرر لا يخدم مصلحة التعليم العالي، بل يُسيء إلى مؤسسة وطنيّة تقف في طليعة المدافعين عن قيم التقدم والمعرفة.
الرد الحقيقي على هذه الهجمات ليس في الانشغال بها، بل في مواصلة المسيرة بثقة، والاحتكام إلى لغة المنجزات الموثقة، التي تنطق بها تقارير التصنيفات العالمية، وتؤكدها مسيرة آلاف الخريجين المتميزين في الداخل والخارج.
الجامعة الأردنية اليوم ليست مجرد صرح أكاديمي، بل نموذجٌ وطنيٌّ للثبات والريادة في زمن التحديات، بدعم القيادة، وجهود أبنائها، وعزيمة إدارتها. وكل محاولة للتقليل من مكانتها، إنما تصطدم بجدار الحقيقة، وتنكشف أمام إنجازاتها المتراكمة.