بقلم تمارا خزوز
محلياً، يجب إعادة النظر في مفهوم القيادة التقليدية، أي القدرة على التأثير في آراء الناس وتغيير توجهاتهم. في ظل تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، تفتت هذا المفهوم وأثبتت تلك الشبكات أن هناك حالة من التشبيك الإلكتروني الذي يخلق مجتمعات على الواقع الافتراضي لا تحتاج إلى قائد. بل يمكن القول إن كل فرد أصبح قائداً لنفسه وعلى نفسه! وللحقيقة، لا أتناول هذا الأمر بإيجابية، إذ يعتقد معظم الناس، وخاصة فئة الشباب، أنهم قادة بأنفسهم، في الوقت الذي يرفضون فيه أن يُقادوا، وهذه هي لعنة التمكين!
هذا الواقع يقودنا إلى قضية أخرى وهي قضية الاحتواء، التي ترتبط بعقلية تقليدية تاريخية في إدارة الدولة، وهي عقلية الإدارة الاجتماعية والعائلية في المجال السياسي.
نحن بحاجة إلى الانتقال إلى مستوى آخر من السياسة، حيث يتحمل كل طرف مسؤوليته، خاصة في ظل هذه الظروف. وبالنسبة للعلاقة مع جبهة العمل الإسلامي، يجب أن تُدار هذه العلاقة باعتبارها علاقة سياسية بامتياز. الهجوم عليهم بدافع التصفية السياسية أو مجاملتهم باسم التعددية والحريات هو سوء تقدير في الحالتين.
العلاقة مع هذا الحزب باعتباره صاحب أكبر قواعد جماهيرية، يجب أن تكون علاقة تشاركية وندية، خاضعة للتقييم من دون مواربة أو مجاملة. وفي الوقت ذاته، هناك جانب سيادي أمني غير خاضع للنقاش.
الخلاصة، لا توجد اليوم قيادة تقليدية قادرة على الاحتواء المطلق سواء في الدولة أو في الأطراف الفاعلة سياسياً. وبالتالي، فإن التعبئة أو الاعتقاد بامكانية الاحتواء بالادوات القديمة ومن دون ضوابط دستورية هو مجرد سوء تقدير