هجوم عنيف من النائب العتوم على النظام التعليمي في الأردن

3 ديسمبر 2024
هجوم عنيف من النائب العتوم على النظام التعليمي في الأردن

وطنا اليوم:حذرت النائب في كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي، الدكتورة هدى العتوم، خلال كلمتها في مناقشة البيان الوزاري، من أن مؤسسات صهيونية ترصد وتراقب تغييرات المناهج وتضغط لتعديلها، مؤكدة في الوقت ذاته على أنّ المناهج لا تعطي أهمية كافية لتعليم اللغة العربية، بينما تتسيد اللغة الإنجليزية على حساب إتقان الطلاب للعربية، وهو ما أثر سلبًا على مهاراتهم اللغوية.
وفي كلمة ألقتها تحت قبة البرلمان، أوضحت العتوم أن التعليم هو الأساس لبناء الأمم وأن النظام التعليمي الحالي في الأردن يفتقر إلى التوازن في معالجة العديد من القضايا المتعلقة بالتعليم، مشيرة إلى أن المناهج تركز بشكل مفرط على الأنشطة الترفيهية وتهمش المواد الأساسية التي تساهم في بناء الفكر الوطني والتعليمي لدى الطلاب.
وانتقدت العتوم ما وصفته بالتراجع في تدريس المواد الأساسية مثل الفيزياء والجيولوجيا في المدارس، مشددة على ضرورة الاهتمام بتعليم الطلاب المهارات التي تواكب التطور التكنولوجي وتؤهلهم ليكونوا مبدعين ومبتكرين، بدلًا من تقليص هذه المواد الهامة.
وأشارت إلى أن المناهج التعليمية لا تعطي أهمية كافية لتعليم اللغة العربية، بينما تتسيد اللغة الإنجليزية على حساب إتقان الطلاب للعربية، وهو ما أثر سلبًا على مهاراتهم اللغوية.
كما سلطت العتوم الضوء على ما وصفته بمحاولات جهات خارجية لتغيير المناهج بما يتماشى مع ثقافات غربية، داعية الحكومة إلى مراجعة هذه المناهج وتقديم محتوى يعزز القيم الوطنية والإسلامية ويعكس تاريخ الأردن والعالم العربي.
وشددت على ضرورة إعادة المسؤولية الكاملة لوزارة التربية والتعليم في تطوير المناهج، بعيدًا عن تدخلات المركز الوطني لتطوير المناهج الذي، وفقًا لها، يساهم في تراجع هوية المناهج.
وفيما يتعلق بمسائل أخرى مثل التربية الإسلامية، انتقدت العتوم ما وصفته بتقليص دروس الفقه والتركيز على موضوعات بعيدة عن القيم الإسلامية الأصيلة، مشيرة إلى أن المناهج تروج لمفاهيم لا تتماشى مع القيم المجتمعية والدينية.
وفي ختام كلمتها، طالبت العتوم بضرورة اتخاذ إجراءات عملية لرفع مستوى التعليم في الأردن وتوفير بيئة تعليمية تحصن الشباب من المخدرات والتطرف، وتؤهلهم لمواجهة التحديات المستقبلية. كما أكدت على أن التعليم يجب أن يكون أداة لتحصين الشباب ضد الأفكار السلبية، وتعزيز الروح الوطنية والإسلامية لديهم.
وقالت العتوم في ختام كلمتها: “إن العودة إلى بناء المناهج وإحكام المحتوى وإثرائه وتوازنه وترسيخ أبعاده الدينية والوطنية أمر لا يمكن التسويف فيه، وهذه مهمة لن تتم إلا بإعادة المناهج إلى مسؤولية وزارة التربية والتعليم.”

وتاليا نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم قولا في سبيلك وابتغاء مرضاتك لا رياء فيه ولا سمعة
سعادة الرئيس، الأخوة النواب المحترمين
من منبركم أسجل اعتزازي وتقديري لأهلنا على امتداد الوطن الغالي، ولأهلي في جرش الذين همهم هم كل مواطن، تعليم أبنائهم، فما أحوجهم لجامعة حكومية تخفف على عشرات الآلاف من أبنائهم المنتشرين كل فجر الى المحافظات الأخرى ، و إلى مدينة صناعية توفر وظائف لمحافظة صفتها الغالبة الأشد فقرا .

