وطنا اليوم:لم تُصادق السلطات الأردنية الرسمية بعد على الرواية المنقولة التي تتحدّث عن 7 شروط إسرائيلية مقابل تسليم جثمان سائق الشاحنة الأردني الذي استشهد في عملية قتل فيها ثلاثة إسرائيليين الأحد الماضي.
وكان بيان لوزارة الداخلية الأردنية قد صرّح أن مسألة استلام جثمان السائق الأردني ماهر الجازي تُبحث على أعلى المستويات الأمنية مع الجانب الإسرائيلي.
وتماطل إسرائيل في تسليم جثمان الشهيد الأردني ماهر الجازي.
وصباح الأحد الماضي، قُتل 3 إسرائيليين متأثرين بإصابتهم بجروح خطيرة إثر عملية إطلاق نار، في معبر الكرامة (جسر الملك حسين) نفذها سائق شحن من المملكة يدعى ماهر ذياب حسين الجازي.
وما زال أهالي السائق الأردني ينتظرون تسلّم جثمانه، لدفنه في مسقط رأسه بمدينة الحسينية في محافظة معان جنوبي الأردن. يأتي ذلك في ظل معلومات متداولة عن وضع إسرائيل عدة شروط قبل تسليم جثمان الشهيد الجازي للأردن، ومنها تقديم اعتذار رسمي، وتحديد عدد المشاركين في الجنازة، ومنع أي مظاهر تحتفي بالعملية وتظاهرات عند تشييع الجثمان.
وحول ذلك، قال شقيقه شادي ذياب الجازي إنه “لم يتم استلام الجثمان أو تحديد موعد لاستلامه حتى الآن”، مضيفاً: “نحن على تواصل دائم مع الحكومة الأردنية بهذا الخصوص، والأمور جيدة في هذا الاتجاه، وإن شاء الله تكون الأمور إيجابية خلال الفترة المقبلة”، مفضلاً عدم التحدث عن تفاصيل ما دار مع الحكومة. وبخصوص ما إذا أُبلِغوا بشروط معينة في حال تسلُّم جثمان الشهيد، قال: “لم نبلَّغ بأي شروط، وهذه المعلومات غير دقيقة وغير صحيحة، وأي معلومة في هذا الخصوص سننشرها على صفحاتنا الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وحول بقاء سائقين من المنطقة محتجزين لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، قال شادي: “نأمل الانتهاء من هذه القضية والإفراج عن السائقين وجثمان الشهيد دفعة واحدة”. وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد ذكرت، في بيان، الأحد الماضي، أنّ التحقيقات الأولية أكدت أن الحادث “عمل فردي”، فيما أعلنت وزارة الداخلية الأردنية يوم العملية أنّ الجهات المعنية تتابع وضع سائقَيْن أردنيَّين اثنين لا يزالان يخضعان للتحقيق في إسرائيل، على خلفية عملية إطلاق النار.
وقال مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين والأردنيين في سجون الاحتلال فادي فرح ، إنّ “عدم تسليم الجثمان ليس مستغرباً من تصرفات دولة الاحتلال”، مضيفاً: “هناك مفقودون في أثناء عمليات على الحدود منذ عشرات السنين لم يُسلَّموا للأردن”. وأوضح أن لدى الاحتلال الإسرائيلي 25 أسيراً يتعرضون للتنكيل، خصوصاً في الفترة الحالية، إضافة إلى حوالى 34 مفقوداً مسجلين لدى اللجنة ولم تُسلَّم جثامينهم للأردن منذ حرب 1967.
وأشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية أيمن الحنيطي إلى أن “هناك أموراً عالقة بين الطرفين، ومن المحتمل تمرير شروط من خلف الكواليس، فقد كانوا سابقاً يستغلون مواضيع الطاقة والمياه لتحقيق بعض المطالب”. ورأى أنّ “من المحتمل أن تطلب إسرائيل من الأردن تخفيف اللهجة التي يستخدمها وزير الخارجية أيمن الصفدي في المحافل الدولية ضد دولة الاحتلال والتي ينظرون لها بعدائية وكذلك عدم مقارعة إسرائيل في المحافل الدولية”.