تضج مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية محليا واقليميا وعالميا بالاخبار حول شخصية رئيس الوزراء المكلف الحاج ابوجاد…
ويكاد يكون العامل المشترك بين جميع هذه المواقع انها لا تتحدث عن الفترة من حزيران 2018 الى ايار 2021 واين كان المعلم ابو جاد خلال هذه الفترة؟ ولا ادري لماذا لا يتحدثون عن هذه الفترة…
وللاجابة على هذا التساؤل فقد تبين ان الحاج ابو جاد قد انشغل بين شهري حزيران وتشرين اول 2018 في التفاوض مع شركائه، حيث انتهت المفاوضات الى تأسيس شركة “العراقة لصيانة وتحديث المركبات” بتاريخ 30 تشرين اول 2018 برأسمال قدره 30 الف دينار.
وقد تخصصت الشركة في تجديد وصيانة السيارات الكلاسيكية من خلال 21 غاية مسجلة لدى دائرة مراقبة الشركات في وزارة الصناعة والتجارة.
ونتيجة لتفرغه لادارة الشركة فقد تمكن من استثمار وقت فراغه في تأليف كتابه المثير للجدل “الاقتصاد السياسي الأردني.. بناء في رحم الأزمات” .
وقد انتهى من تأليف الكتاب في الثلث الاخير من عام 2020 وكان قد سخره للمفاضلة ما بين المملكة الاتكالية اقتصاديا والتي استمرت حتى بداية تسعينيات القرن الماضي ، وبين مملكة الاعتماد على الذات من التسعينيات الى يومنا هذا …
طبعا لانه رئيس الوزراء المقبل فان الكتاب سيصبح اكثر الكتب مبيعا وقراءة وتحليلا في الفترة القليلة القادمة في الاردن ، بل انه قد بدأ فعلا بالانتشار منذ كتاب التكليف الملكي…
قرأت الكتاب في حينها بسبب عملي رئيسا للجمعية الخيرية الشركسية، ووجدت فيه الغث والسمين … لكن اكثر ما ازعجني فيه قيام المؤلف بانتقاد الحكومة الاردنية لانها ضاعفت نفقاتها الجارية والانفاق على الرواتب,,, وتضاعف دينها الخارجي بين عامي 2009 و 2015 (مرحلة السقوط الحر كما سماها الحاج ابو جاد) …
ونسي ان يقول لنا ان 2009 هي سنة دخوله الى الحكومة وزيرا للتخطيط وانه بقي وزيرا فيها طيلة فترة السقوط الحر التي ذكرها منتقدا وانه يتحمل مع زملائه في الفريق الوزاري مسؤولية هذا السقوط الحر … (ارتفع الدين الخارجي وقتها من 12 مليار دينار عام 2010 الى 25 مليار دينار اردني عام 2015).
وما بين عضويته في حكومة هاني الملقي التي تم اسقاطها اقتصاديا في الشارع واجبارها على الاستقالة وبين ادارة كراج السيارات من جهة، وتأليف الكتاب من جهة اخرى، اتوقع ان يكون لهذه المحطات الثلاث اثر كبير في تشكيل حكومة الدكتور ابوجاد … وخاصة القواسم المشتركة بين المحطات الثلاث.
همسة باذن الحاج ابو جاد:
ارجو ان تحاول الابتعاد عن تسجيل الانتصارات الآنية على حساب الاستراتيجيات الكبرى،…
وان تبتعد عن موضوع المؤشرات الدولية الاقتصادية والسياسية والبشرية والامنية … وان تتجه بدلا من ذلك الى استحداث مؤشرات وطنية خالصة لوضع وقياس التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية والاستثمارية، وذلك من خلال استحداث مكتب المفتش العام للدولة بشكل اكثر تطورا من وظيفة ال Ombudsman وضم كافة هيئات الرقابة الادارية والمالية والشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد ومراقبة الجودة تحت لواء هذا المكتب الحكومي لوضع معايير ومؤشرات قياس الاداء والجودة ومراقبة تنفيذها.
اتمنى لك التوفيق في خدمة الوطن يا حاج ابو جاد … وستكون تحت المجهر.