جفاف الفكر التربوي!!

29 أبريل 2024
جفاف الفكر التربوي!!

بقلم: د. ذوقان عبيدات
يطلب الفكر من أصحاب الاختصاص: من مجالس التربية، وزارة التربية والعاملين فيها، والقائمين عليها، وعلماء الجامعات”زعماء الأكاديميا”، وأخيرًا المهتمين ممن يقال عنهم: خبراء وما هم بذلك!
هذه مجموعات هي مصادر الفكر التربوي، ومصادر إنتاج المعرفة التربوية، ولكنها مع الأسف لم تفعل، ولم تنتج إلّا معرفة امتحانية، أو نقلت فكرًا كولينزيّا محدودًا، أو مشروعات مهنية. ومع ذلك يتسيّد بعضها، أو أحدها الساحات صوتًا تربويًا وحيدًا لا يُشق له غبار!

(01)
تراجعات مذهلة!

حسم التربويون منذ الستينات قضايا أساسية في التعلم والنجاح والرسوب والتسرب، والتعامل مع صعوبات التعلم، وخلصوا إلى أنّ:
– بإمكان كل طالب التعلم إلى درجة التفوق إذا تم تعليمه وتعلمه بالطرق المناسبة. وفي هذا الصدد قال حسني عايش: إذا أخذنا طفلًا أردنيّا حديث الولادة إلى الصين؛ فإنه سيتعلم اللغة الصينية في سنتين، وكذلك لو أحضرنا طفلًا صينيّا إلى الأردن فإنه سيتعلم اللغة العربية إضافة إلى مهارات الخضوع والتصفيق وأمور غيرها!
– وهذا يعني أن الطالب الراسب هو الذي لم يعلّمه أحد! وليس هو الفاشل الذي لم يتعلم! فهل يحق لتربويين أن يشتكوا علنًا من عدم وجود قوانين تسمح بالترسيب؟ أو الطرد؟
إنهم يدعون لترسيب الطلبة بدلًا من ترسيب المدرسة ومن وراءها!!
إذن؛ الترفيع والنجاح حق من حقوق الطالب إذا فشلت المدرسة في تعليمه!
– وانتظام الطلبة في الدوام المدرسي حتى لو لم يتعلموا هو حق من حقوقهم، ولا يجوز المطالبة بوجود قوانين تسمح بطردهم !!
عدم الترسيب والترفيع التلقائي هما من إنجازات العملية التربوية لو وفرنا شروط ذلك! لو تقبل المعلمون ذلك!

(02)
الحرمان من التقدم إلى التوجيهي!
هذه آخر مبتكرات النظام التربوي، الذي حرم ألفًا وستمائة طالب وطالبة أي “نسبة بسيطة جدّا” من الطلبة من التقدم إلى الامتحان! نسبة١،٥٪ فقط. وهذه نسبة قلية جدّا لا قيمة لها من وجهة نظر بعض المسؤولين!
الحرمان تم باستخدام القانون وليس تعسفًا! ولا أحد يقبل بعدم تطبيق القانون! إذن؛ المسؤولون
عملوا الحرمان بأسلوب صحيح!
وبرأيي؛ عملوا غير الصحيح بأسلوب صحيح! وضعوا كمينًا تربويّا محكمًا راح ضحيته 1600 طالب وطالبة فقط!
وبعيدًا عن القانون الذي أجاز حرمانهم، نسأل:
– لماذا ترك هؤلاء الطلبة الدوام المدرسي قبيل الامتحان؟
– أين ذهبوا؟ إلى الملاهي، أم إلى المراكز الثقافية التي يشعرون أنها أكثر فائدة من مدارسهم؟
– هل تلقّى هؤلاء المحرومون التوجيه اللازم؟ التحذير اللازم؟
– هل يمكن لطالب توجيهي أن يقامر بتجاوز الغياب لو أن مدرسة، مرشدًا، معلمًا نبّهه لذلك؟
– هل هم من الطلبة المتميزين، أم من ذوي الأسبقيات غير التربوية؟
– هل طبّق مديرو المدارس القانون بعدالة على كل من تجاوز مدة الغياب؟
– هل فكرت الوزارة بإيجاد فترة كافية للطلبة للاستعداد للتوجيهي بما يجنُبهم خرق القوانين؟
لا نريد تصعيب الأسئلة على المسؤولين كأن نسأل:
لو حسُنتم معلميكم كمعلمي المراكز هل سيترك الطلبة مدارسهم؟
(03)
حين تكثر زيارات المسؤولين إلى مناطق نفوذهم، فاعلم أنّ هناك خلل ما!!
فهمت عليّ جنابك؟