وطنا اليوم_ بقلم: شفيق عبيدات
نترحم على الشهيد وصفي التل الذي اغتالته يد الغدر والاجرام في الثامن والعشرين من تشرين الثاني عام 1971 في فندق الشيراتون في العاصمة المصرية القاهرة , ونسال المولى عز وجل ان يرحمه بواسع رحمته ورضوانه ونحن في الاردن افتقدنا اعز الرجال وقائد عظيم كان حريصا على سعادة الشعب الاردني وعزته وكرامته وحريصا على الشعب الفلسطيني ويدافع عن قضيته العادلة .
كان الشهيد وصفي التل يحب الصحافة ويحرص على استمرارها وسعى بان تكون صحافة مؤسسات لا صحافة افراد وقد طبق ذلك خلال حكومته الثانية التي شكلها بتاريخ 13 شباط عام 1965 , بان امر بدمج اربعة صحف اردنية كان بعضها يصدر في القدس وبعضها يصدر في عمان وخوفا ان تكون نهايتها الافلاس والتوقف كونها صحافة فردية لا يستطيع اصحابها الاستمرار في شح الاعلانات والاشتراكات أنذاك وهي صحف فلسطين والمنار والدفاع والجهاد , فتم دمج صحيفتي فلسطين والمنار بصحيفة اسمها ( الدستور ) التي لا تزال تصدر حتى هذه الايام ودمج صحيفتي الدفاع والجهاد بصحيفة واحدة اسمها صحيفة القدس .
وصدر في عهد حكومة الشهيد وصفي التل الثانية بموجب قانون المطبوعات والنشر لعام 1955 وقانون المطبوعات والنشر لعام 1967 صحف عمان والمساء واخبار اليوم وصحيفة الرأي لصاحبها المرحوم معالي محمد الخطيب والدستور والقدس وبالستين ديلي نيوز وصدر في عهد الشهيد وصفي التل قانون المطبوعات والنشر الجديد في شهر شباط عام 1967 الا ان تجربة عملية دمج الصحف والشراكة في الصحف
اليومية لم تستمر لفترة طويلة لكنها كانت تجربة مهمة وخطوة ايجابية تحول الصحف الى مؤسسات قوية وقادرة على الاستمرار وصحيفة الدستور التي لا تزال تصدر حتى ايامنا هذه كانت شاهد على ذلك .
وفي عهد حكومات الشهيد وصفي التل ازدهرت الطباعة بازدياد الطلب عليها , حيث فتحت حكومتا وصفي التل الاولى والثانية والرابعة , رخصا لأنشاء مطابع جديدة في الاردن مثل مطبعة ( دار النشر اليومية في القدس في نيسان عام 1962 ومطبعة ( الرأي العام ) في عمان في ايلول ومطبعة ( القدس ) في القدس والمطبعة الهاشمية ) في عمان في اذار عام 1963 ومطبعة ِ( التاج) في عمان بتاريخ كانون الاول عام 1966 .
وتم اتخاذ قرار تأسيس التلفزيون الاردني في عهد الشهيد وصفي التل وافتتح بث التلفزيون الاردني برعاية المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وبادارة المرحوم محمد كمال أنذاك وعندما تعطلت اغلب الصحف الاردنية لأسباب عديدة ولم يتبقى الا صحيفة الدستور كصحيفة يومية كان الشهيد وصفي يتطلع بان يكون للأردن صحافة واعلام يدافع عن الوطن وينقل انجازات الدولة الاردنية , واصدر الشهيد وصفي التل في حكومته الرابعة عام 1971 قرارا بأصدار الرأي الاردنية بموجب قانون رقم 26 لسنة 1971 لتنطق باسم الدولة الاردنية واستمرت الرأي في الصدور حتى هذه الايام .
وقد اتخذ الشهيد وصفي التل في حكومته الجديدة التي تشكلت عام 1966 منهجا جديدا في سياسته الداخلية وخاصة موقفه من الصحافة وهذا ما اكده المرحوم معالي محمد الخطيب في صحيفة ( الرأي ) انذاك بان الشهيد دولة وصفي التل كان متسامحا مع الصحافة وان صحيفته كانت
تهاجم الحكومة وتنتقدها عبر المقالات , ولكن حكومة وصفي التل لم تتخذ قرارات ضدها بان توقف الصحيفة عن الصدور
كانت نظرة الشهيد وصفي وتطلعاته خلال حكوماته ابتداء من عام 1962 في ان يكوم للأردن صحافة واعلام يواجه الاعلام المغرض الذي يتعرض للأردن وقيادته الهاشمية بنشر الاخبار المزيفة ضد هذا البلد بهدف زعزعة امنه واستقراره .