شاهد : اليهود يتوعّدون بحرق العرب في جنازة جنديّ قَتَلَ فلسطينيًا فقتله الحزب بلبنان

28 أكتوبر 2024
شاهد : اليهود يتوعّدون بحرق العرب في جنازة جنديّ قَتَلَ فلسطينيًا فقتله الحزب بلبنان

وطنا اليوم:تحولّت جنازة المُجنّد الإسرائيليّ، شوفال بن نتان، الذي قُتِل في اشتباكٍ مع عناصر (حزب الله) في الجنوب اللبنانيّ، وهو من مستوطنة (رحاليم) في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، إلى مهرجانٍ فاشيٍّ من قبل المُشيّعين، الذين طالبوا بتنفيذ وصية القتيل بقتل جميع العرب في (أرض إسرائيل الكبرى)، أيْ فلسطين التاريخيّة، وجرت هذه الأمور المُقززة بحضور الوزير عميحاي إلياهو، الذي طالب بإلقاء قنبلةٍ نوويّةٍ على غزّة بهدف إبادة جميع سُكّانها.
وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، التي كشفت النقاب عمّا جرى في مراسم التشييع، فإنّ جميع قنوات التلفزة الإسرائيليّة، التي قامت بتغطية الجنازة، حذفت عن سبق الإصرار والترصّد المقاطع العنصريّة والفاشيّة التي تخللت الجنازة.
وطبقًا للصحيفة فقد قام شقيق القتيل بتأبينه وقال: “إنّنا نُريد الانتقام، وأنتَ دخلتَ إلى غزّة بهدف الانتقام، وذلك يشمل قتل أكبر عددٍ ممكنٍ من النساء والأطفال، وكُلّ مَنْ صادفته هناك، وهذا كان هدفك، وفي هذا اليوم، أيْ عيد العرش، والذي فكّرنا أنْ نكون قد ذبحنا الجميع، ونطردهم من هنا جميعًا، وفي هذا اليوم اعتقدنا أنّ كلّ شعب إسرائيل يفرح لانتقامك، انتقام الدمّ، وليس الانتقام عن طريق إضرام النار في البيوت والأشجار أو السيارّات، بل الانتقام عن طريق إسالة دماء عبيدك (أيْ الفلسطينيين)”، كما قال.
بعد هذا الرثاء الدمويّ، تابعت الصحيفة العبريّة، أنّ صديق القتيل في الوحدة التي كانت تخدم في غزّة قال: ” كنتَ الإنسان الأكثر فرحًا، وكنتَ تحرق بيوت الفلسطينيين في غزّة دون الحصول على إذنٍ من أجل إضفاء الفرحة”، طبقًا لأقواله.
أمّا صديقه المدعو شلومو فاختتم: “نعدك بأنّنا سندخل مرّةً أخرى إلى لبنان، وأيضًا لغزّة، وننتقم، وسنُقاتِل حتى الرمق الأخير دون أنْ نتوقّف، عندما كنتَ في غزّة، أطلقنا عليك لقب (الرجل الحارِق)، لأنّك كنتَ تحرق البيوت بعد خروجك منها، ونحن سنُواصِل إضرام النار في منازل الأعداء والأغيار كي يخافوا منّا، وسنستمِّر في ذلك حتى الخلاص، ولن نتوقّف حتى تحرير جبل الهيكل، (أيْ المسجد الأقصى المبارك)”، كما قال.
وشدّدّ مُعّدِ التقرير على أنّ جميع القنوات الإسرائيليّة التلفزيونيّة، التي قامت بتغطية الجنازة، حذفت المقاطع التي تُنادي بارتكاب جرائم حربٍ، لأنّه يبدو أنّ هذه الأقوال العنصريّة لا تُناسِب التلفزيون العبريّ، الذي انتقل مباشرةً، بعد انتهاء التقرير عن جنازة المُستوطِن الفاشيّ، الذي قُتِل في لبنان، إلى الحديث عن الضربة لإيران وعن اتهام صحافيين فلسطينيين بالانتماء لحركة (حماس)، على حدّ قوله.
يُشار إلى أنّ وزير التراث الإسرائيليّ عميحاي إلياهو، الذي شارك بالجنازة، دعا يوم الـ 23 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، إلى إلقاء قنبلةٍ ذريّةٍ على غزة، حتى لو أدى ذلك إلى مقتل الإسرائيليين الموجودين في القطاع.
