اغتيال فخري زادة.. 20 عميلاً شاركوا بالعملية والسلاح شحنه الموساد

11 فبراير 2021
اغتيال فخري زادة.. 20 عميلاً شاركوا بالعملية والسلاح شحنه الموساد

وطنا اليوم:قالت صحيفة ذا جويش كرونيكل البريطانية، الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021، إن العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، الذي اغتيل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قرب طهران، قُتل بواسطة سلاح يزن طناً جرى تهريبه إلى إيران بواسطة جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بعد تفكيكه إلى عدة أجزاء.
الصحيفة اليهودية البريطانية قالت نقلاً عن مصادر مخابراتية إن مجموعة تضم أكثر من 20 عميلاً بينهم مواطنون إسرائيليون وإيرانيون نصبت كميناً للعالم محسن فخري زادة بعد مراقبته على مدى ثمانية أشهر.
وقالت الصحيفة، والتي تعرف نفسها كأقدم صحيفة يهودية في العالم، إن الموساد قام بتركيب السلاح الآلي على عربة نقل صغيرة بيك أب، مشيرة إلى أن السلاح الذي كان يتحكم فيه عن بعد عملاء على الأرض أثناء مراقبة الهدف كان ثقيلاً للغاية، لأنه احتوى على قنبلة دمرت الأدلة بعد عملية القتل.
وأضافت أن الهجوم نفذته “إسرائيل بمفردها دون تدخل أمريكي”، لكنها أوضحت أن المسؤولين الأمريكيين تلقوا إخطاراً مسبقاً بالأمر.
فيما لم يتسن لرويترز على الفور التأكد من التقرير الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للصحيفة التي تتخذ من لندن مقراً لها.

جندي في القوات المسلحة ساهم بالعملية
الإثنين الماضي، كشف وزير الأمن والاستخبارات الإيراني، محمود علوي، أن أحد أعضاء القوات المسلحة الإيرانية قد وفر الإمكانات اللازمة لاغتيال محسن فخري زادة، وبفضله لم تتمكن طهران من حماية العالم النووي رغم معرفتها المسبقة بنية استهدافه.
حيث قال علوي آنذاك، في حديث للتلفزيون الإيراني، إن جهاز الأمن والمخابرات قد أبلغ القوات المسلحة قبل خمسة أيام من عملية الاغتيال، أن هناك شكوكاً حول وجود مخطط للنيل من العالم فخري زادة، وكذلك قد حدد لهم المكان الذي تمت فيه عملية الاغتيال.
وأردف علوي: “كانت لدينا معلومات عن مكان الاغتيال وليس موعد التنفيذ، ونحن في وزارة الأمن لا يمكننا التدخل بالشؤون الاستخباراتية للقوات المسلحة، لذا طلبنا من القوات المسلحة إرسال ممثل عنها؛ لبحث مخطط الاغتيال، لكن العملية للأسف تمت قبل إرساله”.

اغتيال فخري زادة
وقُتل فخري زادة، رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا لدى وزارة الدفاع الإيرانية، والذي كان يعتبر من أبرز مطوري البرنامج الإيراني النووي، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في عملية اغتيال وصفتها طهران بـ”الإرهابية”.
وأفادت وزارة الدفاع الإيرانية بأن “عناصر إرهابية مسلحة هاجمت سيارة تقل فخري زادة”، الذي أصيب بجروح خطيرة “أثناء الاشتباك بين فريقه الأمني والمهاجمين، ونُقل إلى المستشفى حيث فارق الحياة رغم جهود الأطباء لإنقاذه”.
واتهمت القيادة الإيرانية إسرائيل، التي سبق أن تعهدت مراراً باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع إيران “من الحصول على سلاح نووي”، بالوقوف وراء هذه العملية، مشددة على ضرورة محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال فخري زادة.

إسرائيل امتنعت عن التعليق
حينها، قال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المكتب يمتنع عن التعليق على الأنباء عن هجوم استهدف عالماً نووياً إيرانياً بارزاً.
فيما كان محسن فخري زادة هو العالم الوحيد الذي ذكره نتنياهو في أحد البرامج، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مؤامرة اغتياله قد فشلت مرة في السنوات الماضية.
كما تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحاً غامضاً لنتنياهو، قال فيه: “لا أستطيع أن أشارككم بعض الأشياء التي فعلتها هذا الأسبوع، ولكن أود أن أقول لكم، إنّ هناك شيئاً ما يتحرك في الشرق الأوسط، وإن أمامنا فترة متوترة”.
بينما قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن العالم الإيراني محسن فخري زادة عمِل تحت قيادة المرشد الأعلى “خامنئي” وكان رجله السري، حيث كان يعرف كيف يترجم الأيديولوجية إلى سياسة، العلاقة هذه كانت فريدة من نوعها.

أبرز علماء إيران النوويين
يعد محسن فخري زادة من أكثر العلماء نفوذاً بمجال الأبحاث العلمية بإيران، وُلد في عام 1961، وهو ضابط إيراني بالحرس الثوري الإيراني وأستاذ الفيزياء بجامعة الإمام الحسين بطهران.
كما تم تصنيف العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة كواحد من 5 شخصيات إيرانية ضمن قائمة أقوى 500 شخصية في العالم، وفقاً لمجلة فورين بوليسي الأمريكية.
بينما جاء اسم فخري زادة باعتباره عالماً أول في وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة الإيرانية والمدير السابق لمركز أبحاث الفيزياء “PHRC”، على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد إيران في 24 مارس/آذار 2007.
يقول تقرير الصحيفة إن إيران “قدرت سراً أن الأمر سيستغرق ست سنوات” قبل توافر بديل له يعمل “بكامل طاقته”، وإن وفاته “أطالت أمد الفترة الزمنية التي تحتاجها إيران لصنع قنبلة من نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر إلى عامين”.