بيان صادر عن التيار الأردني 36 (احرار وطن)

2 مارس 2024
بيان صادر عن التيار الأردني 36 (احرار وطن)


وطنا اليوم _لقد حمل التيار مثل كل أشراف الوطن وأحراره, هموم وقضايا الأردن العظيم, وشعبه العزيز, تماما مثلما أولى قضايا الأمة جلّ وعيه واهتمامه, وعلى رأسها قضيتها الأولى, قضية فلسطين العزيزة, ومعاناة الأشقاء الدائمة منذ عقود تاريخها الطويلة.


ومثلما يكون الصمت أحيانا صمت شيطان أخرس, عندما يساوي السكوت على كلمة حق, والذي لن نكونه في التيار إن شاء الله, فإنه ليكون أكثر بلاغة ووضوحا في التعبير عن الموقف والحال, عندما تقتضي الظروف ودقة الأوضاع, وهنا لا بد من التذكير بمعترضة موثقة يعرفها كثيرون, أنه عندما عجز كثيرون عن ذكر غزة والمقاومة على ألسنتهم, كان وفدا وازنا من شيوخ عشائر هذا الأردن العظيم وكبار متقاعدية العسكريين، يزور غزة العزة في عام ٢٠١٢ ، ليعبّر للأشقاء عن تضامنهم معهم ومساندتهم.


أما عندما يصبح التشكيك والهمز واللمز, بل والاتهام الواضح الصريح, للأردن العظيم وفعاليات جيشه الأعز والأكرم, جيش الشهداء والاستبسال, في المكبر وأسوار القدس والشيخ جراح والسموع والجولان والكرامة, وفعاليات إنزال لقمة العيش وحبة الدواء لأطفال غزة الشاخصين الى السماء بانتظار هذه الفزعة التي ألفها العالم من الأردنيين وعسكرهم عبر التاريخ, فإنه لم يعد للصمت مكانا, ولا للسكوت موضعا, ولم يعد للرمادية معنى غير التخاذل والجبن والاندحار.
وعندما يعلو الفحيح, وتطغى على المكان والزمان هوهوة الجراء, وخفخفة ضباع الجيف اللئيمة, نحو عظمة الأردن ونقائه وقدسية مواقفه وطهر نواياه, فإن الصمت يصبح كفرا وفساد صلاة, وخروجا على كل فضيلة.


وكما يعرف الجميع مواقف التيار النقية, وفي أحلك الظروف وأخطرها, فإنه لن يصمت اليوم على حقد وخبث وعدوانية هذه الطغمة المستَنفرة المدفوعة الأجر اليوم والهاجمة على الأردن العظيم, مشككة بكل حركة وسكون له ولتحرك جيشه لنصرة الغزيين, سوف يقف التيار لكل (همل) الكون في الداخل والخارج, الذين استمرؤا لقمة الحرام وحساب السحت, ممن ارتقوا منصات التواصل الاجتماعي, ولوثوا منابرها بتعميم سمومهم التي عاثت بالفضاء فسادا, وبالأردن العظيم عضّا وتغريما.


لقد قدم هذا الوطن الأشم وعسكره الأنقى والأرقى, أمثلة نبيلة راقية وحازمة, للفزعة والغوث والعون, لمن يحتاجونها من الأشقاء في غزة المنكوبة, وتحركوا بمتواضع إمكانياتهم في كل اتجاه وفعل, عجز او تخاذل عنه من هم أكثر عدة وعددا, وكان لهم شرف ان يقتدي بهم كثيرون غيرهم من الدول والجيوش, وعندما أغلقت الدنيا حدود الأرض أمام شاحنة طحين أو سيارة دواء لأهل غزة, فزع الأردنيون من المدنيين والعسكر, لإنزال الغوث من السماء, بعد أن كان ترياقهم يبلسم جراحات الأشقاء في مستشفياتهم الميدانية في الضفة والقطاع, غير أبهين بخطر أو متهيبين من تهديد او وعيد.


ومثلما كان الأردن العظيم دائما, كبيرا بالغوث والفزعة والسند, لكل العرب الذين ضاق بهم الظرف والحال في أوطانهم وأرضهم, حتى على حساب أهله وذوي قرباه, هو الأردن العظيم اليوم, كبيرا بمواقفه وجوده ونصرته وتثبيته لمن ضاق بهم العيش في غزة, ومن سحقهم ظلم الاحتلال الصهيوني الغاشم, وجحود ذوي القربى وأخوة الدم, فأي مبرر وتسبيب منطقي لفحيح الأفاعي ونقيق الضفادع وهجوم أبطال الميديا وعواينية الأعداء والمنسقين, الذين هبوا هبة قطيع واحد, يشككون ويتهمون.


سحقا وتبا للمزاودين والمتسلقين والمراوغين, وسوف تميتهم الحقيقة والحق وجلاء المواقف الاردنية, وترسلهم الى مزابل التاريخ وفضلات الخسة الخائنة للوطن والأمة, وما الغد إلا قريبا والفجر أبلجا.


ويؤكد التيار بكل جلاء ووضوح, على موقفه الثابت الرافض لكل مؤامرات التصفية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن, ويدين فعاليات التقتيل والابادة الجماعية والتدمير والتهجير القسري لأهل الأرض الشرعيين من الأشقاء في غزة وعموم فلسطين.


رحم الله الشهداء المجاهدين, والشفاء لمصابيهم, والنصر المؤزر لمن يدفع عن أرضه وعرضه وشرفه وأهله والصامدين الصابرين في غزة العزة, والفخر والفخار والعرفان ونياشين الكرامة, لعسكرنا في مستشفياتنا الميدانية هناك, وفي فضاء المعركة, صقور الغوث ومنزلي المساعدات على الأشقاء, وعليك اللهم ببعض الأصدقاء, فنحن أولى بالأعداء.


وعاش الأردن العظيم.
التيار الأردني 36 (أحرار وطن)
عمان, في 2/3/2024