وطنا اليوم/ كتب فارس حباشنه/ لم يلحظ بشر الخصاونة أنه خرج من الحكومة بسخط شعبي اردني .
و لم يلحظ الخصاونة ، وبعد أربع سنوات غادر الدوار الرابع ، ودون أن يعرف الاردنيون هذا الرجل .
اليوم ، و بعدما قدمت حكومة استقالاتها تبخرت أحلام بقاء الخصاونة في الدوار الرابع .
و المروجون الى سيناريو البقاء في الدوار الرابع يلطمون ، و يتحسرون على ” رئيس الفرصة العائمة ” .
كنت اتوقع أن يقرأ الرئيس المشهد و اللحظة السياسية الراهنة مبكرا ، ويكف عن دفع الترويج لسيناريو البقاء في الدوار الرابع .
حكومة الخصاونة أنجزت مهمات كبرى في فرض ضرائب مضاعفة و رفع جنوني للاسعار ، و أندمج الى حد كبير ومفرط في سياسات اقتصادية ليبرالية .
و تجاوز الاولين و اللاحقين من رؤساء ” النادي النيو ليبرالي” .
و اخر قرارات لحكومة الخصاونة الاقتصادية ، فرض ضرائب مضاعفة على الدخان و المعسل و سيارات الكهرباء .. و لا ادري في العرف السياسي و الدستوري ، هل يجوز لحكومة تلتقط انفاسها اصدار قرارات مالية و اقتصادية ؟!
و ما مدى دستورية تلك القرارات الاقتصادية في ضوء حكومة أشرفت على اجراء الانتخابات ؟
ولماذا الانتخابات أذن ؟ و لماذا الاحزاب ، و التنافس السياسي ؟
حكومة أمرها عجيب في حياتها و موتها ..
المالية العامة تعاني من عجز ، وكلنا نعرف أزمة المديونية الاردنية ، و نعرف ماذا يعاني الاقتصاد الاردني ؟
و لكن ، هل الحل في فرض مزيد من الضرائب ؟
و معالجة المسألة الاقتصادية بعيدا عن الحلول و الأطر الاجتماعية و التنموية الوطنية .
و نظرا الى الظروف الاقليمية المعقدة .. و في احتكام الاردنيين الى صناديق الاقتراع و المشاركة في العملية الانتخابية ، اظن أن الاردنيين صوتوا ضد النهج النيو ليبرالي
، و صوتوا ضد السياسات الاقتصادية القسرية .
وصفة رفع الاسعار و الغلو في الضرائب من الوصفات المستهلكة في الاقتصاد الاردني .. و منذ عهد حكومة علي ابو الراغب و عبدالله النسور و هاني الملقي ، و
عمر الرزاز .
لا أظن ان ازمة الاقتصاد الاردني تحل في رفع الضرائب على الدخان و سيارات الكهرباء و المعسل !
و امام رئيس الحكومة القادم .. فماذا سوف يقرر عشية انتخابات حرة و نزيه ، و برلمان جديد و حكومة جديدة ؟
واما الحكومة الراحلة ، و غير المحسوف على فريقها الوزاري .طبعا ، باستثناء كم وزير يقدر ادائهم كوزراء حملوا ملفات استراتجية و هامة ، و نجحوا في ادارتها .
و اما رئيس الحكومة .. ومن وراءه اليوم سوف اكسر جرة ، و جرتين وثلاث جرات .
حكومة تولد و حكومة تموت .. حالة طبيعية سياسيا .
و لكن ، ثمة حكومات مكتوب عليها سخط الاردنيين ، و مكتوب عليها ان لا يذكروها الاردنيون يوما بخير او كلمة طيبة ، و سوف يدثرها التاريخ ، وسرعان ما يدفنها دون دعاء ورحمة .