مسؤولون حذروا خامنئي: تفاوض مع أميركا وإلا سيسقط النظام

منذ دقيقة واحدة
مسؤولون حذروا خامنئي: تفاوض مع أميركا وإلا سيسقط النظام

وطنا اليوم:في رسالة وجهها الشهر الماضي إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة لإيران لتقرر ما إذا أردات التفاوض مع بلاده بشأن ملف برنامجها النووي، ملوحاً بعقوبات ورد عسكري في حال رفضت ذلك.
وكانت إيران تدرس الرد على الرسالة، فاجتمع رئيس البلاد، ورئيسا السلطة القضائية والبرلمان، مع المرشد الأعلى الإيراني، الشهر الماضي، وفقاً لمسؤولين إيرانيين كبيرين مطلعين على الاجتماع.
وفي جهد منسق غير عادي، حثّ المسؤولان الكبيران خامنئي على تغيير مساره الذي حظر التعامل فيه مع واشنطن، وفقاً للمسؤولين اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة قضايا حساسة، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

“ستضرب منشآتنا لو رفضت”
وكانت الرسالة الموجهة إلى خامنئي من المسؤولين واضحة: “اسمحوا لطهران بالتفاوض مع واشنطن، حتى بشكل مباشر إذا لزم الأمر، لأن خلاف ذلك قد يؤدي إلى الإطاحة بالحكم”.
كما حذّر المسؤولون من خطورة الحرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل، في ظل معاناة البلاد من اقتصادٍ مُنهار، وعملةٍ تتراجع مقابل الدولار، ونقصٍ في الغاز والكهرباء والمياه.
وقال المسؤولون لخامنئي إنه إذا رفضت إيران المحادثات أو إذا فشلت المفاوضات، فإن الضربات العسكرية على الموقعين النوويين الرئيسيين في إيران، نطنز وفوردو، ستكون أمرا لا مفر منه.
وأضافوا أن إيران ستُجبر حينها على الرد، مما يُعرّضها لحرب أوسع نطاقاً، وهو سيناريو قد يُلحق ضرراً أكبر بالاقتصاد ويُشعل اضطرابات داخلية، تشمل احتجاجات وإضرابات. وأوضحوا أن القتال على جبهتين يُشكّل تهديدا وجوديا للنظام.
في نهاية الاجتماع الذي استمر لساعات، رضخ خامنئي لرأي المسؤولين ووافق على إجراء محادثات، أولا بشكل غير مباشر عبر وسيط، ثم، إذا سارت الأمور على ما يرام، محادثات مباشرة بين المفاوضين الأميركيين والإيرانيين، وفقا للمسؤولين.

رسالة ترامب “صارمة”
يذكر أن مصادر كشفت أن رسالة ترامب إلى خامنئي كانت “صارمة”. من جهة، اقترحت التفاوض على اتفاق نووي جديد، لكنها حذّرت من عواقب رفض إيران العرض ومواصلة برنامجها النووي.
وقال مصدران حينها إن ترامب قال في الرسالة إنه لا يريد مفاوضات مفتوحة، وأشار إلى مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق.
في المقابل وصف المرشد الإيراني رسالة ترامب واقتراحه للمفاوضات بأنها “خدعة” تهدف فقط إلى خلق انطباع بأن إيران ترفض التفاوض.
يشار إلى أنه من المرتقب أن تنعقد المحادثات الأميركية الإيرانية غداً في سلطنة عمان، وسط غموض حول ما إذا كانت مباشرة أو غير مباشرة.

اتفاق 2015
وكانت طهران و6 قوى كبرى منها أميركا وروسيا والصين، قد أبرمت اتفاقاً بشأن برنامجها النووي عام 2015 عرف رسمياً بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، وأتاح فرض قيود على برنامجها وضمان سلميته، لقاء رفع عقوبات.
إلا أن ترامب عاد وانسحب منه بشكل أحادي في 2018، معيداً فرض مجموعة من العقوبات على الجانب الإيراني.