بقلم الدكتور عصام الغزاوي
الدكتورة المهندسة منى محمد سلمان مشعل التي كتبت قبل شهرين عن فوزها بجائزة التميز الحكومي العربي في دبي كأفضل موظفة حكومية عربية، تبلغت بقرار إحالتها على التقاعد المبكر وإقصائها وهي في أوج عطائها بدل من تكريمها ومكافأتها وترقيتها . الدكتورة منى تعمل كباحث رئيس ومستشار لشؤون وقاية النبات في المركز الوطني للبحوث الزراعية وشكلت مع زوجها المهندس باسل عبيدات فريق بحث ممتاز لمكافحة سوسة النخيل التي تفتك بمزارع النخيل في غور الاردن الشمالي، وانجزا معاً عشرات الابحاث في مجال وقاية النبات، وحققا خلال فترة خدمتهما الطويلة انجازات وعلامات فارقة على المستوى العربي في البحث العلمي الزراعي، الدكتورة منى أعدت 29 مشروعاً بحثياً تطبيقياً لإيجاد حلول لمشاكل زراعية وقائية تواجه القطاع الزراعي، وساهمت في تخفيض مستوى استخدام المبيدات إلى 70% على الحمضيات، مما أدى إلى توفير مادي كبير في هذا الجانب، وهي أول من أسس علم آفات النخيل، واستطاعت تسجيل 27 آفة حشرية و15 مرضاً يصيب النخيل في الأردن، وهي أول من سجل آفة الرمان ووضعت لها الحلول، وتُعتبر أحد الأشخاص المؤثرين في خدمة قطاع النخيل من خلال نشر مفهوم زراعة النخيل في وادي الأردن منذ عام 1999، حين كانت مساحة الأراضي المزروعة في النخيل آنذاك 200 دونم، واصبحت الآن 35 ألف دونم وهي في ازدياد، وقد اصدرت 9 أوراق علمية، ونشرت 32 كتاباً ونشرة معظمها في مجال النخيل، وتشارك في وضع الاستراتيجيات التي تخص القطاع الزراعي في الأردن.
للاسف تعرضت الدكتورة منى خلال فترة خدمتها للاقصاء والتهميش كونها كانت الاكثر تميز، حيث تعتبر مرجعية علمية كبيرة خاصة بالنخيل وحققت افضل نشرة زراعية بالمركز الوطني، وحصلت على جائزة افضل كتاب بالوقاية النباتية، وجائزة نقابة المهندسين الزراعيين، وجائزة الموظف المثالي بالخدمة المدنية، وجائزة الأسرة المثالية، وجائزة الشخصية المؤثرة بقطاع النخيل الاردني جائزة خليفة، واخرها كان جائزة المنظمة الادارية العربية كأفضل موظفة حكومية عربية … السؤال: لمصلحة من يُحال الموظف المتميز للتقاعد المبكر، ولمصلحة من يجري تفريغ مؤسساتنا من الكفاءات واصحاب الاختصاص؟ للاسف اصبحنا لا نرى إلا القليل من المبدعين المميزين، ليس لقلتهم بيننا، بل لشعور بعض المسؤولين بعقدة النقص امامهم، فعملوا على تهميشهم وإقصائهم وقتل روح الإبداع فيهم لتهجيرهم.
#رئاسة_الوزراء
#دولة_بشر_الخصاونه_الاكرم
#وزارة_الزراعة