وطنا اليوم:توجهت الأنظار إلى مطار رفيق الحريري الدولي حيث شهد مساء الخميس إجراءات امنية مشددة غير مسبوقة بحق ركاب طائرة تقل مسافرين لبنانيين على متن طائرة “ماهان” الإيرانية، ما تسبب بحالة غضب واستنكار من قبل المسافرين، وقامت الأجهزة الأمنية بإجراء تفتيش استثنائي للركاب وامتعتهم ما أدى الى تعطل وانتظار لساعات داخل قاعة وصول الركاب، وتحدث الركاب عن عمليات تفتيش يقوم بها أجانب وليست القوى الأمنية اللبنانية، وتحدث بعض الركاب عن ضباط أمريكيين يشرفون على تفتيش الركاب. ما اثار غضب نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي متسائلين “اين السيادة اللبنانية” وهل البلد تحت الاحتلال الأمريكي المباشر؟
التحرك والتشديد على ركاب الطائرة جاء بعد تقرير بثته قناة “الحدث” السعودية ظهر الخميس أي قبل وصول الطائرة بساعات نقلت فيه عن مصادر غربية ان ايران تخطط لنقل ملايين الدولارات لحزب الله عبر رحلة لشركة مهان ستتوجه من طهران الى بيروت. وحسب نشطاء ومنشورات على وسائل التواصل فان التقرير دفع السلطات الأمنية اللبنانية الى التشدد في تفتيش الطائرة بشكل استثنائي غير معهود مقارنة بالإجراءات الروتينية. وقالت مصادر لبنانية ان السلطات احتجزت حقيبة دبلوماسية كانت بحوزة موظف في السفارة الإيرانية، حيث رفض طلب السلطات اللبنانية بتفتيشها وفقا للقوانين الدولية التي تحظر التفتيش الشخصي للدبلوماسيين.
وأشارت إلى أن المصادر كشفت أن اتصالات سياسية سريعة أجريت مع الجانب الإيراني لإبلاغه بأن الطائرة لو هبطت وثبت نقلها للأموال بعد تفتيشها فإن الشحنة ستصادر لصالح الدولة اللبنانية، باعتبارها أموالا مشبوهة.
انعكس ما جرى في مطار بيروت على الشارع، فخرج أهالي المسافرين ومتظاهرون على الدراجات النارية الى طريق المطار احتجاجا على ما اعتبروه إهانة للمسافرين وخاصة الشيعة الذين يزورون ايران، وان ما جرى مقصود بهدف الاذلال بيئة المقاومة وبأوامر من جهات خارجية.
وعلق وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي على حادثة تفتيش الطائرة الإيرانية في مطار بيروت، بان جهاز امن المطار ينفذ التعليمات ويتم تفتيش الطائرة حقيبة حقيبة.
وعزز الجيش اللبناني من انتشاره حول مطار بيروت اثر المظاهرات التي خرجت استنكارا للتعامل السيء الذي تلقاه المسافرون على متن الطائرة الإيرانية، في وقت تحدثت فيه مصادر لبنانية عن اتصالات سياسية جرت لتهدئة الوضع.
وتعتبر هذه الحادثة الثانية من نوعها بالنسبة للطائرات الإيرانية التي تصل الى بيروت، سبق ان اشارت تقارير الى تفتيش دقيق تعرض له الوفد الإيراني المرافق لمستشار المرشد الإيراني على لاريجاني عندما زار بيروت خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.