يوم تظلم المرأة في يوم المرأة وعيد الأم

24 مارس 2025
يوم تظلم المرأة في يوم المرأة وعيد الأم

د. رافع بطاينة
شهر آذار من كل عام يحمل في طياته مناسبتين متتابعتين للمرأة والأم ، فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة ، وآخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته كانت للنساء ، أوصيكم بالنساء خيراً ، وفي هذه الأيام كلنا نتباكى على المرأة وعلى الأم ، ونستعيد ذكريات أمهاتنا ممن هن على قيد الحياة ، أو ممن فارقن الحياة إلى جوار ربهن ، وتذرف الدموع ، ونتبادل التهاني ، وهذا الوضع الطبيعي ، لكن ما هو غير طبيعي أن نظلم المرأة ، ونظلم الأم في شهر أعيادها، لا بل حتى في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، في شهر رمضان المبارك الذي تصفد به الشياطين ، مرت علي هذا الشهر عدة قضايا لنساء تعرضن للظلم الوظيفي وللظلم الإداري في بعض مؤسسات الدولة ، لمجرد أن تطالب بحقهن ، أو تعترض على قرار إداري مجحف بحقها، دون خوف أو وجل من الله ، أو من عظمة هذا الشهر الفضيل والعظيم ، ففي هذا الشهر توقف المحاكم إصدار الأحكام القضائية احتراماً لحرمة هذا الشهر ، لأن في هذا الشهر تتعاظم فيه قيم الرحمة والمودة والتواصل الإجتماعي ، وتزداد صلة الرحم ، وتتسامح الناس، تعفو عن بعضهم، وكان عفو عبد الكريم الحباشنة عن امرأة دهست ولده وتوفي ورفض أن تنام في السجن ، التزاما بأن بنات الكرك لا ينامون في السجن ، قدوة ونموذج للكرم الإنساني ، والتسامح الديني والاجتماعي ، في يوم المرأة وفي عيد الأم وفي الشهر الفضيل ، وفي زمن التحديث الإداري تظلم المرأة ، لمجرد أن تقوم المرأة بالمطالبة بحقها ، أو الاستفسار عن حقها ، أو حتى بدون سبب ، فقط لأن المسؤول الأول غير قادر على إدارة مؤسسته ، لضعف القيادة، ومنهم من يخاف من الصف الثاني إذا كان مؤهله العلمي وقدراته القيادية أكفأ منه ، فيلجأ المسؤول الأول إلى التضييق عليهم ، ومعاقبتهم، أو نقلهم خارج المؤسسة ، حتى يستفرد بالإدارة والقيادة دون مزاحمة أو منافسة، أو أن يستعين بأصدقائه أو معارفه بدلاً منهم، علما أن بعض القيادات الإدارية غارق في وحل الفساد والتجاوزات دون حسيب أو رقيب ، لأنه يملك من الدعم والنفوذ والواسطة ، طبعاً الموظف ضعيف لأن القوانين والأنظمة لا تخدمة أمام سطوة الواسطة والمحسوبية ، لكنه قوي بعناية الله، وبقوة الله وقدرته، فالظلم ظلمات ، يقول الباري عز وجل ويمدهم في ظغيانهم يعمهون، في هذا الشهر الفضيل ، فالأصل أن يكون شهر رمضان شهر الخير والرحمة والمغفرة ، وحسن المعاملة والتسامح والمحبة، وتجاوز الخلافات ، فهل نتعظ ، ونعيد حساباتنا بأن يتوافق سلوكنا مع مشاعرنا وضمائرنا، فالمرأة هي الحلقة الأضعف ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، وللحديث بقية