داً على كتاب الكوفي شوبات

منذ ساعة واحدة
داً على كتاب الكوفي شوبات

د. عادل يعقوب الشمايله
تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية مقالات وفيديوهات لا اجد لها وصفا او تقييماً سوى أنها خطابات شعبوية لا تختلف في مضمونها واشاراتها وانفعالاتها ونتائجها ومصداقيتها عن بطولات الميكروفونات لعبدالناصر وصدام وحافظ الجولان وعمر البشير وعلي خامئني وحسن نصر الله واحمد سعيد.
هؤلاء الكتاب ماهرون جدا في تخدير وتخريب وتهريب العقل العربي الى عالم غير عالمنا وواقع غير واقعنا، وصحاري اكثرُ قحطاً من الصحاري التي عودتنا حكومات الانقلابات وحكومات الاستبداد والتضليل والتجهيل الديني وحكومات الاستبداد والنهب الشِلَليْ النفعي على العيش فيها.
يستطيعُ أيُّ أزعرٍ في الحارة او الشارع او القرية ان يهجم على شخصية معروفة او على الشيخ او على أحد اقرباءه، ثم يورطُ اسرته وأبناء عمومته وعشيرته حتى الدرجة الخامسة بتبعات فعلته، مما يترتب عليه أن يأخذَ اقاربُ المُعتدى عليه ثأرهم من اقارب المعتدي. ما ذنب هؤلاء؟
غزة دُمرت للمرة الخامسة نتيجة تهور حماس او استجابة قادتها او العملاء بينهم لطلب القادة الاسرائليين لإنقاذهم من مآزقهم الداخلية والمساومات السياسية الانتخابية او الازمات الاقتصادية.
لبنانُ أيضاً دُمِّرَ وهُجِّرَ سُكانُ جنوبهِ عدة مرات بسبب سلوكيات الفدائيين الذين كانوا يُطلقون رشقات الكلاشنكوف او البازوكا من حدود لبنان باتجاه المستعمرات الصهيونية ويلوذون بالفرار.
المهارات والبسالة والالتزام والوطنية التي اظهرها ومارسها الفدائيون عندما كانوا في الجنوب اللبناني ادت فقط الى دخول اسرائيل الى لبنان واحتلال بيروت في حين كان الفدائيون يسابقون الريح هربا للاختباء في احضان اللبنانيات.
كما اسهمت الخلافات والمهاترات والتنافس على الفساد بين امراء الحرب اللبنانيين زعماء الطوائف الفاسدين، ومناوشات حزب اللات ذراع ايران، بدورها الى حصول التدمير الممنهج لذلك البلد الجميل.
ما هي النتيجة: هل تحررت فلسطين؟ هل اصبحت القدسُ عاصمة للدولة الفلسطينية،؟هل توقف الحاخامات والمستوطنون عن اعتداءاتهم على الاقصى وعلى القرى الفلسطينية؟ هل ضعفت اسرائيل أم ازدادت قوة؟ هل ارتعبت اسرائيل أم ازدادت توحشا وهمجية؟ هل توحد الحكام العرب أم ازدادوا فرقة؟ هل توحد الفلسطينيون ام لا زالوا موزعين على عشرة فصائل متناقضة لا يثق اي فصيل منها بالفصيل الآخر؟
هل اهتدى الفلسطينيون الى السبل التي تجعلهم فاعلين في السياسة الدولية والضغط على حكومات العالم وبرلماناته كما تفعل اسرائيل، بعد أن جربوا كافة وسائل الارهاب والهمجية وقلة العقل منذ أن بدأوا باختطاف الطائرات المدنية والرياضيين، وقتل المدنيين؟
هل تدرب الفلسطينيون حقا على اساليب الحرب واتقنوها لدرجة عدم تمكين اليهود من ذبحهم وذبح المدنيين كالخراف؟
لا زلنا نتذكر مهارات الفدائيين في قتال اسرائيل عندما كانوا في الاردن حيث وصل عدد الدبابات التي دمروها في اعلاناتهم الحربية الى خمسين الف دبابة وقتل عشرين الف جندي اسرائيلي. وانهم اسقطوا عشرات الطائرات الاسرائيلية التي قصفت المدن الاردنية التي كان الفدائيون يختبئون فيها.
وهاهم الان “مقاومو حماس” يختبئون في الانفاق في غزة، وداخل الحارات في المخيمات ويخزنون اسلحتهم الهاملة في المطابخ وغرف النوم ويقودون اسرائيل الى قصف وجرف البيوت وتشريد وقتل المدنيين وتخريب البنية التحتية في الضفة الغربية الامر الذي سينتهي بالضفة الى ما انتهت اليه غزة والجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية وترحيل الساكنين. أي انهم يسهمون بفعالية في تقويض الحلم الفلسطيني، وتحقيق الحلم الصهيوني.
كفانا كذبا ونفاقا ودجلا ومتاجرة بارواح الفلسطينيين واللبنانيين والعرب. كفانا تصديقاً لقناة الجزيرة وخبرائها الاستراتيجيين الذين لم يشبعوا من جمع المال الذي تدفعه لهم القناة مقابل التهريج والجهل والدجل الاستراتيجي الداعم لاسرائيل ضمناً.
بمناسبة بدء السنة الثانية لمقامرة الطوفان الذي اغرق غزة ولبنان، تعاود حماس اطلاق صواريخ المهزلة على اسرائيل. مما يستدعي الرد الاسرائيلي بقتل مئات ممن بقوا احياء وتدمير ما بقي من المباني.
إسرائيل تُبقي عمداً عدداً من افراد حماس وتتركهم، بل وتطلبُ منهم اطلاقَ الصواريخ ليمتد امدُ الحرب ريثما يُنجز نتنياهو اهدافه وبطولاته، ويحققَ هدف اسرائيل غير المعلن وهو تفريغ قطاع غزة من سكانها. اسرائيل تعشق فصائل التأويص أو التأويس فهم لا يختلفون عن هرتسل وبلفور وعبدالحكيم عامر وشمس بدران وحافظ في ادوارهم في تصنيع اسرائيل الكبرى العظمى على حطام عظام العربان الذين ستحولهم قبائل المقاومة الى غربان. ها هي كامالا هارس تعلن انها ستحرص على حصول اسرائيل على حاجتها من الاسلحة لتدافع عن نفسها!! تدافع عن نفسها ممن يا كاميلا؟
سيظل افراد من حماس في غزة طالما ظل فيها فلسطيني لم يهرب ومنزل لم يهدم، وسيكونون آخر المغادرين.
الشمعة المنطفئة كالعمى في النتيجة سواءاً بسواء. والعقلُ المعطلُ لا يختلفُ عن السيارة التي أُفرغتْ عجلاتها من الهواء.