وطنا اليوم:رغم التحذيرات المتكررة من الجهات المعنية، لا تزال مشاهد تجمع أولياء الأمور أمام بوابات المدارس التي تُعقد فيها امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي” تتكرر، لتتحوّل إلى ظاهرة تؤرق المشهد الامتحاني وتربك المنظومة الأمنية والمرورية على حد سواء.
وفي محاولة لتبرير هذا السلوك، قد تكون هذه الظاهرة شكل من أشكال الدعم والمساندة للأبناء إلا أن خوف وهلع الأهالي قد يكون غير مُبرر وخاصة ما نراه من مبالغة قد تؤثر في باقي الطلبة وكذلك تأثير هذا التجمهر على بيئة الإمتحان نفسها.
فمع دقات الساعة العاشرة صباحًا، تبدأ التجمعات تتشكل تدريجيًا أمام مداخل المدارس، في مشهد يغلب عليه القلق والانتظار المشوب بالتوتر.
وما أن تبدأ أصوات أجراس الانتهاء من الامتحان، حتى تتحوّل محيطات المدارس إلى ساحات مكتظة بالسيارات والمارة، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى ازدحامات خانقة وحوادث سير طفيفة، لا سيما في الأحياء المكتظة أو القريبة من الشوارع الحيوية.
يؤكد تربويون أن هذه الظاهرة تؤثر سلبًا على أجواء الامتحان داخل القاعات، إذ تعكس حالة من التوتر والضغط النفسي على الطلبة، الذين يكونون بأمسّ الحاجة إلى التركيز والهدوء.
يقول مدير إحدى المدارس الثانوية في العاصمة، إن أصوات الأحاديث المرتفعة وقرع منبهات السيارات يسببان تشويشًا واضحًا داخل القاعات، مضيفًا أن بعض الطلبة أبلغوا عن شعورهم بالانزعاج والارتباك قبل وأثناء أداء الامتحان، خصوصًا في المواد الحساسة مثل الرياضيات والفيزياء.
وفي تطور لافت، شهدت بعض المراكز الامتحانية حوادث صدم سيارات متوقفة عشوائيًا في محيط بعض المدارس، ما دفع مديريات الأمن العام والدوريات الخارجية إلى التدخل لضبط الحركة وتنظيم السير.
في حين تحذر، الجهات الأمنية من تمركز الاهالي في محيط المدارس مع بدء الامتحانات، لكنها تواجه صعوبة في الحد من تجمعات الأهالي، رغم التعليمات التي تمنع وقوف السيارات قرب المدارس خلال فترة الامتحان.
من جانبها، دعت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مديريات الأمن إلى تفعيل التعليمات التي تمنع التجمع أمام المدارس، مشيرة إلى أن ذلك لا يندرج ضمن أي سياق تربوي أو تعليمي، بل ينعكس سلبًا على البيئة الامتحانية.
وفي هذا السياق، طالب أولياء أمور آخرون بإيجاد حلول بديلة، كتحديد نقاط تجمّع بعيدة عن المدارس أو تخصيص مواقف مؤقتة تضمن السلامة وتمنع الازدحام، دون أن تؤثر على انسيابية المرور أو على تركيز الطلبة داخل القاعات.
وبين قلق الأهالي وسعي الجهات المعنية لحماية أمن الطلبة وسلامتهم، يبقى المشهد بحاجة إلى معالجة جذرية لا تقتصر على ضبط المرور، بل تمتد إلى تعزيز ثقافة الانضباط المجتمعي، بما يضمن سير امتحانات التوجيهي في أجواء آمنة وهادئة.
ما بين الدعم والتأثير السلبي .. ما الداعي لإنتظار الأهالي أمام قاعات التوجيهي
