“خرزات إربد”.. إرث البئر الذي جمع الماء والعشائر

19 نوفمبر 2024
“خرزات إربد”.. إرث البئر الذي جمع الماء والعشائر

وطنا اليوم_محمد ملكاوي_ خرزات اربد”، مصطلح متداول يعكس جانبًا من تاريخ مدينة إربد وتراثها العريق، يشير إلى تقليد قديم يتمثل في استخدام “الخرزات”، وهي حجارة دائرية سوداء مصنوعة من الصخر البازلتي، كانت توضع على آبار المياه لجمع مياه الأمطار وحمايتها من الأوساخ والحجارة.

 

هذه الآبار، التي كانت تقع غرب بركة إربد الرومانية، كانت المصدر الرئيسي للمياه لسكان المدينة حتى عام 1932، عندما وصلت المياه عبر الأنابيب من “عين راحوب” في قرية المغير شرق إربد. مع مرور الزمن، تراجعت الحاجة إلى هذه الآبار، ما أدى إلى إهمالها واندثار معظمها، إلا أن بعض العشائر احتفظت بـ”الخرزات” كتذكار في مضافاتها.

 

وتشير الروايات الشعبية إلى ارتباط “الخرزات” بسبع عشائر رئيسية في إربد، وهي: التل، خريس، حجازي، إرشيدات، دلقموني، شرايري، وعبنده. تحمل هذه العشائر هذا اللقب باعتزاز، إذ يعكس أصالتها ودورها التاريخي في المجتمع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمدينة.

 

وقد ورد ذكر “إربد الخرزات” في شعر مصطفى وهبي التل (عرار)، الذي رثى ابن عمه فؤاد التل بقوله:

“يا إربد الخرزات حياكِ الحيا… رغم الجفاء ورغم كل تقاطع.”

 

يبقى هذا المصطلح شاهدًا على التراث الأردني العريق الذي يربط بين الأجيال ويحافظ على ذاكرة المدينة

وتاريخها.