وطنا اليوم_بقلم محمد الحموري ابو كريم
لا تهتزوا أمام العواصف، ولا تلتفتوا إلى الأوهام التي يحاولون نسجها حولكم. اليوم، يحاولون إقناعكم بأن قدركم الرحيل، وأن مصيركم التهجير، ولكنهم لا يدركون أن جذوركم أعمق من أن تُقتلع، وأن أرضكم ليست مجرد مساحة جغرافية، بل هي هوية وتاريخ وحياة.
ترمب، كغيره ممن سبقوه، لا يملك سوى الكلمات والحملات الإعلامية، سلاحه ليس القوة، بل الوهم، يحاول أن يجعلكم تصدقون ما لا يمكن أن يحدث، يدفع العالم إلى مناقشة المستحيل وكأنه أمر واقع، لكنه في قرارة نفسه يعلم أنه عاجز عن تنفيذ ما يروج له. وما يحدث اليوم ليس إلا محاولة لإدخالكم في معركة نفسية، تُجبرون فيها على الدفاع عن وجودكم بدلاً من التمسك بحقكم الأصيل في أرضكم.
لا تخافوا ولا تهابوا، فلسطين ليست قضيةً تُناقش، بل حقيقة ثابتة كالشمس في كبد السماء. أنتم الثابتون وهم العابرون، أنتم من صنعتم أسطورة الصمود، وهم من يكتبون فصول الفشل بجبنهم وضعفهم.
لا تهتموا للأصوات التي تحاول زرع الخوف في قلوبكم، لا تصدقوا من يريد أن يصور لكم أن النهاية قريبة، فالنهاية لا تُكتب إلا بيدكم، والقرار لا يُصنع إلا بإرادتكم. فلسطين لا تُباع، وأهلها لا يُهجرون، والتاريخ يشهد أن من قاوم وصبر، هو من انتصر في النهاية.
كونوا كما كنتم دائمًا، صامدين، ثابتين، مؤمنين بأن الغد لكم، وبأن الأرض لا تنكر أبناءها.
