سؤال موجه للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين والجماعات السلفية

منذ 10 ثواني
سؤال موجه للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين والجماعات السلفية

د. عادل يعقوب الشمايله

عندما احتل الاتحاد السوفيتي افغانستان هبت جماعات الاسلام السياسي للتنديد بالاحتلال السوفيتي تزامناً واتفاقاً مع الاحباط والغضب والتنديد الامريكي بذلك الاحتلال.
لم تكتف الجماعات الاسلامية بالتعاطف مع الشعب الافغاني والتنديد بالاحتلال، وإنما باشرت بتنفيذ الاستراتيجية الامريكية الهادفة لاخراج السوفييت من افغانستان وذلك بالدعوة الى الجهاد لمساندة الشعب الافغاني في نضاله لطرد المحتلين الشيوعيين الكفرة. ونشط أئمة المساجد في كافة انحاء العالم لتحريض وتشجيع وتجنيد وتسهيل ارسال عشرات الالاف من الشباب المسلم الذين غُسلت ادمغتهم وتحمسوا ظانين ان تحرير افغانستان هو هدف اسلامي غير مدركين أنه هدف امريكي وجزء من الصراع ما بين القطبين المتنافسين في ذلك الوقت وأن المشايخ خدعوهم وباعوهم.
تم تقاسم الادوار. المشايخ يُقنعون ويُجندون في حين يتولى الجيش الامريكي التدريب والتسليح وتوفير المعلومات من خلال الأقمار الاصطناعية. وقد تحقق النصر وهُزمَ الاتحاد السوفيتي وخرج من افغانستان.
-بعد تفجير البرجين في نيويورك من قبل حركة القاعدة بقيادة بن لادن احتلت الولايات المتحدة الامريكية افغانستان بعد قصف وحشي مروع. وصمد الشعب الافغاني وحيداً سنواتٍ طويلةٍ حتى تحقق النصر وخرجت الولايات المتحدة ذليلةً صاغرة.
لكن الملاحظ ان جماعات الاسلام السياسي لم تدعُ هذه المرة للجهاد الاسلامي، ولم ينشطوا لاقناع الشباب المسلم ونقلهم من اوطانهم لافغانستان لاخراج الاحتلال الامريكي؟ لماذا صمت الاخوان المسلمون وبقية جماعات الاسلام السياسي وتركوا الافغان في مواجهة اقوى دولة في العالم؟ هل اصبحت افغانستان دولة كافرة؟ هل خرج الافغان من الاسلام؟ هل تحولت امريكا الى دولة مسلمة وجاءت لفتح افغانستان ونشر الاسلام فيها؟
-تكرر الموقف المستغرب من جماعات الاسلام السياسي عندما احتلت امريكا العراق بعد عشر سنوات من الحصار وتدمير كافة منجزات الشعب العراقي والجيش العراقي الذي حارب ايران عشر سنوات قدم خلالها عشرات الالاف من الضحايا.
لم يناد مشايخ المسلمين وجماعة الاخوان المسلمين والجهاديين السلفيين الشباب المسلمين للجهاد والنفير العام لمقاومة الاحتلال الامريكي. ورغم استمرار الاحتلال سنوات طويلة لم تستدرك جماعة الاخوان والسلفيون خطأهم ويغيروا موقفهم ويحركوا المجاهدين ضد امريكا!!
-بعد السابع من اكتوبر واجهَ الشعبُ الفلسطيني الاعزل آلة الحرب الامريكية والغربية يستخدمها ضدهم جيش الاجرام اليهودي الصهيوني وجيش الاجرام الصهيوني الامريكي ودُمرت غزة كما شاهدنا، وقُتِلَ وجرحَ عشراتُ الالاف من الفلسطينيين. ومع ذلك لم تدعُ جماعة الاخوان المسلمين ومعها السلفيون الجهاديون للجهاد ضد اسرائيل وامريكا. لماذا؟ بل إن بعض المشايخ ادانوا ما فعلته حماس واعتبروه تهورا ورمياً بالشعب الفلسطيني الى التهلكة في مخالفة واضحة لنصوص القرآن الكريم.
الخلاصة: حين يكون المعتدي امريكا او اسرائيل يصمتُ الاخوانُ والسلفيون، وتُلغى فريضةُ الجهاد. وعندما تكون امريكا متضررة تُبعثُ فريضة الجهاد ويصبح الجهاد فريضة عين.
السؤال: هل هناك نصٌ ديني في القرآن او الاحاديث النبوية يستثني امريكا واسرائيل صراحة من مواجهتهما بفريضة الجهاد؟