وطنا اليوم:تقضي عوائل أسر عديدة في قطاع غزة أيامهم في البحث عن الطعام لذويهم، لكن أوضاعهم ستزداد سوءاً مع تعليق آلاف الوجبات المقدمة من منظمة المطبخ المركزي العالمي بعد مقتل سبعة من عمالها في غارات جوية إسرائيلية، بحسب تقرير لصحيفة New York Times الأمريكية، الجمعة 5 فبراير/شباط 2024.
تقرير الصحيفة سلط الضوء على لاعب كمال الأجسام سهيل الأسعد، الذي كان من الممكن العثور في مطبخ بيته بمدينة غزة، كل صباح قبل الحرب، على طبق عجةٍ، المكون من ثماني بيضات، قبل أن يسير بسرعة على طول الواجهة البحرية ويتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية لرفع الأثقال.
الصحيفة أشارت إلى أن تلك الواجهة البحرية أصبحت الآن أنقاضاً، حيث هُجِّرَ الأسعد وعائلته، مثل كثيرين آخرين، من منزلهم بسبب القصف الإسرائيلي المكثف والغزو البري، وينامون الآن في خيمة برفح، جنوبي قطاع غزة.
ووفقاً لتقرير الصحيفة يقضي الأسعد أيامه في البحث عن الطعام لنفسه ولزوجته وأطفاله الثلاثة وأمه المريضة، لا سيما بعد أن أصبحت وجبة الإفطار، من أي نوع، بعيدة المنال، والبيض صار رفاهية.
وبينما تلوح المجاعة في أفق قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة، أصبح بقاؤهم الهش أصعب قليلاً بالنسبة لكثيرين هذا الأسبوع.
وعلقت منظمة المطبخ المركزي العالمي، المجموعة الخيرية التي أسسها الشيف خوسيه أندريس، جهود الإغاثة هناك بعد مقتل سبعة من عمالها في غارات جوية إسرائيلية، الإثنين الماضي.
ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قالت منظمة الإغاثة إنها منذ بدء الحرب بغزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قدَّمت أكثر من 43 مليون وجبة هناك.
يعرف الأسعد أن كثيراً من الناس يعتمدون على وجبات المطبخ المركزي العالمي، التي تتكون غالباً من الأرز والفاصوليا وأحياناً اللحوم أو الدجاج.
وقال الأسعد في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الجمعة، إن عائلته نادراً ما تحصل على وجبات الطعام، “لأن الطلب كان أكثر من العرض”. وأضاف أن أولئك الذين يتلقون الوجبات بانتظام سيواجهون صعوبة في العثور على بديل.
وقد أدى التربُّح والسوق السوداء النشطة إلى تفاقم الأمور. في منتصف شهر مارس/آذار، نشر الأسعد مقطع فيديو قصيراً بصفحته على إنستغرام لبيضتين –كل ما يستطيع تحمُّل تكلفته– كان قد اشتراهما للتو من السوق المحلية مقابل 10 شيكل إسرائيلي، أي نحو 10 أضعاف ما كانت تكلفته في السابق.
خططت عائلته المكونة من ستة أفراد، لطهي البيضتين لوجبة الإفطار في تلك الليلة، لكسر صيام رمضان طوال النهار. وكتب الأسعد (45 عاماً)، في التعليق: “البيض أصبح أغلى من الذهب!”.
ومثل عدد متزايد من سكان غزة، لجأ إلى إنشاء صفحة على منصة GoFundMe؛ للمطالبة بالتبرعات لشراء الطعام والمياه النظيفة.
وكتب على صفحته بمنصة GoFundMe: “لقد دخلنا الآن الشهر السادس دون مال أو طعام أو حتى مساعدات، وكلها بأسعار مرتفعة للغاية في السوق السوداء”.
من جهته، يقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن المجاعة وشيكة بشمال غزة. ويبلغ عدد الأشخاص في الجيب المحاصر الذين يواجهون مستويات كارثية من الجوع الآن، 1.1 مليون شخص.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، وهي أيضاً وكالة تابعة للأمم المتحدة، هذا الأسبوع، أن 27 طفلاً على الأقل لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية في غزة.