وطنا اليوم_
أخبرتني صديقة لي قصة سيدة في العقد السادس من العمر متوسطة التعليم أنجبت الأبناء وكبرو وأنهو تعليمهم واستقلو بأسرهم وقد مر عليها الزمن بقسوته وترك أثاره على قواها ولربما صحتها وكان ابتلائها الأكبر أصابة زوجها بالزهايمر وبمرحلة متقدمة من المرض حتى صارت تعامله كطفلها ترعاه وتهتم بكل شؤونه الخاصة من اطعام وملبس وحتى الحمام وكل أحتياجاته الخاصة دون أن تشتكي أو تطلب المساعدة من الأخرين تقبلت قدرها بكل رحابة صدر وإيمان ووفاء ليس هذا فحسب بل كانت عندما تذهب إلى السوق تغلق على زوجها الباب خوفا عليه من الخروج وبعدها يفقد القدرة على العودة إلى المنزل وعندما يدعوها الأقرباء لحضور احتفال ما تصطحبه معها خوفا عليه وكذلك رغبة منها أن توفر له بعض المتعة وهكذا مرت بها السنين الأربع وزوجها تسوء حالته عام بعد عام ويوم بعد يوم حتى زارتها إحدى قريباتها شابة عشرينية لتجدها طريحة الفراش تبكي ألما وماكان من قريبتها الا أن اصطحبتها للمستشفى وعملت لها التحاليل والأشعات وكانت المفاجأة أن جسدها يحمل الكثير من الأمراض وهي تتحامل على نفسها ولا تشتكي ولا تطلب المساعدة انا أعجبت بها وانا اسمع قصتها من قريبتها العشرينية هل يوجد انسان بهذا الوفاء والتضحية ؟هل مازال الخير فينا لدرجة نفضل الأخرين على أنفسنا؟ ولماذا هذه النماذج لا نعلن عنها لماذا لا تتناولها الصحف والأخبار بل لماذا لاتدرس في الكتب المدرسية ويعمل لها مسلسلات وافلام لتكون قدوة يحتذى بها للأجيال القادمة لماذا نجد بعض المسلسلات والافلام تتناول النماذج السيئة في المجتمع لماذا يسلط الضوء على التفاهات والنماذج التي لاتنفع بل تضر المجتمع هذه السيدة على بساطة قصتها إلا أنها درس حي لكل إنسان يعاني أحد أفراد أسرته مشكلة صحية هذه القصة دعوة لنا جميعا أن نقدم العون لمثل تلك السيدة وأمثالها لأنها لو حصل لها مكروه لاسمح الله ماذا سوف يكون مصير زوجها الذي يعتمد عليها بشكل كامل ثم هي لو لم تزورها قريبتها ماذا سوف سيحل بها ؟أين الجيران منها ؟لماذا الأغلب يقول نفسي نفسي الا نعرف كلنا ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )وهنالك سؤال اخير لم اجد له إجابة لو انعكست الأية وهي مرضت لاسمح الله وزوجها هو من كان سليم معافى ماذا سيكون موقفه أترك لكم الأجابة مع تحياتي