سعادة الرئيس:

إن خطاب الثقة الذي جاء طموحا شاملا لأغلب قطاعات عمل الحكومة لا يمكن أن تتحقق غاياته ما لم يترجم نظامنا التعليمي تفصيل ذلك كله في منظومته ابتداء .
والتي تعتبر المناهج أساسا فيها يعول عليها في بناء فكر أبنائنا وشخصياتهم و في المناهج عشرات الجوانب والمئات من التفصيلات يضيق الوقت عن ذكرها ومنها :
إطار عام في ملا حقه يتم استعراض النتاجات المتوقعة لمواد العلوم كلها في صفحتين
وتستعرض نتاجات الفن والموسيقى والمسرح بخمس صفحات فأي أولويات هذه ؟
نشاطات تغلب على المحتوى المعرفي و العودة الى محركات و الكودات تنتشر في الكتب بشكل مبالغ فيه حتى تبلغ في 15 كتابا للصفوف الثلاثة الأولى 300 موقع فهل هي ألزام لأولياء الأمور بفاتورة الإنترنت والأجهزة المتطورة فوق ما بهم من فقر و تعويد على ادمان الأجهزة ؟.
الثانوية العامة أم المتغيرات وتبقى المراحل التعليمية الاخرى بلا تطوير ولا مراجعة .
اللغة الإنجليزية تدرس لأبنائنا 12 عاما ثم بعد ذلك تجد غالبيتهم لا يحسن التحدث بها ل 5 دقائق
فهل العلة في عدد السنوات أم في معطيات أخرى .
وبنفس الوقت تزاحم الإنجليزية لغتنا العربية التي قيل ولسنوات أن نسبة كبيرة من طلبة الصفوف الأولى لا يتقنونها قراءة و لا كتابة فلا الإنجليزية برعنا فيها ولا العربية تمكنا منها فلماذا لا تفرد اللغة العربية في التدريس لأول سنتين تمكينا لطلبتنا من لغتهم كما هو الحال عالميا في اغلب الدول التي تعتني باللغة الأم ؟
الحكومة في خطابها تحدث عن تطوير قطاع التكنولوجيا واستخراج الثروات وإشاعة الإبداع لدى الطلبة وفي تعليمنا تحذف الجيولوجيا و معها الحاسوب منذ سنوات بدل أن يطور ليجاري ثورة التكنولوجيا ويؤهل الطلبة كمبرمجين وليس كمستخدمين الفيزياء في التخصصات المهنية الجديدة تحذف لعشرات الالاف وهي أصل الاختراعات والابتكار في كل مجالات المهن .

سعادة الرئيس :
تقوم مؤسسات صهيونية برصد ومراقبة تغييرات المناهج والضغط لتعديلها يريدون التماهي مع الثقافات الغازية و إزالة حالة العداء وإشاعة الهوية الإنسانية كبديل للهوية الإسلامية و الوطنية وتبديل منظومة القيم و حذف الاحداث التاريخية وتغيير الأسماء والمسميات والدلالات وقد تحققت منذ عام 2015 الكثير من أهدافهم والحال مستمر ، وزارة تخلت ومركز تولى متابعة هذا النهج في تأليف المناهج يصل الأمر أن 14 كتابا للدراسات الاجتماعية يصدرها المركز لا يوجد فيها آية كريمة أو حديث شريف سوى فقرة عن وصية للنبي صلى الله عليه وسلم .
في مبحث التاريخ يتعلم أولادنا عن تاريخ أوروبا وأمريكا أكثر من تاريخ أمتهم الإسلامية .
و تقرر مناهج التربية الإسلامية رأيا غير رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلمون طلابنا الصلاة في الصف الثالث وفيها يعلمونهم عن السياحة والتقنيات الحديثة وإدارة الأزمات والعمل الصحة والاستهلاك إنها التربية الإسلامية تكاد أن تكون تربية اجتماعية بصبغة دينية وفي اللغة العربية حظي كل كتاب بنص واحد من القرآن و الحديث الشريف . فأي نصوص ستكون أروع وأشمل منها ولقد تساوى الرجال والنساء في كتبنا و تبادلوا الأدوار في الكثير من المواضع وفي مئات الصور علموهم في اللغة العربية أن هيفاء تمارس السباحة وأن هندا تواظب على الرياضة وألبسوا الأب مريول المطبخ ليصنع الحلوى
والله إن النبي صلى الله عليه وسلم خير من علمنا إعانة الأهل في المنزل لكن ليتهم علموهم أن لكل أدوارا ومهمات لا يمكن ابدا تبادلها
المرأة في التربية الإسلامية يفرد لها 17 درسا في 12 عاما بعدد دروس الفقه، واحدا منها في بناء الأسرة و آخر عنوانه الأم و ليس الوالدين ؟