وينتمي إلياهو إلى حزب (القوة اليهودية) اليمينيّ المتطرف الذي يقوده وزير الأمن القوميّ، الإرهابيّ إيتمار بن غفير، ويتبنّى أفكارًا متطرفةً قوبلت بانتقاداتٍ واسعةٍ.
وفي التفاصيل، قالت صحيفة (إسرائيل اليوم): إنّ إلياهو ردّ على سؤالٍ في مقابلةٍ مع راديو (كول براما)، عمّا إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذريّة على غزة، وقال: “هذا أحد الاحتمالات”.
وأضاف الوزير: “الأمر بطريقة أوْ بأخرى، هو التحقق ممّا يخيفهم، وما الذي سيخلق الرد، لا يوجد شيء اسمه غير مقاتلين في غزة، وكلّ مَنْ قام بتربية هذه الوحوش يجب أنْ يحاسب”، حسب قوله.
كما اعتبر إلياهو أنّ “السكان المدنيين لا يختلفون عن حماس، وعليهم أنْ يرتجفوا ويُخفِّضوا أعينهم عندما يرون جنديًا إسرائيليًا”، وفق وصفه.
وكان المستوطن، أيْ الجنديّ القتيل، شوفال بن نتان قتل المزارع الفلسطينيّ بلال صلاح خلال هجومٍ نفذّه مع مستوطنين على أهالي قرية الساوية بالضفة الغربية المحتلة، بعد أسبوعين من اندلاع العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وهو الأمر الذي أكّدته صحيفة (هآرتس) العبريّة في تقريرها، لافتةً إلى أنّ عملية القتل تمّت بواسطة إطلاق النار على المزارع الفلسطينيّ من مسدّسٍ.
وعقب ذلك، جرى اعتقال المستوطن ثمّ جرى الإفراج عنه بعد أيامٍ حسب صحيفة (إسرائيل اليوم)، قبل أنْ يعلن عن مقتله في لبنان في 23 تشرين الأول (أكتوبر) من الشهر الجاريّ، وأشارت الصحيفة العبريّة إلى أنّ الشهيد الفلسطينيّ لم يكُنْ مسلحًا، وكان يعمل وعائلته في قطف الزيتون.
وقال رئيس المستوطنة، يوسي دغان، في رثاء الجنديّ القتيل: “لقد أخذت عنك انطباعًا إيجابيًا للغاية، الفلسطينيون الأشرار والمُخربين كانوا يقطفون الزيتون، والجيش الإسرائيليّ البائس يمنحهم الفرصة للاقتراب من المستوطنات، وأنتَ تُطلِق النار وتُرسلهم إلى جهنّم، والجيش لم يقُم حتى بالتحقيق مع هؤلاء العرب”، طبقًا لأقواله.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّه رغم أنّ التحقيق في قضية قتل المواطن الفلسطينيّ ما زال مفتوحًا، فإنّ هذا الأمر لم يمنع سلطات الجيش من تجنيد بن نتان وَمَنْ على شاكلته للجيش وإرساله إلى غزّة، وبعد ذلك إلى لبنان، لحرق البيوت وقتل النساء والأطفال، كما قالت.
وتساءل مُعِّد التقرير كم جنديًا مثل بن نتان يخدمون اليوم في غزّة ولبنان؟ يقتلون ويحرقون البيوت؟ لافتًا إلى أنّه بحسب تقارير جديّةٍ قام بإعدادها مجموعة مميّزة من الصحافيين الأجانب، فهناك المئات من الشهادات عن أطفال تمّ قتلهم عن طريق إطلاق النار على رؤوسهم وصدورهم، فالحالة الإسرائيليّة اليوم، أضاف، تؤكِّد أنّه لا يوجد أبرياء في غزّة، والجنود القتلة ليسوا أعشابًا ضالّةً، فوزراء بالحكومة يُطالبون بتنفيذ التطهير العرقيّ دون توقّفٍ، والجمهور يحتفل بمقتل عربيين بصاروخٍ في بلدة مجد الكروم في الجليل الغربيّ، شمال فلسطين، على حدّ تعبيره.
واختتم قائلاً: “ربّما المُخربين اليهود هم الأكثرية الطبيعيّة في إسرائيل، والقلائل الذين يُعبِّرون عن غضبهم من أفعالهم هم الأقليّة غير العقلانيّة”، على حدّ تعبيره.