تحذيرات من المجاعة في غزة وحماس تبدي استعدادها للتخلي عن حكم القطاع

31 ثانية ago
تحذيرات من المجاعة في غزة وحماس تبدي استعدادها للتخلي عن حكم القطاع

وطنا اليوم:تشتد وطأة الحصار والتجويع بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وفق تحذيرات جديدة من الوكالات التابعة للأمم المتحدة، في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن التفاهمات التي جرت مع الطرف الأميركي تقضي بإدخال المساعدات إلى القطاع فورا.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، مؤكدا أن العائلات “تتضور جوعا”، بينما المساعدات الغذائية عالقة على الحدود.
وقال البرنامج إن أحدث بيانات الأمن الغذائي تشير إلى أن الوضع في القطاع بلغ مرحلة حرجة.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إن “الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح في قطاع غزة”، مؤكدة أن النظام الصحي في القطاع يعاني بشدة، ويواجه نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات والمعدات.
وتمنع إسرائيل دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة لليوم الـ75 على التوالي، في إطار حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في القطاع، والتي تتوالى فصولها بعد تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير/كانون الثاني الماضي.

حماس تحذر
وقالت حركة حماس في بيان، اليوم الخميس، إنها بادرت بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية، هذا الأسبوع “حرصا على التخفيف عن شعبنا بوقف العدوان وفتح المعابر”.
وأضافت أنها تتوقع “حسب التفاهمات التي جرت مع الطرف الأميركي وبعلم الوسطاء أن يبدأ دخول المساعدات إلى قطاع غزة فورا”.
كما أوضحت أنها تتوقع الدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم وإجراء مفاوضات شاملة بشأن جميع القضايا لتحقيق الأمن والاستقرار.
وحذرت الحركة من أن عدم تحقيق الخطوات المتفق عليها، خاصة إدخال المساعدات، “سيلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال المفاوضات”.
وأكد مسؤول بارز في حماس، الخميس، أن الحركة تجري محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن حرب غزة، بينما تعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادر على التوسط في اتفاق.
وفي حديثه مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، قال عضو المكتب السياسي رئيس الدائرة السياسية للحركة في غزة باسم نعيم، إن حماس عرضت اتفاقها المقترح عبر وسطاء و”مباشرة مع بعض الشخصيات في الإدارة الأميركية”.
وأضاف أن حماس تدعو إلى “تبادل أسرى، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، والسماح بدخول جميع المساعدات إلى غزة، وإعادة إعمار القطاع من دون هجرة قسرية”، وذلك بعد وقف الحرب.
كما تطرق نعيم إلى إمكانية تنحي حماس، التي تولت سلطة غزة منذ عام 2006، عن حكم القطاع، من أجل تحقيق السلام.
وتابع لـ”سكاي نيوز”: “أبلغنا الأميركيين أيضا أننا مستعدون مجددا لتسليم الحكم فورا إذا وصلنا إلى نهاية هذه الحرب”.
وأضاف أن حماس “قبلت مقترح السلام المصري، الذي يتحدث عن تشكيل هيئة فلسطينية مستقلة وغير تابعة سياسيا لإدارة قطاع غزة”.
وقال نعيم: “قبل ذلك، طالما أننا شعب محتل، فلنا كل الحق في مواصلة الدفاع عن شعبنا ومواجهة الاحتلال بكل الوسائل، بما في ذلك المقاومة”.
وتوجه المسؤول البارز في حماس بحديثه مباشرة إلى الرئيس الأميركي الذي يزور المنطقة حاليا، قائلا إنه يعتقد أن “ترامب لديه القدرة والإرادة للوصول إلى هذا الوضع السلمي”.
وقال: “غزة وسكانها يستحقون، كغيرهم من الشعوب في كل مكان، العيش بسلام وكرامة، وأعتقد أن الرئيس الأميركي قادر على تحقيق ذلك إذا مارس ضغطا كافيا على الإسرائيليين لإنهاء هذه الحرب فورا، ونحن مستعدون للتعاون معه لتحقيق هذا الهدف المتمثل في منطقة أكثر سلاما”.

انتقادات دولية
في غضون ذلك، تتوالى الدعوات من أطراف غربية ودولية عدة لرفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، وكان آخرها من سويسرا.
وقالت الخارجية السويسرية، في بيان، إنها “تشعر بقلق بالغ إزاء الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، ومخاطر المجاعة التي تم الإبلاغ عنها”، مشددة على ضرورة رفع الحصار فورا.
وأضاف البيان “يجب توفير المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية الراسخة. سويسرا مستعدة لدعم شركائها في هذه الجهود”.
وتعرضت إسرائيل لانتقادات دولية عديدة لاستخدامها الغذاء سلاحا في الحرب، واتهمتها منظمة أطباء بلا حدود، أمس الأربعاء، بالتسبب في كارثة إنسانية متعمّدة في غزة وربط المساعدات بالتهجير القسري للفلسطينيين.