من الصف الأول إلى الخامس

في الاجتماعيات ست شخصيات وطنية
وفي التربية الإسلامية خمس شخصيات اسلامية
وفي كتاب الفن والموسيقى درسوهم 30 شخصية بين موسيقي ومغني
وتستكمل دائرة القدوات في مادة الاجتماعيات فعلموهم عن فلاسفة منهم الزنديق والملحد والذي يشتم الآلهة .
حتى أنهم في كتاب اللغة العربية لم يجدوا نموذجا يطرحونه لأولادنا في الصف الثامن إلا (ألبرتو مانغويل) الذي تتركز أعماله بين الجنس وقصص الشواذ.
نعيش في محيط ملتهب وأعداء يتربصون بنا الله يريدنا أمة وسطا والمركز الوطني يريدنا شرقا أوسطا
وفي الاجتماعيات 13 كتابا ثمانية منها لم تذكر فلسطين مطلقا وخمسة منها اشتملت على 13 فقرة أو جملة عابرة وثلاث من الصور وتكتمل المآسي بتوقيع المجلس الأعلى للسكان مذكرة تفاهم مع المركز الوطني لدمج مفاهيم التربية الجنسية والصحة الإنجابية في المناهج المدرسية فماذا أبقيتم وإلى أين تذهبون؟
مناهج لا تحصن من الإلحاد والمخدرات والشعوذة والكبائر وغيرها ولا تعد الطلاب لعدوهم الذي يتربص بهم ولا يخفي أطماعه بوطنهم .
ويتم الحديث عن تراجع مستوى الأداء في الامتحانات الدولية وهناك ما هو أعظم من العلامات كانتشار المخدرات والتنمر والتدخين وشراء السماعات وخدمات الغش معها والسؤال هنا إذا كان ما يتم تطويرا للمناهج ألا يعتبر زيادة هذه الظواهر دليلا على فشل تطويرهم ؟ .
قالت الحكومة في بيانها أنها تجل المعلم وهو أمر مقدر لكنه يحتاج اثباتات و إجراءات عملية
لأن الحكومات إذا اعتبرت أن التعليم رافعة للوطن والأمة فالمعلم رافعة التعليم .
إن العودة إلى بناء المناهج وإحكام المحتوى وإثرائه وتوازنه وترسيخ أبعاده الدينية والوطنية والقومية والعالمية بشكل متوازن وضمن الضوابط الشرعية ومتطلبات الحداثة أمر لا يمكن التسويف فيه
وهذه مهمة لن تتم الا بإعادة المناهج إلى مسؤولية وزارة التربية والتعليم.
إن الإسلام دين الفطرة ، ودين الدنيا والآخرة، دين السلم والحرب والإنسان والأمة يحرك الحياة بكل تفاصيلها وينظم تشكيلها على أكمل ما يكون فكيف لا يكون مرجعية المناهج و مظلتها في عالم السيولة فيه تكاد لا تبقي له معلما .
عشر سنوات حذفت وعدلت فيها مئات الآيات و الأحاديث و الآلاف الشواهد و القيم و الامثلة من صفحات الكتب .
فجاء طوفان الأقصى ليكتب الآفا اضعافها على صفحات العقول والقلوب فحيا الله غزة أهلها و مجاهديها و حفظ الله الأردن عزيزا شامخا منيعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته