بقلم الدكتور ذوقان عبيدات
في كتابه الجديد حول الإصلاح التربوي حدد محيي الدين توق الأطر والسياسات والمداخل الإصلاحية، وأشكال الإصلاح والتعليم النوعي المطلوب، و”تربية المعلمين” وسياسات استقطاب المؤهلين للالتحاق بمهنة التعليم، والمواطنة والمساءلة وبدائل التعليم النظامي وغير النظامي.
ومع ضخامة حجم الكتاب الذي وصل إلى 441 صفحة وتنوع موضوعاته فإن من الصعب على أي كاتب أو قارئ أن يكتب ملخصًـا للأفكار الرئيسة يقدم فيه أفكار هذا الكتاب الجيد والمؤلف المشهود له، ومع ذلك، فإنني أستثمر فرصة صدور هذا الكتاب لأقدم أبرز غاياته ومنطلقاته:
- كانت مدارس اليابان قبل ثلاثين سنة شبيهة بمدارسنا، فمن صنع هذا الفارق الواسع الآن؟ هل هو تقدير اليابانيين للمعلم والذي يتمثل في مثل ياباني مشهور: لا تقف في ظل معلم؟ فالمعلم الياباني توازي قيمته ما وضعه كونفوشيوس للقضاة! ففي اليابان عدالة وحقوق إنسان وسيادة قانون.
- إن تحصيل الطلبة العرب في الاختبارات الدولية: تيمس وبيسا يعادل تحصيل أدنى 10% من طلبة الدول المتقدمة، هذا على الرغم من الجهود المبذولة لإصلاح التعليم، ومن الإنفاق العالي على التعليم.
- إن معالجة الاختلالات الاجتماعية تتطلب التركيز على بناء المواطنة والتربية الأخلاقية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد.
- من المهم تحقيق مطلب المتعلم للجميع ومواصلة الإصلاح الحقيقي. والقضاء على قصور السياسات وعدم ترابطها، وسرعة تغيرها بتغير المسؤول، وهذا يؤكد ما أطالب به دائمًا في ضرورة تدعيم المجالس، وعدم إتاحة الفرصة لرئيس أي مجلس بفرض آرائه، وأخص بالذكر المجالس التربوية الثلاثة.
كما أن من المهم التوجه نحو التعليم الدامج بمشاركة كاملة من ذوي الإعاقة.
- المواطنة هي مدخل مهم للإصلاح التربوي، وهذا ما تناوله الفصل السادس من الكتاب.
الكتاب مليء بالمفاجآت، ولكن في حديث قصير مع حسني عايش، قال: خلا الكتاب من الجهود الإصلاحية في الأردن. والتي قادها مفكرون وباحثون تربويون عبر جريدة الغد! كما خلا من التركيز على التعليم عن بعد، ومن الإصلاحات المتعمقة للمناهج الدراسية، ومع أن الكتاب وضع مهنية التعليم كمسلمة إلّا أنه لم يحدد تطوير التعليم كمهنة مدخل أساس للإصلاح! وأغفل الكتاب عن دو ر الإدارات الفاشلة في تطوير التعليم على الرغم من حديث سريع عن الحاكمية.
أهنئ الدكتور توق بهذا الإنجاز كما المجتمع التربوي الأردني والعربي.