وطنا اليوم:اعتاد الأردنيون أن يرددوا مقولة “هيبتنا بكشرتنا”، لتأكيد صرامة هذا الشعب الذي يُتهم بأنه لا يضحك كثيرا، لكن مع بزوغ فجر الجمعة ضحك ملء أشداقه مع تأهل منتخب بلاده إلى كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه.
بدأت البشرى عشية الخميس في مسقط وتأكد الخبر منتصف الليل في البصرة، فشوهد هلال عيد الأضحى في عمّان مزدوجا، لتعم الأفراح بعدما تحول حلم “النشامى” بالوصول الأول لكأس العالم لكرة القدم إلى حقيقة.
“فنتازيا” الفرحة الهستيرية أعقبت تأمين مقعد مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك قبل جولة من نهاية منافسات المجموعة الثانية للدور الثالث بالفوز على عُمان 3-0 والوصول الى النقطة 16، ليقطع المنتخب العراقي على نفسه طريق المنافسة بالخسارة على أرضه أمام كوريا الجنوبية 0-2.
يقول مروان جمعة نائب رئيس الاتحاد الأردني لوكالة فرانس برس “لقد أبلج فجر جديد لكرة القدم الأردنية. فعلها النشامى وأعادوا كتابة التاريخ وحققوا حلم وطن”.
وأضاف “لا يمكن أن نصف الشعور. هو مزيج بين الغبطة والفخر والاعتزاز. لكننا ندرك في الوقت نفسه ان الجزاء من جنس العمل، فبالتالي لم يضع تعب منظومة متكاملة بذلت جهدا مضنيا على مدى سنوات طويلة سُدى”.
وضعت الترشيحات المنتخب الأردني من بين المنافسين على بطاقة مباشرة قبل التصفيات، بالإثر الرجعي لإنجاز وصافة كأس آسيا 2023 في قطر الذي كان الأول وبعروض فنية راقية.
غير ان مشوار “النشامى” عرف الكثير من المطبات بوعورة بعض المسالك، بنتائج ربما لم تكن متوقعة في بعض الأحيان، لكن تصحيح المسار ظل يعيد الأمل ويضاعف الحظوظ.
وفي هذا الصدد، يقول جمعة “منتخبنا نضج بمرور الوقت، صار أكثر قدرة على التعامل مع الظروف الصعبة برصانة وبهدوء وبثقة القدرة على العودة، فعشنا سيناريوهات مختلفة سواء خلال المباريات أو في مشوار التصفيات”.
اما النجم الأسبق للمنتخب الأردني رأفت علي فيقول “أعتقد ان منتخبنا تعامل مع المواقف الصعبة والدروب الوعرة بطريقة مثالية، وكان حاضرا في المحطات المفصلية التي لا تقبل التعثر، وبالتالي التأهل كان مستحقا وعن جدارة”.
ويضيف اللاعب الملقب بـ”بيكاسو ” لرسمه الأهداف بريشة فنان “يجب أن لا نبخس حق الجهاز الفني بقيادة (المغربي) جمال السلامي، فقد تعامل بطريقة مثالية مع كافة التفاصيل، واستطاع ان يبدد قلقنا من غيابات مؤثرة، بمنحه الفرصة لوجوه جديدة سدت الفراغ واكثر وصنعت الفارق أيضا”.
وعن المباراة الأخيرة للمنتخب الأردني أمام العراق يوم 10 الجاري في عمان والتي تحولت من ملحمة منتظرة الى تحصيل حاصل، يقول جمعة “كنا دائما نركز على أنفسنا وأدركنا ان الفوز على عُمان سيضع لنا قدما في المونديال على ان تكتمل المهمة في عمان، بيد ان خسارة المنتخب العراقي اختصرت الوقت لا أكثر”.
تابع “المباراة الأخيرة سندخلها للفوز حتما لأنها تهمنا من ناحية تحسين تصنيفنا الدولي، كما اننا لا نريد أن نفسد فرحة التأهل، ونريد ان نحقق الفوز على أرضنا خلال الاحتفالية التاريخية ببلوغ المونديال”.
نريد البرازيل
وعن مستقبل الكرة الأردنية، يقول النجم الأسبق للمنتخب الأردني مهند محادين “تأريخ جديد للكرة الأردنية سيفتح افاقا رحبة لمستقبل أفضل بدون أدنى شك”.
ويضيف الإعلامي الذي عمل مديرا للمنتخب ومسؤولا للتسويق سابقا في الاتحاد “النظرة ستكون مختلفة من جميع النواحي، والدعم سيكبر اكثر، وسيعود بالمنفعة على الجميع بما في ذلك الأندية واللاعبين”.
وختم “لحظة التأهل، تذكرت ما قاله المدرب جمال السلامي قبل مباراة عُمان +المجد يُنتزع ولا يُطلب+ أعتقد ان الجميع كان على قدر المسؤولية وحلم المونديال اضحى حقيقة”.
وفي وقت عول المنتخب الأردني على لاعبين محترفين على غرار موسى التعمري (رين الفرنسي) ويزن النعيمات (العربي القطري) وعلي علوان (سيلانغور الماليزي) وغيرهم في الدوريات العربية، لكن العمل الأكبر كان للمجموعة التي تم رفدها ببعض العناصر المحلية التي كانت على الموعد.
ويقول جمعة “المنتخب تلقى دعما ملكيا ومتابعة من قبل ولي العهد، ناهيك عن قيادة الأمير علي بن الحسين للاتحاد طيلة 25 عاما، وهذا ما شكل حافزا كبيرا لدى اللاعبين الذين صنعوا الإنجاز التاريخي”.
وبعد ساعات من النشوة، بدا الأردنيون يفكرون في المونديال، مطلقين العنان لأمنيات على شكل تكهنات “نريد أن نلاقي البرازيل، لا بل الأرجنتين، ألمانيا، إسبانيا، البرتغال”.
تصفيات مونديال 2026: حلم التأهل حوّل كشرة الأردنيين إلى فرحة عارمة
